التطورات الإقتصادية في العالم الإسلامي
مقدمة :
شهد اقتصاد العالم الإسلامي في القرنين 15 و 16 تطورات بفعل تحول الطرق التجارية إلى المحيطيين الأطلنتي والهندي وهو أثر على بنية موارد الدولة ومظاهر إنتاجها الإقتصادي فما هي مظاهر تحول الطرق التجاري وانعكاساتها على مجالات شريان التجارة القديمة ؟ وما أثر تحولها ؟
أثر تحول الطرق التجارية البحرية على شريان التجارة القديمة وعلى اقتصاد العثمانيين :
انعكس تحول الطرق التجارية على تراجع الوساطة التجارية الإسلامية خلال ق 15 و 16 م :
ظلت منطقة الشرق الأوسط والعالم الاسلامي بصفة عامة مزدهرة بسبب توفرها على منتوجات تجارية متنوعة (الفلفل، الذهب، الحرير، النحاس، العاج)، تجارة هذه البضائع والسلع ومرورا من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، جعل المنطقة بصفة عامة تحتل موقعا استراتيجيا هاما وتحظى بأهمية تجارية كبيرة، جعلها محط اهتمام وأطماع الأوربيين. ومع نهاية ق 16 فقد البحر الأبيض المتوسط أهميته التجارية والسياسية بسبب الإكتشافات الجغرافية التي على إثرها تم اكتشاف مناطق وطرق تجارية أخرى .
تأثر اقتصاد الإمبراطورية العثمانية بتحول الطرق التجارية خلال ق 15 و 16 م :
رغم اعتراض البرتغاليين للملاحة الشرقية، فقد شفت هذه التجارة طريقها عبر الشام والبحر الأحمر فحافظت بعض المدن الشرقية التجارية على حيويتها كمدينة حلب التي كانت تنتهي إليها قوافل إيران والخليج العربي عبر إيران والجزيرة العربية حاملة منتجات الشرق من التوابل والعقاقير والعطور والأقمشة الهندية والفارسية. كما تصدى العثمانيون للتهديد البرتغالي الذي اعترض التجارة الشرقية بسيطرتهم على البحر الأحمر وإغلاقه في وجه السفن البرتغالية والمسيحية.
شكلت الفلاحة أساس الإقتصاد العثماني وكانت الدولة تتحكم في 87 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة، كما وفر اختلاف الظروف الطبيعية انتاجا متنوعا. وقد متلث الضرائب أهم موارد الدولة، فقد كانت الأراضي توزع في قسم منها على شكل اقطاعات وتجبى ضرائب القسم الثاني في شكل إلتزام، ذلك أن السلطات العثمانية تسبح حكام الولايات مناصبهم بالإلتزام أي مقابل مبلغ مالي معين يدفع قسم منه مقدما والآخر مؤجلا، والملتزم بدوره ويقوم بتلزيم مقاطعات ولايته إلى أصحاب الشراء والنقود ومدته نسبة واحدة مع اشتراط عدم تحصين الملتزم لأكثر من النسبة المعينة. وقد نتج عن هذه السياسة الضريبية (إلتزام) بالإضافة إلى ضرائب أخرى غير شرعية (عوارض) ازدياد نفود الرأسمال التجاري، وتعاظم دور الطبقة التجارية المدينية وازدياد النفوذ الأجنبي على مستوى العلاقات التجارية بفعل استدانة الفلاحين وأصحاب التيمار من الطبقة التجارية بفوائد جد عالية. كانت تحجز عن تسديدها .
انعكاس تحول الطرق التجارية على موارد الدولة المغربية وإنتاجها الإقتصادي خلال ق 15 و 16 :
أوضاع المغرب الإقتصادية والإجتماعية نتيجة تزايد الضغط الأوربي خلال ق 15 والنصف الأول من ق 16 :
ننتج عن الغزو الإيبيري للموانئ الشمالية والمغربية احتلال سبة وتحول الطرق التجارية الداخلية نحو الموانئ إذ أصبحت السلع والمنتوجات المغربية تصرف إلى جهات مختلفة وقد أصبحت المراكز البرتغالية قاعدة لشحن الخيرات المغربية لاسيما الفلاحية، كما عمل البرتغال على امتصاص السلع السودانية خاصة العبيد والتبر. وقد استفادت منطقة دكالة وسكان سواحل إفريقيا من تحول الطرق التجارية من البحر المتوسط نحو المحيط الأطلنتيني، كما إنتعشت التجارة المحلية الدخلية نتيجة إقبال تجار الأجانب عليها. وتنشيط التجارة الخارجية التي شكلت أحد عناصر قوة الإقتصاد المغربي في هذه المرحلة وانتشار نظام الشركة والاستثمار بسبب توفر القروض وظهور طبقة تجارية وارتفاع المستوى المميشي. في حين كانت باقي المناطق من ظروف اقتصادية واجتماعية في ظل الفتن الداخلية والغزو الإيبيري. وكما شهد المغرب أزمة حادة فرضت عليه الإنعزال والإنكماش التي ارتبطت ؟؟؟؟البرتغاليين للأراضي المغربية، مما أدى إلى تراجع الدولة الوطاسية التي لجأت إلى إثقال السكان بالضرائب مما ألحق بهم ضررا كبيرا. وأخيرا تقلصت المساحات المغربية المزروعة الذي نتج عنه تراجع الإنتاج الفلاحي إضافة إلى الكوارث الطبيعية (الجفاف) والنتيجة هي ارتفاع الأسعار وانتشار المجاعة.
عرف المغرب تطور اقتصادي في ظل التحول التجاري والخصائص السياسية والاقتصادية لأحمد المنصور :
- تشجع التجارة الخارجية لتوفير الموارد ومواجهة القوى المنافسة لهم وقد متلث التجارة السكر موردا أساسيا للخزينة المغربية السعدية حيث شكلت تلث عائدات التجارة الخارجية في عهد أحمد المنصور.
- استقطاب هام من تجارة القوافل الصحراوية إضافة لما وفره ظم السودان للذهب .
- ازدهرت التجارة ونحو الصناعات بالمدن فانتعشت التجارة الداخلية من خلال تزايد عدد الفنادق والأسواق .
- حقق الجيش المغربي السعدي إنتصارا واضحا في معركة واد المخازن هذا الإنتشار أدى إلى انهيار القوة العسكرية والمعنوية للبرتغال والدول الحليفة كما مكن الجيش المعدي من موارد مالية انعكس على الإقتصاد المفربي وقوته العسكرية وأتاحت له تجديدها .
- دخول دولة أحمد المنصور في منافسة حادة ضد الإسبان بسبب رغبة الطبقة البرجوازية في نشر نفوذها على بلاد السودان والتنافس طرق القوافل الصحراوية والتحكم فيها.
خاتمة :