المراهقة المتأخرة .. أزمة منتصف العمر

المراهقة المتأخرة .. أزمة منتصف العمر

المراهقة المتأخرة مرحلة يمر بها الرجل لتعاني منها المرأة.. شكوى متكررة
وهزة عنيفة قد تصيب الحياة الزوجية بمقتل, يقولون: «جهل الخمسين يا رب
تعين» والقصد أن بعض الرجال يمرون في هذه السن بفترة غير متوازنة يحاولون
فيها العودة إلى الوراء والإغراق في تصرفات المراهقة كي ينفوا تهمة الكبر
ويثبتوا لمن حولهم أن عروق الصبا مازالت تنبض فيهم وأنهم أكثر شباباً من
الشباب.
لا تختلف المراهقة المتأخرة كثيراً عن المراهقة الأولى لأنها مرحلة تغيير
بيولوجي حيث يجد الرجل نفسه فجأة بشعر أبيض وبعض الترهلات زينت وجهه، فيرفض
واقعه ويتشبث بالماضي الذي يشعره بأنه مازال شاباً وأن الحياة ما زالت في
بدايتها أمامه, والفارق بين المرحلتين أن الأولى تضطرم رحى نارها بين الأهل
والأبناء بينما الثانية تكون بين الزوج وشريكة عمره.
«الرأي» رصدت بعض حالات المراهقة المتأخرة وأثرها على كل الأطراف:
مؤمنة محسن مهندسة 48 عاماً تقول أديت وزوجي المحامي 54 عاماً دورنا في
الحياة، بالأمس القريب كان زواج ابنتي وقبل عام تزوج ابني وقررت الآن أخذ
إجازة طويلة من العمل والاستمتاع بما تبقى من العمر مع زوجي ولكن المفاجأة
أنني لم أجد زوجي فقد غدا منشغلاً بالجوال والرسائل المستمرة واللقاء مع
الأصدقاء والغياب عن المنزل، صار يسكنني إحساس مؤلم بوجود سر ما في حياته
يبعده عني أكثر فأكثر والحقيقة التي كان من الصعب أن اعترف بها هو أنه كان
يخونني مع إنسانة أخرى ويخون أولوياته ومبادئه ليصبح في حياته ما هو أهم من
منزله, حاولت معرفة مصدر رسائل الجوال وحصلت على الرقم واتصلت وسمعت صوت
غريمتي، ولكن ليس باليد حيلة لا أستطيع عمل شيء لأن النتيجة ستكون الطلاق,
آثرت الصمت وعدت إلى عملي وأنا أتوقع أسوأ الاحتمالات فمرات أقول سيأتي
ليقول تزوج علي وأخرى أقول زوجي المراهق سيكبر ويستعيد توازنه، ولكن للآن
من دون جدوى وربما مراهقته ستطول وسط عذابي وحيرتي.
لمياء قالت: بعد عشرين عاماً من الزواج بدأت قصة العشق والمراهقة مع زوجي
وقد اكتشفتها بالصدفة، ولأول مرة ينسى عيد زواجنا ولم نحتفل وعندما سألته
عن السبب برر بأمور لا تصدق وبدأت أراقب تصرفاته وغيابه الطويل عن المنزل
أو جلوسه صامتاً أكثر الأوقات وشكواه المتكررة وشعوره بالملل من حياتنا
الزوجية حتى اكتشفت الكارثة الكبرى لقد تزوج من فتاة تصغره بعشرين عاماً،
وهي أقل مني جمالاً وعلماً، وعندما واجهته بالحقيقة كان الطلاق بانتظاري
دون أي كلمة.
أما أحلام تقول: علاقتي بزوجي كانت قوية، أنجبت ولدين ونحن متعاونان لأبعد
الحدود وسعداء بعلاقتنا الزوجية والاجتماعية، وما حدث أنني انشغلت بالعمل
بسبب رغبتي في الحصول على ترقية في عملي، وكان أن تحقق هدفي لكن الترقية
حملتني أعباء كثيرة كالانشغال عن الزوج والأولاد والمنزل والسفر, كان زوجي
يعلن رفضه وتبرمه وكنت أبرر له انشغالي بالعمل لكنني فوجئت بأنه تزوج عليّ،
فما كان مني إلا أن طلبت الطلاق وحصل بالفعل ولكني أعترف بأنني أخطأت وأنا
سبب ما حدث.
حلا قالت: لقد أخذ اهتمامي بأولادي ودراستهم وقتاً طويلاً مني وكنت أحاول
أن أحمل عبئاً عن زوجي في متابعة أولادي كونه يأتي متعباً من عمله, حرصت
