معاوية بن حديج
هو معاوية بن حديج بن جفنة بن تجيب أبو نعيم ويقال أبو عبد الرحمن السكونى وقال البخارى خولانى.
أهم ملامح شخصيته:
ظهرت علي معاوية بن حديج (رضي الله عنه) صفات حميدة، وهو جدير (رضي الله عنه) أن يتخلق بها ومنه.
الشجاعة والإقدام فقد شهد فتح مصر وذهبت عينه فى غزوة النوبة مع بن أبى السرح و غزا المغرب مرارا آخرها سنة خمسين.(1)
وغزا
معاوية بن حديج السكوني إفريقية سنة أربع و ثلاثين و كان عاملا على مصر
فغزاها و نزل جلولاء و قاتل مدد الروم الذي جاءهامن قسطنطينية لقيهم بقصر
الأحمر فغلبهم و أقلعوا إلى بلادهم و افتتح جلولاء و غنم و أثخن.(2)
واتصف
(رضي الله عنه) بالجرأة فى الحق والوقوف فى وجه الفساد والظلم ومن الأمثلة
على ذلك ما حدث مع ابن أخت معاوية عبد الرحمن بن أم الحكم عندما أرسله
معاوية ليكون واليا على مصر. فقد ولاه معاوية بن أبي سفيان ( رضي الله عنه )
مصر فلما سار إليها تلقاه معاوية بن حديج على مرحلتين من مصر فقال له ارجع
إلى خالك معاوية فلعمرى لا ندعك تدخلها فتسير فيها وفينا سيرتك فى إخواننا
أهل الكوفة فرجع ابن أم الحكم إلى معاوية ولحقه معاوية بن حديج وافدا على
معاوية فلما دخل عليه وجد عنده أخته أم الحكم وهى أم عبد الرحمن الذى طرده
أهل الكوفة وأهل مصر فلما رآه معاوية قال بخ بخ هذا معاوية بن حديج فقالت
أم الحكم لا مرحبا به تسمع بالمعيدى خير من أن تراه فقال معاوية بن خديج
على رسلك يا أم الحكم أما والله لقد تزوجت فما أكرمت وولدت فما أنجبت أردت
أن يلى ابنك الفاسق علينا فيسير فينا كما سار فى إخواننا أهل الكوفة فما
كان الله ليريه ذلك ولو فعل ذلك لضربناه ضربا يطأطىء منه رأسه أو قال
لضربنا مصاصا منه وإن كره ذلك الجالس فالتفت إليها معاوية(بن أبى سفيان)
فقال كفى.(3) فهذا درس يجب علي المسلمين أن يتعلموه، قول الحق ولو كان مر،
والأمر بالمعروف.
من مواقفه مع الصحابة:
له موقف مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عندما بعثه عمرو بن العاص يخبر أمير المؤمنين بفتح الإسكندرية.
يقول
معاوية بن حديج: بعثني عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بفتح الإسكندرية
فقدمت المدينة في الظهيرة فأنخت راحلتي بباب المسجد ثم دخلت المسجد فبينا
أنا قاعد فيه إذ خرجت جارية من منزل عمر بن الخطاب فقالت: من أنت؟ قلت: أنا
معاوية بن حديج رسول عمرو بن العاص فانصرفت عني ثم أقبلت تشتد فقالت: قم
فأجب أمير المؤمنين: فتبعتها فلما دخلت فإذا بعمر بن الخطاب يتناول رداءه
بإحدى يديه ويشد إزاره بالأخرى فقال: ما عندك؟ قلت: خير يا أمير المؤمنين
فتح الله الإسكندرية فخرج معي إلى المسجد فقال للمؤذن: أذن في الناس:
الصلاة جامعة فاجتمع الناس ثم قال لي: قم فأخبر الناس فقمت فأخبرتهم ثم صلى
ودخل منزله واستقبل القبلة فدعا بدعوات ثم جلس فقال: يا جارية هل من طعام؟
فأتت بخبز وزيت فقال: كل فأكلت على حياء ثم قال: كل فإن المسافر يحب
الطعام فلو كنت آكلا لأكلت معك فأصبت على حياء ثم قال: يا جارية هل من تمر؟
فأتت بتمر في طبق فقال: كل فأكلت على حياء ثم قال: ماذا قلت يا معاوية حين
أتيت المسجد؟ قال: قلت أمير المؤمنين قائل، قال: بئسما ظننت - لئن نمت
النهار لأضيعن الرعية ولئن نمت الليل لأضيعن نفسي فكيف بالنوم مع هذين يا
معاوية؟
وقام معاوية بن حديج (رضي الله عنه) بالتوسط بين عمرو بن العاص ومعاوية
لما
صار الأمر في يدي معاوية استكثر طعمة مصر لعمرو بن العاص ما عاش ؛ ورأى
عمرو أن الأمر كله قد صلح به وبتدبيره وعنائه وسعيه فيه وظن أن معاوية
سيزيده الشام مع مصر فلم يفعل معاوية ؛ فتنكر عمرو لمعاوية فاختلفا وتغالظا
وتميز الناس وظنوا أنه لا يجتمع أمرهما فدخل بينهما معاوية بن خديج فأصلح
أمرهما وكتب بينهما كتابا وشرط فيه شروطا لمعاوية وعمرو خاصة وللناس عامة
وأن لعمرو ولاية مصر سبع سنين وعلى أن على عمرو السمع والطاعة لمعاوية.
وتواثقا وتعاهدا على ذلك وأشهدا عليهما به شهودا ؛ ثم مضى عمرو بن العاص
على مصر واليا عليها وذلك في آخر سنة تسع وثلاثين فوالله ما مكث بها إلا
سنتين أو ثلاثا حتى مات.(4)
بعض الأحاديث التى رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن معاوية بن حديج قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها.(5)
وعن
معاوية بن حديج أن النبي {صلى الله عليه وسلم} صلي يوما فسلم وانصرف وقد
بقي عليه من الصلاة ركعة فأدركه رجل فقال: نسيت من الصلاة ركعة فرجع فدخل
المسجد وأمره بلالا فأقام الصلاة فصلى بالناس ركعة فأخبرت بذلك الناس
فقالو: أتعرف الرجل؟ فقلت: لا إلا أن أراه فمر بي فقلت: هو هذا فقالو: هذا
طلحة بن عبيد الله.(6)
الوفاة:
لما أخذ معاوية بن أبى سفيان
مصر أكرمه (يعنى أكرم معاوية بن حديج) ثم استنابه بها بعد عبد الله بن عمرو
بن العاص فانه ناب بها بعد أبيه سنتين ثم عزله معاوية وولى معاوية بن خديج
فلم يزل بمصر حتى مات بها سنة اثنين وخمسين.(7)