هل مر بك يوما أن انقضضت على ثلاجتك وظللت تنبش ما فيها وأيا كان تناولته دون تفكير وبنهم مخيف؟
هل، أثناء عودتك إلى البيت، ظللت طوال الطريق لا تفكر سوى بمختلف أنواع الطعام-غير الصحى غالبا؟
هل تشعر بعد نوبة أكل مفزعة بالندم وتـأنيب الضمير؟
هل كل يوم تقول "سأبدأ غدا"؟
هل تعاني من مشاكل فى الوزن؟
إن كانت الإجابة "نعم" فربما أنت تعاني أعراض "اضطراب الشره المرضي" والمعروف أيضا باسم "إدمان الطعام"
هيا إذن لنعرف المزيد عن هذا المرض وعن سبل علاجه:
الشره المرضي هناك أنواع مختلفة من اضطرابات الأكل ، ويرجع أصلها إلى علاقة الإنسان غير
السليمة بالطعام ومن هذه الاضطرابات الأنوريكسيا نيرفوزا والبوليميا و
الشره المرضي واضطراب الإفراط في الأكل.
اضطراب الشره المرضي Compulsive Overeating هو حالة تؤدي عادة إلى السمنة
ومضاعفاتها والمصابون به لا يسيطرون على شهيتهم فيأكلون كل ما يحلو لهم
وعلى مدار اليوم وبكميات كبيرة. ويسيطر على المريض التفكير في الطعام طوال
الوقت. ويؤدي هذا الشره إلى اضطراب آخر وهو الإفراط في الأكل Binge Eating
Disorder ويختصر BED كما يعرف مجازا بـ"إدمان الطعام" ويعاني المصاب به
بنوبات فجع فيلتهم في جلسة واحدة كميات مهولة من الطعام وبسرعة رهيبة في
وقت قصير جدا، أي ما يتناوله إنسان طبيعي في ربع ساعة يلتهمه المريض
بالإفراط في أقل من ثلاث دقائق. ولا يشعر المريض بأنه تناول كل هذه الكمية
إلا بعد فوات الأوان أي بعد أن تؤلمه معدته من كثرة حشوها بالطعام أكثر مما
تتحمل. والفرق بين الإفراط والبوليميا أن المريض بالبوليميا يجبر نفسه على
التخلص مما أكل إما بالتقيؤ أو تناول مدرات أو ملينات ليخرج قسرا ما
تناوله.
وبسبب الفرق الطفيف بين اضطرابي "الشره المرضي" و "إفراط الأكل"، فأشير
إليه هنا بـ"إدمان الطعام" أو عندما أشير إلى أحدهما فأعني كليهما.
لهذا الإدمان أعراض عدة أبرزها: 1- الإفراط في تناول الطعام، أو الأكل دون تحكم حتى إن لم تكن جوعانا
2- الأكل بسرعة أكبر من الطبيعي
3- الشعور بالوحدة نتيجة الإحساس بالخجل و والخزي
4- الشعور بالذنب نتيجة الإفراط في الأكل
5- القلق الزائد حول مشاكل الوزن
6- الاكتئاب أو تقلبات حادة في المزاج
7- الإدراك بأن أسلوب الأكل ومعدله غير طبيعيين
8- زيادة سريعة في الوزن.
9- قلة الحركة بسبب زيادة الوزن
10- سوابق في زيادة الوزن ونقصه
11- أكل القليل أمام الناس لكن الإفراط في الكل في الخلوة
12- قلة الثقة بالنفس والشعور بالحاجة إلى تناول المزيد والمزيد من الطعام
13- الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية بسبب عدم الرضا عن شكل الجسم
14- الوزن هو محور التفكير
15- الشعور بأنك ستصبح شخصا أفضل وأسعد إذا خسرت وزنك الزائد
16- تجربة العديد من أنواع الرجيم المختلفة
اضطراب الشره المرضي يصيب الرجال والنساء، لكنه أكثر انتشارا بين النساء
نتيجة لعوامل نفسية واجتماعية وهرمونية. ويصيب الصغار والكبار وخاصة
المراهقين. ولا ينتشر في فئة اجتماعية بعينها دون الأخرى فيشكو منه الغني
والفقير والمتعلم والجاهل.
ويصاحب اضطراب الشره المرضي اضطرابات عقلية ونفسية مثل الاكتئاب والقلق
والضغط العصبي. فلا يتناول "المدمن" إلا القليل على الملأ لكنه يدخر الطعام
ليلتهمه وحده بعيدا عن أعين الناس ثم يشرب كميات كبيرة من الماء.
