تقود بيداغوجيا الإدماج التلاميذ إلى القدرة على مواجهة الوضعيات المعقدة
في هذا الملف نحاول تقريب الفاعلين والمهتمين بمجال التربية والتكوين من مقاربة ملأت الدنيا وشغلت الأساتذة والمتعلمين
وهي بيداغوجيا الإدماج حيث نحاور كزافيي روجرزصاحب المقاربة والذي عمل كذلك مستشارا علميا للوزارة خلال تنزيل
المشروع ورئيس المكتب الدولي للتربية والتكوين BIEF .ونعرض مقالا لباحث تربوي في الموضوع.
أكد التربوي العالمي والخبير الدولي في بيداغوجيا الإدماج كزافيي روجرز أن التدريس باعتماد هذه المقاربة يفضي إلى نتائج ممتازت كون بيداغوجيا الإدماج مقاربة سياقية بحيث تأخذ بعين الاعتبار انشغالات وقيم كل بلد، ولا تهدف بتاتا إلى التنميط.
كيف تقيمون بيداغوجيا الإدماج بالمغرب؟
هذا السؤال يجب طرحه على السلطات التربوية المختصة، إن المشروع في المراحل الأخيرة من التجريب، أي نسميه التجريب الممتد، بمعنى الانتشار الواسع للمشروع والتعميم سيبدأ من 2010-2011 .
بالنسبة للمغرب، هل هذه التقنية البيداغوجية مناسبة؟
نعم، بطبيعة الحال، منذ 20 سنة خلت وبيداغوجيا الإدماج معتمدة في عدد من بلدان القارات الخمس، في مستويات مختلفة من التعليم، هناك بلدان أوربية تستلهم بيداغوجيا الإدماج في مناهجها مثلا حاليا كل النظام التعليمي في بلدان الأراضي المنخفضة واسبانيا وبلجيكا واللوكسمبورغ...
(مقاطعا) ولكن بلجيكا لم تعد تعتمد هذه المقاربة
نعم، ولكن هناك برامج خاصة في التعليم الثانوي تأثرت ببيداغوجيا الإدماج، كذلك في سويسرا واللوكسمبورغ وبعض البلدان العربية كلبنان وفي شمال إفريقيا كتونس والجزائر، تعرفون فالوضعية تختلف من بلد لآخر ويمكن
أن نذكر السينغال، مدغشقر والكوت ديفوار والغابون وغواتيمالا، وكنت في والمكسيك لدراسة إمكانية اعتماد مقاربة بيداغوجيا الإدماج، كما ترون هناك دائما تغييرات وأشياء تتطور.
ما هي أهم المبادئ الأساسية التي تعتمد عليها بيداغوجيا الإدماج؟
الدراسات المتمحورة حول بيداغوجيا الإدماج أظهرت الفعالية لتحسين النظام التربوي، فنتائج التلاميذ أفضل ،وكذلك من مميزاتها الكبرى أنها تحقق الإنصاف، بحيث أن الفوارق بين المتفوقين والمتعثرين تصبح ضيقة، والكل يتفوق، فالممتازون يمكنهم الحصول على نقطة أو نقطتين، والمثعرون يمكنهم الحصول حتى على 4 نقاط أو 5، إذن الكل يحصل على النجاح في ظل هذا النظام وبصفة خاصة التلاميذ ذوو النتائج الضعيفة، وهذا ما يحمس الدول لاعتمادها، ومن أجل هذا فبيداغوجيا الإدماج مدعومة من طرف المنظمات العالمية كاليونسكو واليونيسيف ومنظمات أخرى تهتم بتطوير التربية في العالم.
وهناك خاصية أخرى لبيداغوجيا الإدماج هي أنها مقاربة سياقية(حسب سياق البلد التي تعتمد فيه) بحيث تأخذ بعين الاعتبار انشغالات وقيم كل بلد، ولهذا فهي لا تهدف بتاتا إلى التنميط إنها مقاربة تأخذ بعين الاعتبار واقع كل دولة، وتقود كل تلميذ إلى القدرة على مواجهة الوضعيات المعقدة أكثر من الاقتصار على المعارف الآنية فقط، فالتلميذ ينهل المعارف وسيوظفها في الوضعيات المعقدة. هذه إذن هي المبادئ التي تعتمد عليها بيداغوجيا الإدماج.
25/11/2010