وقال القاضي : أمرهم أن يبادروا بالأعمال قبل نزول هذه الآيات فإنها إذا نزلت أدهشت وأشغلت عن الأعمال أو سدّ عليهم باب التوبة وقبول العمل
( طلوع الشمس من مغربها ) فإنها إذا طلعت منه لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل ( والدخان ) أي ظهوره ( ودابة الأرض والدجال ) أي خروجهما سمي به لأنه خداع ملبس ويغطي الأرض بأتباعه من الدجل وهو الخلط والتغطية ومنه دجلة نهر بغداد منها غطت الأرض بمائها
( وخويصة أحدكم ) تصغير
خاصة بسكون الياء لأن ياء التصغير لا تكون إلا ساكنة والمراد حادثة الموت
التي تخص الإنسان وصغرت لاستصغارها في جنب سائر العظائم من بعث وحساب
وغيرهما وقيل هي ما يخص الإنسان من الشواغل المقلقة من نفسه وماله وما يهتم
به ( وأمر العامّة ) القيامة لأنها تعم الخلائق أو الفتنة التي تعمي وتصم أو الأمر الذي يستبد به العوامّ وتكون من قبلهم دون الخواص .
55ـ
إن مع الدجال إذا خرج ماء و نارا فأما الذي يرى الناس أنها النار فماء
بارد و أما الذي يرى الناس أنها ماء بارد فنار تحرق فمن أدرك منكم فليقع في
الذي يرى أنها نار فإنه عذب بارد .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2196 في صحيح الجامع.
56 ــ
إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم
من عذاب القبر الذي أسمع منه تعوذوا بالله من عذاب النار تعوذوا بالله من
عذاب القبر تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها و ما بطن تعوذوا بالله من
فتنة الدجال .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2262 في صحيح الجامع.
57ــ إذا تشهد أحدكم فليتعوذ من أربع : من عذاب جهنم و عذاب القبر و فتنة المحيا و الممات و من شر المسيح الدجال ثم يدعو لنفسه بما بدا له .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 432 في صحيح الجامع.
58ــ إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع يقول:اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم و من عذاب القبر و من فتنة المحيا و الممات و من شر فتنة المسيح الدجال
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 699 في صحيح الجامع.
59ــ إذا فرغ أحدكم من صلاته فليدع بأربع ثم ليدع بعد بما شاء : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم و عذاب القبر و فتنة المحيا و الممات و فتنة المسيح الدجال .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 700 في صحيح الجامع.
60ــ
استعيذوا بالله من عذاب القبر استعيذوا بالله من عذاب جهنم استعيذوا بالله
من فتنة المسيح الدجال استعيذوا بالله من فتنة المحيا و الممات .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 941 في صحيح الجامع.
61ــاللهم
إني أعوذ بك من العجز و الكسل و الجبن و البخل و الهرم و عذاب القبر و
فتنة الدجال اللهم آت نفسي تقواهاوزكها أنت خير من زكاها أنت وليهاو مولاها
اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع و من قلب لا يخشع و من نفس لا تشبع و من
دعوة لا يستجاب لها
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1286 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
( اللّهم إني أعوذ بك من العجز ) بسكون
الجيم سلب القوة وتخلف التوفيق إذ صفة العبد العجز وإنما يقوى بقوة يحدبها
اللّه فيه فكأنه استعاذ به أن يكله إلى أوصافه فإن كل من رد إليها فقد خذل
( والكسل ) التثاقل والتراخي مما ينبغي مع القدرة
( والجبن ) بضم فسكون الخور عن تعاطي الحرب خوفاً على المهجة وإمساك النفس والضن بها عن إتيان واجب الحق
( والبخل ) منع السائل المحتاج عما يفضل عن الحاجة
( والهرم ) كبر السن المؤدي إلى تساقط القوى وسوء الكبر ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل والتخبط في الرأي
وقال الموفق البغدادي : هو اضمحلال طبيعي وطريق للفناء ضروري فلا شفاء له
62ــ
اللهم إني أعوذ بك من الكسل و الهرم و المأثم و المغرم و من فتنة القبر و
عذاب القبر و من فتنة النار و عذاب النار و من شر فتنة الغنى و أعوذ بك من
فتنة الفقر و أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل عني خطاياي بالماء و
الثلج و البرد و نق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس و
باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق و المغرب .
