[rtl]مقدمة :
Haut du formulaire[/rtl]
[rtl]ظهرت الرومانسية كرد فعل علی تهميش الذات و إقصائها وعدم اعتبارها كمصدر للإلهام الشعري. وكان وراء ظهور هدا الخطاب صعود الطبقة البورجوازية و تأثر المفكرين و الأدباء بالنزعة الليبرالية وما يتعلق بها من قيم علاوة علی التخلف السياسي و ضعف البنيات الاجتماعية و الاقتصادية و الانفتاح علی الادب الفرنسي و الانجليزي. وتحمس لهدا الخطاب ابداعا و نقدا في المشرق و المغرب مطران خليل مطران و علي طه و جبران خليل جبران و ميخائيل نعيمة و ابو قاسم الشابي و عبد الكريم بن ثابت . ويعد (..البر هوش) اكثر الشعراء تمثيلا لخصائص المدرسة الشعرية اللتي ينتمي إليها و الرومانسية عموما .
ومتأمل في القصيدة اليوم لا يدرك من الوهلة الاولی (1+ان شكلها قد طاله تجديد بإعتماده علی نظام المقاطع و التنويع في القافية و الروي.)(2+ان شكلها لم يطله تجديد بإعتماده علی نظام شطرين متناظرين صدر و عجز كما اعتمد علی وحدة الوزن و القافية و الروي.) اما العنوان (اغنية الريفية) جملة اسمية مكونة من كلمتين فاغنية تشير الی دات الشاعر و انفعالاته الداخلية اما كلمة الريفية تشير إلی إحدی عوالم الطبيعة الدي تمتاز بهدوئها و سكونها مما قد ينسجم مع لحظة الشاعر الوجداني. {2+الی البحر فهو شبه جملة شعرية تشير الی عوالم الطببعة .... 3+ الليل خلر لكبتدأ محدوف 4+ دهب الليل جملة فعلية} و هدا ما جعلنا نفترض اننا علی عتبات تجربة الشعرية رومانسية.
فإلا اي حد استطاع الشاعر ان يتقيد بالخصائص الفنية و الموضوعية للتجربة الشعرية الرومانسية؟
[/rtl]
[rtl]مضامين سؤال الدات[/rtl]
[rtl]الحالة الوجدانية : تفصح القصيدة عن تجربة الوجدانية صادقة . يغوص فيها الشاعر في متاهات الأحزان ينادم فيها الوحدة و العزلة و الانطواء ، فيفيظ خاطره ... (الحزن) و تنضح نفسه ... (ألما) مما يجعله اسير ....[/rtl]
[rtl]الفرار الی الغابة = معانقة الليل : ويفر بنا الشاعر الی عالم ... (البحر - الغابة ...) معلنا عن إنفراده ووحدته وإنكماشه حول داته في عوالم الحزن و الاسی إد يجالس ... (الصخر - الغصن - الموجة...) ليشكو اليها حدة تمزقه الوجداني فنزاها تقابله ب... (الصمت-الجمود...) {قابلته بالامبالات لم تبالي}
كما يعانق الشاعر ظلمة الليل بهدوءه و سكونه الدي يتماشی مع لحظته النفسية و إنفعالاته الداتية.[/rtl]
[rtl]الدكريات الزوينة: و يجتز الشاعر دكرياته التي كانت تنطح ب ... (المرح - السرور) حيت كان ... مضهر من مضاهر (الجمال و الانشراح)
-لكن رغم دلك يظل قلب الشاعر يحلم بالغدي و الاندثار الأحزان و زوال ...
خلاصة المضامين ====> هكدا نخلص في النهاية الی ان الشاعر قد أغرق في وجدانه الداتي حريصا عن وجدتها العضوية مؤكدا بدلك خروجه عن الاغراض الموروث [/rtl]
[rtl]2 اللغة و المعجم[/rtl]
[rtl]ومن اجل التعبير عن هده مضامين الوجدانية وضف الشاعر حقلين دلاليين :[/rtl]
[rtl]حقل دال علی..)الدات الشاعر(.. تحيل عليه الالفاظ .....
حقل دال علی..)الطبيعة(.. تحيل عليه الالفاظ .....
وتجمع بين هدين الحقلين علاقة تنافر، اد يهيمن الحقل الدال علی .... و دلك لرغبة الشاعر في ادهار مبدیء في تعبير عن حالة وجدانية و من ابرزها ....
اما عن معجم القصيدة فإنه يتضح حرص الشاعر علی التقيد بالالفاظ وجدانية، فمعظم الألفاظ تعبر عن وجدان الشاعر ك("قلبي كبدي روحي .....") و هده كلها مؤشرات وجدانية[/rtl]
[rtl]
الصورة الشعرية[/rtl]
[rtl]- و من اجل اغناء الجانب التخييلي الدي يعد ذا اهمية بالغة في الإرتقاء بالقول الشعري في مدارج الشعرية و أفاق الجمال الفني ، وضف الشاعر كما من الصور الشعرية التي استلهمت من ادوات البلاغة القديمة.
