في دهن الزمان

السلام عليكم





في دهن الزمان











أزعمُ أنَّي بالأمسِ رأيتُ الشمسَ مُكحّلةً

وعلى زندِ الشفقِ السابحِ نحو الغربِ طيورْ

بدأت تصدحُ لتزفَّ الشمسَ لمغربها

وكأنّ الدنيا صارتْ في كهفٍ مسحورْ

فرأيت الأرضَ تقبل هامتها

ورأيتُ الأشجارَ تراقِصُ أفرعَها كبناتِ الحورْ

إرفقْ بالشمسِ وذُبْ في عطرِ ذوائبها

يا مغربَها العاشقَ ،

يا منتشيا

يا مبهورْ

واحضنْ في الخدرِ وسادتَها

وعلى أنغامِ السَحَرِ المفتونِ تدورْ

إنَّ الشمسَ العاشقَةَ الولهى

تحرقُ أضلعَها لتجودَ بأنفاسِ الدفءِ

فنمْ واحلمْ وانعمْ بالسحرِ المنشورْ

++++++++

قالتْ لي أطيارُ الصبحِ

قبلَ بزوغِ الفجرِ الأتي

هيا نكتبُ للشمسِ نشيداً

نفرشُ بالوردِ سريرَ العفةْ

ونلمُّ عبيرَ النسماتِ

ونعطّرُ هودَجَها بالريحانِ

نزيّنُ كلَّ سفوحِ المنحدراتِ

فعروسُ الأرضِ الخضراءِ

سَتَطْلعُ من خلفِ الشرقِ مَحامِلُها

وسيملأُ هذا الكونِ رنينُ الدعواتِ

دعنا نجمعُ كلَّ بناتِ الحيِّ .. نُغنّي

دعنا نرقصُ والنشوةُ بكرٌ

تَتَمايلُ في وقعِ الخطواتِ

فعروسُ الكونِ مُحلّقةً

غَزَلتْ بخيوطِ جدائِلِها أثوابَ العرسِ

مَشابِكُها أهدابُ السنواتِ

وَعَشِيّةُ ليلتِها الكبرى

تنثرُ باقاتَ الزهرِ على الطرقاتِ

دعنا ننشدُ للشمسِ وراءَ الغيمِ بحلو الكلماتِ

++++++++

دلفَ العاشقُ ساحاتَ الشوقِ

فأعْلَنَ عن ثورتِهِ

أسرعَ نحو الصبح ِ

فغارَ اللونُ الفضيُّ على أوراقِ الشجرِ

يا أيتها الأنهارَ

ويا سربَ الجزرِ

لا تنتظروا في الغدِّ قدومَ القمرِ

بالأمسِ نهرتُ الغيماتَ

فأزعَجَهُ

أنّي أخْفي في الفضّةِ أحلى الصورِ

حتى صارَ اللونُ المسفوحُ حليباً

وتغيّرَ وجهُ الكرةِ الأرضيهِ في زخاتِ المطرِ

فسارَ الغاضبُ بين تلالِ الرملِ الورديهْ

ونجمُ الصبحِ يسابِقُهُ نحو الغاباتِ

كانتْ كلُّ نجومَ الليلِ تتابِعُهُ

تركُضُ خلفَ أميرِ العتماتِ

وَفارِسُ مَلْحَمةِ السفرِ

ذاكَ العاشقُ

يجري خلفَ الشمسِ مدى الدهرِ

ولا يَثْنِيهِ الصَدُّ

وما ياتِيهِ من الضّررِ

يغازلُها يطلبُ ودَّ الحسناءِ

فترفُضُهُ كلُّ قبائِلِها

لا يرتدُّ

ويمضي في العشقِ وراءَ الوهمِ بلا كللٍ

وبلا أثرِ

يُرضيهِ أنْ تَبْسِمَ فَتُنِيرُ الوجهَ الفضيَّ

وتحلُّ مواسِمُها

تَتَفَجّرُ في الكونِ الرحبِ

باقاتُ الزَهرِ

كَتَبَتْ أقدارُكَ سيرةَ هذا العشقِ المَوْهومْ

فلا تحلمْ يوما أنْ تصلَ الشمسَ وهالَتَها

حتى لو وسّطْتَ نجومَ الكونِ وعشاقَ السَهَرِ

وستبقى عاشِقُها المرسومُ على جَبْهتِها

وَسَتَبْقى الشمسُ عروسُ الكونْ

تتهادى

ويغازِلُها صُبحاً ومساءً وعلى مدِّ البَصَرِ

لا تَسْتَسْلمْ وامْضِ بحلمكَ

لا تنسَ بأنْ تجني لعروسِ الغدِّ أساورَها

أو أنْ تختارَ لها

في العيدِ ثمينَ الفضةِ والدُرَرِ

حتى لو غيّرتَ مسارَ الليلِ وضاعَفْتَ جُهودَكَ بالفِكَرِ

إحْبِسْ في قلبِكَ أحْلامَ الأمسِ

وَلمْلمْ فيهِ رؤاهْ

هذا المجدُ المرسومُ على صَدرِكَ

لا تُطْلِقْهُ إلا الآهْ

إلا الآهْ......

merciiiiiiiiiiiiii

شكرا

hanix

شكرا najih

merci mon professeur