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1288 في صحيح الجامع.
الشـــــرح :
( اللّهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم ) أي ما يأثم به الإنسان أو ما فيه أو ما يوجب الإثم أو الإثم نفسه وضعاً للمصدر موضع الاسم
( والمغرم ) أي
مغرم الذنوب والمعاصي أو هو الدين فيما لا يحل أو فيما يحل لكن يعجز عن
وفائه أما دين احتاجه وهو يقر على أدائه فلا استعاذة منه أو المراد
الاستعاذة من الاحتياج إليه واستعاذته تعليم لأمته وإظهار للعبودية
والافتقار وفي حديث صحيح قال له قائل : ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول اللّه قال : الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف ( ومن فتنة القبر ) التحير في جواب منكر ونكير
( وعذاب القبر ) عطف
عام على خاص فعذابه قد ينشأ عنه فتنة بأن يتحير فيعذب لذلك وقد يكون لغير
ما كان يجيب بالحق ولا يتحير ثم يعذب على تفريطه في بعض المأمورات أو
المنهيات كإهمال التنزه عن البول ( ومن فتنة النار ) سؤال خزنتها وتوبيخهم كما يشير إليه { كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها } الآية
( وعذاب النار ) أي إحراقها بعد فتنتها كذا قرر بعضهم وقال الطيبي : قوله فتنة النار أي فتنة تؤدي إلى عذاب النار وإلى عذاب القبر لئلا يتكرر إذا فسر بالعذاب
( ومن شر فتنة الغنى ) أي البطر والطغيان والتفاخر وصرف المال في المعاصي
( وأعوذ بك من فتنة الفقر ) حسد الأغنياء والطمع في مالهم والتذلل لهم بما يدنس العرض ويسلم الدين ويوجب عدم الرضا بما قسم ذكره البيضاوي . وقال الطيبي : الفتنة
إن فسرت بالمحنة والمصيبة فشرها أن لا يصير الرجل على لأوائها ويجزع منها
وإن فسرت بالامتحان والاختبار فشرها أن لا يحمد في السراء ولا يصبر في
الضراء وذكر لفظ شر في الفقرة الأولى دون الثانية وهو ما وقع في هذه
الرواية وجاء في رواية إثباتها فيهما وفي أخرى حذفها فيهما
( ومن فتنة المسيح ) بفتح
الميم وخفة السين وبحاء مهملة سمي به لكون إحدى عينيه ممسوحة أو لمسح
الخير منه فعيل بمعنى مفعول أو لمسحه الأرض أو قطعها في أمد قليل فهو بمعنى
فاعل وقيل هو بخاء معجمة ونسب قائله إلى التصحيف ( الدجال ) احتراز عن عيسى عليه السلام من الدجل الخلط أو التغطية أو الكذب أو غير ذلك
( اللّهم اغسل ) أزل ( عني خطاياي ) أي ذنوبي لو فرض أن لي ذنوباً
( بالماء والثلج والبرد ) بفتحتين
حب الغمام جمع بينهما مبالغة في التطهير أي طهر بي منها بأنواع مغفرتك
وخصها لأنها لبردها أسرع لإطفاء حر عذاب النار التي هي غاية الحر وجعل
الخطايا بمنزلة جهنم لكونها سببها فعبر عن إطفاء حرها بذلك وبالغ باستعمال
المبردات مترقياً عن الماء إلى أبرد منه وهو الثلج ثم إلى أبرد منه وهو
البرد بدليل جموده ومصيره جليداً والثلج يذوب ( ونق ) بفتح النون وشد القاف ( قلبي ) الذي هو بمنزلة ملك الأعضاء واستقامتها باستقامته ( من الخطايا ) تأكيد للسابق ومجاز عن إزالة الذنوب ومحو أثرها ( كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ) بفتح الدال والنون أي الوسخ وفي رواية لمسلم من الدرن ( وباعد ) أي أبعد وعبر بالمفاعلة مبالغة
( بيني وبين خطاياي ) كرر بين هنا دون ما بعده لأن العطف على الضمير المجرور يعاد فيه الخافض أي ذنوبي والخطىء بالكسر الذنب ( كما ب