من قبيل التشببه و الاستعارة و المجاز
ففي البيت17 ورد التشبيه في قوله )حديتهم كانفاس زهر الروض)، حيت شبه الحديت اصحابه بزهر الروض في رائحته .
كما ورد في البيت السادس استعارة مكنية في قوله (تعرفني الاخلاق) علی سبيل الاستعارة المكنية ، حيت اسند صفة انسانية (المعرفة)، لغير العاقل (الاخلاق)
كما ورد المجاز في البيت الرابع ...)قلب السنين (
، هكدا نجد ان الشاعر ... في هده الصورة الشعرية ويمكن القول ان القصيدة عبارة عن صورة كلية شاملة تتميز بقدرتها على استيعاب و تصوير تجربة الالم و المعانات’.[/rtl]
[rtl]Haut du formulaire[/rtl]
[rtl]1 الايقاع
و بالنظر الی ايقاع القصيدة الخارجي نجد علی ان الشاعر قد اعتمد علی بيت الشعري التقليدي دو نظام شطرين متناظرين صدر و عجز {1+تقيد بالعمود الشعري الدي يقوم علی نظام المقاطع وحدة القافية و الروي} {2+ لم يتقيد بالعمود الشعري لان شكلها طاله تجديد بإعتماده علی نظام المقاطع و تنويع في القافية و الروي}، كما اعتمد الشاعر علی وحدة البحر الخليلي الدي جاء منسجما مع تجربة الشاعر الوجدانية كما اعتمد الشاعر علی قافية موحدة رويها حرف …. تنسجم حسرته و قوته مع رغبة الشاعر في التعبير عن (احزانه) كما اعتمد الشاعر وحدة القافية، فهي (مقيدة -مطلقة) وهي =مردفة خالية من التأسيس = مأسسة خالية من الردف =خالية من الردف و التأسيس[/rtl]
[rtl]اما علی مستوی الإيقاع الداخلي فنميز فيه بين التكرار و التوازي،فالأول يتميز بتكرار حروف بعينها أهمها ........، وهو من الحروف الجهرية ولم يقف التكرار عند حدود الحرف، بل تعداه إلی تكرار بعض الكلمات ............، وهذا التكرار ياعب دورا توكيديا يزكي غرضي....، وما يسهم كدلك في خلث انسجام موسيقی النص و التوازي (وتعرفني الأخلاق و الفضل و النهی_وتعرفني الأداب والعلم و الكتب)
وقد تضافر التكرار و التوازي في خلق موسيقی داخلية للنص، اضفت عليه مسحة تزيينية نغمية خادمة لأغراضه، وتسهم في وضع المتلقي أمام مقصدية الشاعر، الذي لم يبتعد قيد أنملة عن ما ألفناه إيقاعيا في الشعر العربي القديم.[/rtl]
[rtl]Haut du formulaire[/rtl]
[rtl]3 الاساليب
اما من حيت الاساليب فقد زاوج الشاعر بين استعمال الاسلوبين الخبري و الانشائي مع هيمنة الاسلوب الخبري، ويستعمله الشاعر ليخبرنا الوجدانية و انفعالاته الداتية و النفسية
اما الاساليب الانشائية فترتبط بانفعالات الشاعر، غلب عليها الانشاء الطلبي ومن ذلك النداء المستلزم حواريا العتاب (ايها الشاعر الكئيب)، و الاستفهام (هلا فرغت من احزانك)، والانشاء غير الطلبي المتمثل في الندبة (اه يا شاعري)، والتعجب (ليست للشاعر الموهوب). وهي ادوات انشائية استجدها الشاعر،تفيد الالتماس و اليائس[/rtl]
[rtl].[/rtl]
[rtl]خاتمة
يعد هدا النص تمثيلا واضحا لخطاب سؤال الدات، فعلی الرغم من الشاعر {1+تقيد بالعمود الشعري الدي يقوم علی نظام المقاطع وحدة القافية و الروي} {2+ لم يتقيد بالعمود الشعري لان شكلها طاله تجديد بإعتماده علی نظام المقاطع و تنويع في القافية و الروي}، الا انه جدد في المضمون الشعري الذي كان دافحا بانفعالات الذات و معاناتها، جاعلا من القصيدة لحمة واحدة تمثلت في وحدتها، حيث استبدل تعدد الأغراض بااوحدتين العضوية و الموضوعية وصولا الی المعجم الذي يغترف عن المألوف الألفاظ لدی المتلقي بدل الغريب و العتيق و المهجور، والصورة التي نزعت نحو الخيال و الانسنة و التركيب في التعبير عن الذات، بدل الصور البسيطة الحسية المكرورة، كما ان القيم الذاتية و الإلتفات إلی الوجدان من صميم هدا الخطاب. وبدلك فهده التجربة الرومنسية مهدت الطريق نحو الخروج التام علی البناء التقليدي و لدلك فهده التجربة استطاعت بجرءتها أن تخط طريقا جديدا نحو التغير غير أن دلك قوبل بالنقد اللادع من قبل المحافظين مما قيد نسبيا من عملية التطوير[/rtl]