تمهيد : تشهد مرحلة المراهقة ومنذ بدايتها الطفرة النهائية في النمو العقلي؟ ومرحلة المراهقة هي مرحلة النمو العقلي وفيها يصبح المراهق قادرا على التفسير والتوافق مع البيئة وع ذاته. ولذا فإن النمو العقلي وتطوره ذا أهمية في دراسة المراهقة ليس فقط لأنه أحد مظاهر النمو وإنما كذلك لأن المكانة العقلية تعتبر عالا محددا في تقييم قدرات الفرد واستعداداته ولأن مرحلة المراهقة تعتبر مرحلة التدريب واتساع الخبرات أيضا.ا
مميزات النمو العقلي عند المراهق: تكتمل في هذه المرحلة الوظائف العقلية العليا ، كما تظهر القدرات الخاصة ، ونعني بالقدرات الخاصة تلك المواهب التي تكمن وراء مجموعة معينة من أساليب النشاط الفكري. فالقدرة الرياضية مثلا هي الموهبة التي تكمن وراء أي نشاط يتعلق بالأرقام والرموز والعلاقات الكمية. والقدرة اللغوية هي تلك الموهبة التي تكمن وراء أساليب النشاط اللغوي ، ومن حيث أنه نشاط معقد يتطلب مهارة في استعمال الكلمات والجمل ودقة التعبير والقدرة على النقد.ا
وينمو الذكاء وهو القدرة الفطرية العقلية العانة نموا مطّردا، ويصل إلى قمة نضجه في آخر هذه المرحلة. وكان فيما مضى يعتقد أن نمو الذكاء يتوقف في الفترة ما بين 18 و 20 سنة . إلا أن الدراسات الحديثة تؤكد أن هذا ماهو إلا الوصول إلى مستوى نضج الذكاء. وتزداد مقدرة المراهق على الانتباه سواء في مدة الانتباه أو مداه ، فهو يستطيع أن يستوعب مشاكل طويلة معقدة في يسر وسهولة.ا
والانتباه هو أن يبلور الإنسان شعوره على شيء ا في مجاله الإدراكي . ( المقصود بالشعور العقل الظاهر )(وأما المجال الإدراكي فهو الحيّز المحيط بالذات) ويصاحب نمو قدرة المراهق على الانتباه نموا مقابلا في القدرة على التذكر والتعلم والقدرة على اكتساب المهارات والمعلومات . ويلاحظ أن التعلم يصبح منطقيا لا آليا ويبتعد عن طريق المحاولة والخطأ.ا
وتذكر المراهق يبنى ويؤسس على الفهم والميل ، فتعتمد عملية التذكر عنده على القدرة على استنتاج العلاقات الجديدة بين الموضوعات المتذكرة . ولا يتذكر موضوعا إلا إذا فهمه وربطه بغيره مما سبق أن مرّ به في خبرته السابقة.ا
ويتجه خيال المراهق نحو الخيال المجرد المبني على الألفاظ أي الصور اللفظية ولعل ذلك يعود الى أن عملية اكتسابه اللغة تكاد تدخل في طورها النهائي من حيث أنها القالب الذي تصب فيه المعاني المجردة ( أي اللغة)ا
ولا شك أن نمو قدرة المراهق على التخيل تساعده على التفكير المجرد في مواد كالحساب والهندسة ما يصعب عليه إدراكها في مرحلة سابقة من التعليم.ا
ويتضح نمو الخيال عند المراهق في الميل إلى الرسم ونظم الشعر والكتابات الأدبية ، ويظهر أيضا في أحلام اليقظة.ا
وينمو الإدراك عند المراهق من المستوى الحسي المباشر الى المستوى المعنوي . وبينما كان وهو طفل يميل الى رؤية الأشياء على مستوى "إدراكي " يميل الى رؤيتها في هذه الرحلة على مستوى "مفاهمي "وتزداد القدرة على إدراك مفهوم الزمن خاصة المستقبل والتخطيط له وتخيل ما عساه أن يحدث فيه.وتزداد القدرة على التجرد وفهم الروز أكثر من ذي قبل وتتضح في بحث المراهق عن معاني الأشياء وقيمتها وأهميتها.ا
العوامل المؤثرة في النمو العقلي عند المراهق:
تؤدي الوراثة دورا في إيجاد الفروق الفردية في الذكاء والقدرات العقلية
وتؤثر التسهيلات البيئية والخبرة والتدريب في فرصة تنمية ودرجة استثمار قدرات المراهق الى أقصى حد ممكن
كذلك ييسر التوافق الانفعالي الوصول إلى الثقة ومفهوم الذات لتحقيق النضج العقلي
ويؤثر المدرسون تأثيرا واضحا في النمو العقلي للمراهقين . ويلاحظ أهمية سلوك المدرس وخلوه من المشكلات الشخصية بالنسبة لتوجيه سلوك تلاميذه وحل مشكلاتهم
ويقرر المراهقون أن من فات المدرس الجيد المعاملة الإنسانية والعدالة والحزم ، والعلم والتمكن من المادة ، والإخلاص في التدريس وحب التلاميذ ، والسيرة الشخصية الحسنة و التوافق الاجتماعي والانفعالي ، ورحابة الصدر في المناقشات ، وحسن المظهر ، والقدوة الحسنة.ا
ومن العوامل التي تعوق النمو العقلي، الحرمان الثقافي والإهمال وسوء الرعاية
متطلبات النمو العقلي في مرحلة المراهقة: للنمو العقلي في مرحلة المراهقة متطلبات نجملها فيما يلي
مراعاة الفروق الفردية في الإرشاد التربوي وتقسيم الطلاب حسب قدراتهم
تيسير كل إمكانات اليءة الاجتماعية والطبيعية وشحذ كل إمكانات المراهق لضمان حدوث عملية التعلم في أحسن ظروفها
تنمية القدرات العقلية للمراهقين عن طريق النوادي العلمية والمنافسات العلمية
تيسير الخبرات الواسعة والعريضة التي تسمح بنمو التفكير
تشجيع الرغبة على التحصيل
تشجيع الهوايات الابتكارين
معرفة اختبارات الذكاء وتطبيقها والاهتمام بنتائجها حتى يثير الإحاطة بمستوى ذكاء المراهقين ، لتحديد مستوى العمل المدرسي الذي يناسبهم