التعريف العام بالمصطلح الحديثي
تعريف الحديث:
الحديث:
لغة القديم ويستعمل في اللغة حقيقة في الخبر وفي القاموس:{الحديث ،الجديد
و الخبر}وفي الاصطلاح ما اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل
او تقرير او صفة خلقية اوخلقية ـبضم الخاءـ زهدا التعريف لا يدخل فيه
الموقوف ولا المقطوع حسب مدهب الطيبي وغيره،اما الجمهور دهبوا الي انهما
من الحديث وسووا في الدلالة بين الحديث والخبر وقال ابن حجر في نزهة
النظر:{ الخبر عند علماء الفن مرادف للحديث}
الاثر: نقتبس تعريفه من عنوان كتاب ابن حجر العسقلاني كاملا وهو نخبة الفكر في مصطلح اهل الاثر.
والحاصل ان هده العبارات الثلاثة : الحديث,الاثر والخبر تطلق عند المحدثين بمعنى واحد .
اما السنة: فالمحدثون يشملون فيها الصفة اي صفات الرسول صلى الله عليه وسلم, الاصوليين لا لايدخلونها في مدلول السنة.
علم
الحديث رواية: علم يشتمل على اقوال النبي صلى الله عليه وسلم وافعاله
وتقريراته وصفاته وروايتها وضبطها وتحرير الفاظها , ويضاف اليه معرفة كل
حديث هل هو صحيح او ضعيف ومعرفة معنى الحديث او اصول الحيث وما يستنبط منه
من فوائد .
علم الحديث دراية: ويطلق عليه مصطلح الحديث ، اوعلوم الحديث
,او اصول الحديث وقد عرفه الامام عز الدين بن جماعة بانه {علم بقوانين
يعرف بها احوال السند والمتن}.
السند: عند المحدثين {هو حكاية رجال الحديث الدين رووه واحدا عن واحد الى الرسول صلى الله عليه وسلم}
احوال السند: {هي ما يطراْ عليه من اتصال او انقطاع او تدليس او تساهل بعض رجاله في سماع او سوء حفظه او اتهامه بالفسق}
اما المتن : هو ما ينتهي اليه السند من كلام
احوال المتن: هب ما طراْ عليه من رفع او وقف او شدود او صحة اوغير ذلك.
غاية علم اصول الحديث او المصطلح الحديثي:
1.
تم بهدا العلم حفظ الدين الاسلامي من التحريف والتبديل فقد نقلت الامة
الحديث النبوي بالاسانيد وميزت بين الصحيح والضعيف ولولا هدا العلم لاختلط
الحديث الصحيح بالضعيف والموضوع ولاختلط كلام الرسول صلى الله عليه وسلم
مع كلام غير من الصحابة وغيرهم.
2. ان قواعد هدا العلم تجنب خطر الوعيد
العظيم الذي يقع على من يتساهل في رواية الحديث وذلك بقوله صلى الله عليه
وسلم في الحديث الصحيح {من حدث عني بحديث يرى انه كذب فهو احد الكاذبين}.
3. ان هدا العلم قد اجرى فائدة عظيمة في تنقية الادهان من الخرقات التي حاول الاسرائيليون دسها في الحديث.
ادوار الحديث:
الدور الاول :دور النشوء:
وذلك في
عصر الصحابة الممتد الى نهاية القرن الاول , لما انتقل الرسول صلى الله
عليه وسلم للرفيق الاعلى كان الصحابة على حفظ تام للقرأن الكريم كما كانوا
على ادراك ووعي للحديث لما توفر لهم من الاسباب لحفظ الحديث ,ومن اهم
الاسباب : قوة الدافع الديني ـمكانة الحديث الشريف ـ طريقة الرسول صلى
الله عليه وسلم في القاء الحديث.
الدور الثاني : دور التكامل:
وذلك في مطلع القرن الثاني الى اول القرن الثالث :وقد وجدت في هدا العصر امور اهمها:
• ضعف ملكة الحفظ في الناس.
• طالت الاسانيد ودخلتها القواديح الكثيرة.
• كثرة الفرق المنحرفة.
فنهض ائمة الاسلام لمواجهة هده الضرورات ومن ذلك :
1. التدوين الرسمي:
وذلك لما طلب عمر بن عبد العزيز من ابي بكر بن حزم ان يكتب ما كان من حديث
رسول الله عليه وسلم فكتب الزهري وابو بكر بن عبد الرحمان وغيرهما فجمعت
الاحاديث في الجوامع والمصنفات ووضع الامام مالك الموطاْ.
2. توسيع الرجال في الجرح والتعديل وفي نقد الرجال واشتهروا به كشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وغيرهم.
3. توقفوا في قبول الحديث ممن لم يعرف.