على ترك حرية لقائه بأصدقائه على حساب تعبي، واستمر الموضوع سنوات عدة إلى
أن فوجئت باهتمامه بنفسه وأناقته وأنا غير معتادة منه على ذلك، ومفاجأتي
الكبرى كانت زواجه من حسناء تصغره بسنوات كثيرة, تعاملت مع هذا الأمر بكل
حكمة حيث بقي الموضوع مدة أربع سنوات إلى أن عاد نادماً بعد أن طلقها, وأنا
أعتبر ما قام به زوجي نزوة مراهقة لكنني تعلمت درساً وهو ضرورة الاهتمام
به بشكل أفضل.
وتروي أنسام قصتها الغريبة: لقد انتقلنا قبل أكثر من عشر سنوات للسكن في
أحد الأحياء الراقية، وتوطدت علاقتنا مع الجيران وبدأت ألاحظ تقرب زوجي من
ابنة الجيران وازدياد اهتمامه بها وهي في السنة الجامعية الأولى وهو على
مشارف الخمسين, لم أكشف عن ملاحظاتي وكتمت الأمر حتى جاء يوم زواج هذه
الفتاة، كان زوجي منطوياً على نفسه والدموع تبلل عينيه، فما كان مني إلا أن
سألته عنها هل أحبها حقاً؟ أجاب بصراحة صعقتني: نعم أحببتها وكم تمنيتها
زوجة لي بالرغم من فارق السن بيننا لقد وجدت معها الحب الذي حلمت به, كانت
كلماته ناراً أحرقت جسدي وقلبي وما كان مني إلا أن غادرت المنزل ولكنه بعد
فترة جاء ليطلب السماح، تفهمت حالته ووقفت إلى جانبه ليس من أجله بل من أجل
ابننا الوحيد، لقد فضلت بقاءنا لجانبه فلا ذنب له في تحمل نتيجة نزوة
أبيه.
أما الرجال فكان لهم نظريتهم الخاصة بهذا الموضوع فها هو السيد رياض محمد
يعترض على ظاهرة المراهقة المتأخرة قائلاً: إن أغلبية الناس يتفانون للوصول
بأسرهم إلى بر الأمان ضمن الوضع الاقتصادي المعاش، والمراهقة المتأخرة
برأيي حالة نادرة وتحدث عند الأغنياء والمترفين وأعتقد أن الحالة المادية
والرخاء الاقتصادي وتغير نمط الحياة وما فرضته وسائل الإعلام من عادات وقيم
جديدة هي سبب من أسباب المراهقة المتأخرة، والرجل بعد الخمسين تكتمل
رجولته وتتزن تصرفاته ويزداد عطاؤه ليهتم بأولاده وتربيتهم دون الالتفات
إلى مطاردة النساء أو إعادة الزمن إلى الوراء.
أما عبد الله حفار يقول: ما العيب؟ فالحب لا عمر له ربما يأتيك في أي وقت
وأي مكان المهم ألا تدعه يذهب من دون أن تعيش فرحه فمن جرب الحب يعرف معنى
هذا الكلام، ربما تتزوج وتعيش سنوات طويلة مع زوجتك وأنت تظن بأنها حبك
الوحيد، ولكن فجأة تلتقي بحبك الحقيقي الذي يغير كل شيء، نعم إنه الحب الذي
يغير الوجود.
رأي الاختصاص
الدكتورة مي بلوكباشي أستاذة في علم النفس تقول:
في بداية الزواج يكون الزوج هو محور اهتمام الزوجة، ومع مرور السنوات يقل
اهتمامها به لتزايد مسؤولياتها التي تستغرق منها وقتاً طويلاً فيتراجع دوره
في قائمة أولوياتها وهذا ما يجعله يهرب للأصدقاء والمعارف والمقاهي أو
يخطط للزواج بأخرى لافتاً النظر إلى أنه مازال مرغوباً من الجنس الآخر,
فمراهقة الرجل في سن متأخرة قد تكون نتيجة شعوره برتابة الحياة الزوجية أو
فشل الزوجين في الاهتمام بحياتهما بالشكل السليم، والمراهقة المتأخرة قد
تصيب الزوجين وليس أحدهما فيبحث كل منهما عن طرف آخر يفهمه وهذا الأمر ينتج
عن التفكك العائلي واختلاف طريقة التفكير بين الزوجين، وأرى أن من يمر
بهذه المرحلة هو الرجل والمرأة غير الناضجين، فالذي خاض معترك الحياة
بحلوها ومرها لا يمر بمرحلة المراهقة لأنه أصبح أكثر نضجاً فتكون تصرفاته
أكثر رزانة وعقلانية, وتؤكد الدراسات أن 25% من الرجال يعانون من أزمة
