الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.
شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة. له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.
جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.
قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر.
وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.
أقَنَاعَة ً، مِنْ بَعدِ طُولِ جَفاءِ،
بدنوِّ طيفٍ منْ حبيبِ ناءِ!
أقَنَاعَة ً، مِنْ بَعدِ طُولِ جَفاءِ،
نَفْدِيكَ بِالأمّاتِ وَالآباءِ
بأبي وأمي شادنٌ قلنا لهُ :
كانتْ لهُ سبباً إلى الفحشاءِ
رشأ إذا لحظَ العفيفَ بنظرة ٍ
ببديعِ ما فيها من اللألآءِ
وَجَنَاتُهُ تَجْني عَلى عُشّاقِهِ
مثلَ المدامِ خلطتها بالماءِ
بِيضٌ عَلَتها حُمْرَة ٌ فَتَوَرّدَتْ
بَيْضَاءَ تَحْتَ غِلالَة ٍ حَمْرَاءِ
فكأنما برزتْ لنا بغلالة ٍ
طُرُقٌ لأسْهُمِهَا إلى الأحْشاءِ؟
كيفَ اتقاءُ لحاظهِ ؛ وعيوننا
فكأنهُ يبكي بمثلِ بكائي
صَبَغَ الحَيَا خَدّيْهِ لَوْنَ مدامعي
بظُبى الصّوَارِمِ من عيونِ ظِباءِ؟
كيفَ اتقاءُ جآذرٍ يرميننا
حاشاكَ ممَّـا ضمنتْ أحشائي؟
يا ربِّ تلكَ المقلة ِ النجلاءِ ،
وَمَنَحْتَني غَدْراً بِحُسْنِ وَفائي
جازيتني بعداً بقربي في الهوى
عَرّاضة ٌ مِنْ أصْدَقِ الأنْواءِ!
جَادتْ عِرَاصكِ يا شآمُ سَحَابَة ٌ
وَمَحَلُّ كُلِّ فُتُوّة ٍ وَفَتَاءِ
بَلَدُ المَجَانَة ِ وَالخَلاعَة ِ وَالصِّبَا
وَصَفَاءُ مَاءٍ وَاعْتِدالُ هَوَاءِ
أنْوَاعُ زَهْرٍ وَالتِفَافُ حَدَائِقِ
كَأسَيْنِ مِنْ لَحْظٍ وَمن صَهْبَاءِ
وَخَرَائِدٌ مِثْلُ الدُّمَى يَسْقِينَنَا
غَنّيْنَنَا شِعْرَ ابنِ أوْسِ الطّائي
وَإذا أدَرْنَ على النَّدامَى كَأسَهَا
وتركتُ أحوالَ السرورِ ورائي
فارقتُ ، حينَ شخصتُ عنها ، لذتي
خلواً من الخلطاءِ والندماءِ
و نزلتُ منْ بلدِ " الجزيرة ِ " منزلاً
من رِيْقِهَا وَيَضِيقُ كُلُّ فَضَاءِ
فَيُمِرُّ عِنْدي كُلُّ طَعْمٍ طَيّبٍ