4. تتبعوا
الاحاديث لكشف خباياها ووضعوا لذلك صورة جديدة قاعدة تعرفها , ولكن تلك
العلوم كانت محفوظة في صدور الرجال لم يدون منها شيء,
الدور الثالث:دور التدوين لعلوم الحديث المفرقة:
وذلك من القرن
الثالث الهجري الى منتصف القرن الرابع , في مطلع هدا الدور ارتاْى العلماء
افراد حدبث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتصنيف فابتكروا لذلك المسانيد
, ثم جاء البخاري فراْى افراد الحديث الصحيح وان يرتب الابواب لتسهيل
الوصول اليه وتسهيل الفقه فيه وجاء بقية الستة عدا النسائي, من تلامدته
فوضعوا كتبهم على الابواب وان كان اصحاب السنن لم يشترطوا الصحة , ثم تبع
الشخان في اشترا الصحة بن خزيمة ثم بن حبان ,وفي هدا العصر اصبح كل نوع من
انواع الحديث علما خاصا مثل الحديث الصحيح وعلم المرسل وعلم الاسماء
والكنى ...
لكن لم يوجد في هدا الدور أبحاث تضم قواعد هده العلوم وتدكر ضوابط تلك الاصطلاحات اهتمادا منهم على حفضهم لها واٍحاطتهم بها .
الدور الرابع: عصر التأليف الجامعة وانبتاق فن علوم الحديث مدونا:
من
منتصف القرن الرابع الى اوائل القرن السابع الهجري اكب العلماء في هذه
الفترة على جمع ما تفرق من مؤلفات الفن الواحد واستدركوا ما فات السابقين
من معتمدين في دلك على نقل المعلومات عن العلماء بالسند اليهم ثم التعليق
و الاستنباط منها , فوجدت كتب اهمها:
1. المحدث الفاصل بين الراوي والواعي {للقاضي الو أحمد الرمهرمزي}.
2. الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي.
3. الاٍلمام في اصول الرواية والسماع للقاضي عياض.
وبنى اللحقون على هده المراجع واستدركوا زيادات اضافوها اليها ومن اهم ما صنف:
1. معرفة علوم الحديث للحاكم النيسبوري.
2. المستخرج لأبي نعيم الأصفهاني.
الدور الخامس: دور النضج والاكتمال في تدوين علوم الحديث:
من
القرن السابع الى القرن العاشر الهجري وفيه بلغ هدا العلم كماله التام
فوضعت مؤلفات استوفت أنواع هدا العلم , وكان رائد هدا التحول الامام
المحدث ابو عمر , وعثمان بن الصلاح في كتابه المشهور {علوم الحديث} ومن
اهم المؤلفات في هدا الدور:
1. الارشلد للاٍمام يحيى بن شرف النووي.
2. التبصرة والتذكرة , منضومت الف بيت للعراقي.
3. شرح الحافظ العراقي وضعه على كتاب بن الصلاح.
4. شرح الحافظ بن حجر {الاٍفصاح نكث بن الصلاح}.
5. فتح المغيث شرح الفية العراقي في علم الحديث للامام الحافظ شمس الدين محمد السخاوي.
6. نخبة الفكر وشرح نزهة النظر لابن حجر العسقلاني.
الدور السادس: عصر الركود والجمود:
وقد
امتد من القرن القرن العاشر الى مطلع القرن الهجري الحالي في هذا الدور
توقف الاجتهاد في مسائل العلم والابتكار في التصنيف وكثرت المختصرات في
علوم الحديث شعرا ونثرا ومن اهم المؤلفات هدا الدور:
1. المنضومة البيقونية لعمر بن محمد البيقوني وقد وضعت لها شروح كثيرة.
2. توضيح الافكار للصصنعاني.
3. شرح نزهة النظر للشيخ علي بن سلطان الهروي.
الدور السابع: دور اليقضة والتنبه:
في
العصر الحديث من مطلع القرن الهجري الحالي الى وقتنا هدا تنبهت الامة
ببلخطار المحدقة نتيجة اتصال العالم الاسلامي بالشرق والغرب فقد ظهرت
شبهات اثارها المستشرقون حول السنة فاقتضى ذلك تأليف أبحاث حولها والرد
على اغلاطهم وافتراءاتهم كما اقتضى تجديد طريقة التاليف في علوم الحديث
زمن هده المؤلفات :
1. قواعد التحديث للشيخ جمال الدين القاسمي .
2. مفتهح السنة لعبد العزيز الخولى .
3. المنهج الحديث في علوم الحديث للدكتور الشيخ محمد السماحي .
وهكذا توالت
الجهود العلمية متواترة لحمل الحديث النبوي و تبليغه علما وعملا , وانها
لحق مكرمة عظيمة اكرم الله بها هذه الامة وصدق الله اد قال في كتابه العزيز{ان نحن انزلنا الذكر وان له لحافظون}