نظرته حادة. وملامحه أقرب إلى الخشونة، لكنها ما تلبث أن تتغير كلما ابتسم، فتصير أقرب إلى ملامح طفل، ومع ذلك كان زملاؤه في المنتخب الوطني للشباب يصرون دائما على مناداته ب «الرجل».
كان ذلك المنتخب الذي خاض كأس إفريقيا سنة 2005 ببنين، وكأس العالم صيف السنة نفسها بهولندا، نقطة التحول في مسار يوسف رابح، الذي كان عميدا له وأبرز لاعب فيه، إذ مباشرة بعد نهاية مونديال الشباب، تلقى اللاعب مجموعة من العروض، قبل أن يغير وجهته في آخر لحظة نحو السعودية، حيث التحق بفريق الأهلي.
حكاية اللحظات الأخيرة مع رابح تكررت أكثر من مرة، ففي صيف 2006 كان قريبا من الرجاء، إذ توصل إلى اتفاق مع رئيسه آنذاك عبد الحميد الصويري، لكن بينما كان الأخير ووكيل الأعمال ينتظران وصوله لتوقيع العقد، توصلوا بخبر توقيعه لفريق الجيش الملكي.
وفي الموسم الماضي، وقع رابح لفريق روسي، وخاض معه حصة تدريبية في معسكره بتركيا، ثم ما لبث أن غادره، احتجاجا على طريقة صياغة العقد ووجود بنود تخدم الوسطاء أكثر منه، ليوقع في ما بعد لفريق المغرب التطواني.
وقبل توقيعه للوداد، كان رابح قريبا من الانتقال إلى الرجاء، وتلقى اتصالات من مدربه امحمد فاخر، وفي النهاية قادته اللحظات الأخيرة، إلى مكان آخر، قريب من مركب الرجاء، وبعيد عن قلوب الرجاويين.
تعود بداية يوسف رابح، الذي رأى النور يوم 13 أبريل من سنة 1985، في ملاعب كرة القدم إلى سنة 1998، حين التحق بمدرسة الفتح الرياضي، بعد أن تغيب عن إحدى الحصص الدراسية، وهو في السادسة أساسي، ليرافق صديقا له إلى حضور تداريب الفتيان.
وبينما كان الطفل جالسا يتابع التداريب، لاحظ المدرب (مجاهد) كيف أنه ظل مشدودا إلى الحصة، فطلب منه ارتداء ملابس رياضية، ثم أشركه في مباراة تجريبية، وطلب منه في اليوم الموالي القيام بإجراءات التوقيع.
واظب يوسف رابح على التداريب، إلى أن أصبح لاعبا أساسيا في فريق الفتيان، ثم الشباب، الذي قضى معه فترة قصيرة، إذ نودي عليه إلى الفريق الأول، وعمره 17 سنة في عهد المدرب الجزائري نجم الدين بلعياشي، الذي أشركه في الجولة الثانية لمباراة أمام شباب المسيرة ضمن بطولة موسم 2002-2003، ثم أساسيا في المباراة الموالية أمام الرجاء، فكانت انطلاقته الحقيقية.
لم تتوقف انطلاقة رابح، عند حدود الفتح، إذ انضم إلى المنتخب الوطني للشباب، الذي حمل شارة عمادته، وساهم في بلوغه المركز الرابع في نهائيات كأس إفريقيا لسنة 2005 في بنين، وفي كأس العالم للسنة ذاتها في هولندا، قبل أن يدافع عن ألوان فرق الأهلي السعودي والجيش الملكي وليفسكي صوفيا البلغاري والمغرب التطواني الذي طوى صفحته أول أمس (الأربعاء)، بعد أن وقع عقدا لثلاث سنوات مع الوداد.