منتصف العمر خاصةً إذا تزامنت مع العوامل التالية: الزواج في سن مبكرة
وتحمل المسؤولية مع استمرار الزواج لسنوات دون وجود لغة حوار بين الزوجين
أو اهتمامات مشتركة فيشعر الرجل بعد أن وصل إلى مرحلة النضج بالرغبة في أن
يعيش حياته من جديد وقد يساعده على ذلك استقراره المادي فيبدأ البحث عن
فتاة صغيرة وسرعان ما يتوهم الحب, كما يلعب عدم التوافق الثقافي والاجتماعي
والفكري مع زوجته مقابل احتكاكه بالأخريات في بيئة العمل أو الحياة
الاجتماعية دوراً، إضافةً إلى وجود خلل في العلاقة مع الأبناء أو إحساسه
بأنه لم يحقق كل ما كان يحلم به، وهنا يربط تقييمه لنفسه بنجاحه في عمله
ومواجهته للفشل في هذه المرحلة مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة، وأيضاً يلعب
عدم اعتياده على التعامل مع الضغوطات وتجاوز العقبات عاملاً مهماً.
يضيف الدكتور سمير عبد الحق أستاذ علم النفس أن أعراض المراهقة المتأخرة
تتمثل في الاهتمام بالجنس الآخر بشكل مبالغ فيه سواء من حيث الوقت الممنوح
له أو وقت التفكير فيه، وأيضاً الاهتمام بالمظهر الخارجي لجذب الانتباه
ولفت الأنظار إليه يترافق بزيادة الإهمال على مستوى الأسرة والانشغال في
الخارج وعدم القدرة على التركيز مع شريك الحياة، ثم يتحول بشكل طبيعي وعادي
إلى اقتفاء الأخطاء والتركيز عليها وإظهار الشريك الآخر بأنه مقصر وغير
مهتم ولا يبالي باحتياجاته ومشاعره، أما بالنسبة لدائرة العمل لهذا الشخص
نرى العشوائية والتخبط وعدم القدرة على تحقيق إنجازات ضخمة والأخطر هو ظهور
المراهق القديم الذي يتمثل في سيطرة المشاعر على التفكير، وبالتالي نجده
مرة سعيد ومرة كئيب فنجد السلوك العاطفي في المواقف المختلفة هو المسيطر
على سلوك الفرد وقراراته، ويتجه إلى الوحدة والانطواء أمام أي موقف فيهرب
من وسط الجماعة لأنه غير قادر على مواجهة المواقف المختلفة.
من الصعب تحديد كم تستغرق هذه المرحلة من الوقت على الرغم من أن أغلبية
الدراسات تؤكد أنها تمتد 3-5 سنوات، وعلاجها يكون من طرف الشخص ذاته من
خلال الاعتراف والقبول بالتغيرات الطبيعية التي طرأت عليه، والعمل على
توظيف نضج شخصيته وتوسيع آفاقه بمحاولة التعرف على آراء جديدة واستيعاب
وجهات نظر مختلفة وثقافات متعددة، وعليه التخلص من الارتباطات غير المهمة
التي تثقل كاهله وذلك بترتيب الأولويات لتفادي التوتر والضغوطات, وعلى
الزوجة أن تكون المنقذة لزوجها من أزمة منتصف العمر فعليها الارتباط به
بعلاقة صداقة وثيقة وعدم الانشغال عنه بالأطفال وأمور أخرى، وعليها عدم
انتقاده بل الإكثار من الإطراء على مظهره والتعبير عن إعجابها به لتنمحه
الثقة الأكبر

منقول عن موقع جدار
المراهقة المتأخرة .. أزمة منتصف العمر 738202

المراهقة المتأخرة .. أزمة منتصف العمر 738202

.

المراهقة المتأخرة .. أزمة منتصف العمر 954632

المراهقة المتأخرة .. أزمة منتصف العمر 387797

المراهقة المتأخرة .. أزمة منتصف العمر 332365

المراهقة المتأخرة .. أزمة منتصف العمر 588831

:lkiiiiiouy: :lkiiiiiouy: :lkiiiiiouy: :lkiiiiiouy: :lkiiiiiouy: :lkiiiiiouy:

» المراهقة المتأخرة...
» المراهقة المتأخرة
» الرجال و المراهقة المتأخرة....اسباب و علاج
» أجمل لحظات العمر
» غذاء العمر الطويل