مسببات الشره المرضي؟ لا يعرف أحد تحديدا ما الذي يسبب إدمان الطعام. هناك من يرجع الأمر إلى
ضغوط مجتمعية تدفع الإنسان (خاصة النساء) إلى فقدان الوزن لأن المجتمع يقول
أن النحيف مقبول والسمين غير مقبول، وهناك ضغوط نفسية مثلا في العمل أو
تربية الأولاد أو العلاقة مع الزوج أو الأصدقاء، فيضطر المرء أن يفرغ طاقته
السلبية في الأكل ظنا منه أن فيه راحة نفسية، وهنا يغدو الطعام الملاذ
الآمن للإنسان تحت تأثير الضغط.
بعد نوبة الأكل المفزعة يشعر المريض بالحزن والكآبه لأنه أسرف فبعد أن
يهدأ قليلا يلجأ ثانية إلى الطعام كي يخفف عنه حزنه. فيدور المصاب في حلقة
مفرغة لا تزيده إلى كآبة وسمنة.
عادة ما يكون لدى المصابين بالإفراط مشكلة في التعامل مع مشاعرهم
وعواطفهم. فبدلا من التنفيس عن الغضب بإيجاد حل لسبب المشكلة يتجهون إلى
تناول الطعام.
من الأسباب الفسيولوجية هو الخلل بالهرمونات خاصة هرمونات الغدة الدرقية
والغدد الصماء. ولا يعرف الخلل إلا بعد استشارة الطبيب فيحدد نوع التحليل
المطلوب. من الأسباب الأخرى خلل في وظائف كيمياء الدماغ فيرسل إشارات مربكة
حول توزيع الجسم للسعرات الحرارية إلى جانب عدم سيطرته على هرمون الجريلين
وهو المسئول عن الإحساس بالجوع.
وهناك دراسات تقرن اتباع الرجيم بمرض الإفراط. فتقترح أن فترات الرجيم
الطويلة التي يتخللها الحرمان والجوع تؤدي إلى الإفراط يوما ما كردة فعل
عنيفة له. وقبل أن يدرك الإنسان إسرافه يكون قد فرط رباط الوزن فيعود وزنه
إلى الرقم الكبير الذي كان عليه.
مضاعفات الشره المرضي: إدمان الطعام يؤدي بالطبع للسمنة المفرطة ولا حاجة للتذكير بأضرار السمنة.
لكن هذه بعض من مضاعفات السمنة التي سببها اضطراب الإفراط في الطعام
1- داء السكري من النمط الثاني
2- مرض ضغط الدم العالي
3- زيادة في نسبة الكوليسترول في الدم
4- أمراض المثانة
5- أمراض القلب
6- أمراض الأسنان واللثة
7- اضطرابات التنفس أثناء النوم
8- الإمساك المزمن والبواسير
9- مرض التكيس على المبايض (للنساء)
10- الاكتئاب
علاج الشره المرضي: أغلب أساليب العلاج المتوفرة تعالج الأعراض وتغفل المسببات هذا لأن - كما
ذكرت- أسباب المرض غير معروفة تحديدا لكن هناك بعض التعليمات يمكن اتباعها
للتخلص من هذا الإدمان:
1- مثل الإفراط في الأكل (والشره المرضي أيضا) كمثل أي نوع من أنواع
الإدمان يحتاج إلى إدراك المريض ووعيه الكامل بوجود مشكلة. إذن على المدمن
أن يتمتع بإرادة قوية تدفعه إلى التغلب عن مشاعره السلبية أولا.
2- على المدمن أن يقوم علاقته بالطعام فيأكل ليعيش ولا يعيش ليأكل فيهتم
أكثر بالطعام كوقود للحياة فيبحث عن الأنواع المغذية التى تمده بقوت يومه
وبطاقته التي يحتاج إليها جسمه. وينبغي على المدمن ألا يرى الطعام ملاذا
لقلقه وتوتره.
3- إن كنت ممن يتبعون الرجيم فتوقف عنه فورا! فقط انتبه إلى غذائك السليم
وتناول خمس وجبات يوميا بدلا من ثلاث. ولا تجعل شغلك الشاغل الطعام أو
الرجيم.
4- مارس الرياضة لكن برفق. ابدأ بالمشى ثم إذا أردت بمكن الاشتراك بجيم أو
الذهاب للنادى أو حتى ممارسة التمارين الرياضية في البيت. لكن ابدأ برفق.
5- اشغل وقتك، واقض على الملل بممارسة أشياء مفيدة مثل الكتابة أو الرسم
أو التطريز أو حتى الاشتراك بالأنشطة التطوعية مثل تعليم الكبار أو رعاية
الأيتام. فكرة أخرى هي أن تذهب للتسوق وليس شرطا أن تشتري بل المهم أن تحرك
جسمك وأن تشاهد الموديلات الجديدة...لكن حذار المطاعم ومحلات الآيس كريم..
المهم أن تبقي نفسك مشغولا.
وأخيرا لا عيب في طلب المساعدة والدعم من أصدقائك والمقربين منك. ولا تخجل من الاعتراف بمشكلتك أمام الناس؟