في الميدان، يلعب سعيد فتاح بروح أقوى من بنيته. يقاتل وينتزع الكرات من المنافس، وإن بدا أقوى منه، وعند الحديث معه يتحدث بصدق. يعلن أنه عاشق للوداد، لكنه أخلص للرجاء ولم يخنه. يتحدث سعيد فتاح اليوم عن انضمامه إلى الوداد بنشوة، معتبرا أنه حقق حلما طالما راوده، لكن في حلقه غصة عن الطريقة التي انتهى بها مساره مع الرجاء، الذي أخلص له سنوات، وأتت النهاية بطريقة لم يكن يتمناها.
يقول فتاح في هذا الصدد «أريد أن أعتذر لجمهور الرجاء. فأنا لم أسئ إلى هذا الفريق. لم أسئ إلى أي أحد، لكن ما حصل جعلني أطوي الصفحة».
منذ بداية مساره الكروي لم يلعب فتاح، ابن المدينة القديمة، لفريق آخر غير الرجاء، لذلك فرغم أن عمره لم يتجاوز الرابعة والعشرين، فإن اسمه ارتبط بهذا الفريق، فكان ضروريا أن يكون انضمامه إلى الوداد مفاجأة للكثيرين، بمن فيهم اللاعب نفسه.
«كانت مفاجأة لم يعشها لاعب آخر. ففي آخر لحظة نادى علي مسؤولو الرجاء لكي أتسلم وثائقي»يقول سعيد، الذي يعتبر أن سنة الحياة تفرض على الإنسان تحولات لم يكن ينتظرها، إذ «قبل ساعات من نهاية مرحلة الانتقالات طلبوا مني المجيئ لتسلم وثائقي. الحمد لله، عندما يغلق باب يفتح آخر. هذا هو سبب مغادرتي، لكن أنا فرح. لعبت لفريق كبير والتحقت بفريق كبير».
سعيد فتاح، الذي رأى النور في 15 يناير 1986، يتطلع إلى أن يكون الانتقال إلى الوداد صفحة جديدة في مساره الكروي»طويت صفحة الرجاء وفتحت صفحة الوداد، وسأعمل على أن أكون في المستوى»، مثلما يتطلع إلى أن تكون صفحة جديدة في حياته، بعد أن رزق بمولودة سماها إسراء.