تعريف البيئة البشرية (Human Ecology):
تشكل البيئة البشرية سبل السلوك البشري في سياقها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، وهذه البيئة تشمل الوسط الجغرافي، وهو كل مكان وصل إليه تأثير الإنسان، ويكون هذا التأثير مختلف الشدة والأسباب والنتائج، وتختلف تأثيرات الإنسان في البيئة تبعاً لعدة عوامل منها مدى التقدم التقني والتطور الحضاري، وعدد السكان في وحدة المساحة، فبعض البيئات تعرضت لتأثيرات بشرية قوية سلبية أو إيجابية، من خلال استصلاح الأراضي، وتغيير شكل سطح الأرض (اللاندشافت)، بينما بعضها الآخر لم تتعرض إلى مثل هذه التأثيرات، وبقي التأثير البشري فيها محدوداً وفي نطاقات ضيقة.
وقد تطور نشاط الإنسان ومر بعدة مراحل عبر الزمن، وتطورت النشاطات والحرف التي كان يمارسها كالجمع والالتقاط، ثم الصيد والرعي، ثم الزراعة وتأهيل الحيوان، وصولاً إلى الحرف الصناعية المتطورة.
إن البيئة بشكل عام هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء، وإن محتويات أو مضامين هذا الإطار تتفاعل مع بعضها، تؤثر وتتأثر بعضها ببعض، والإنسان أحد أهم مكونات البيئة، وليس له بديل عنها، وعليه شاء أم أبى أن يحافظ عليها ويجعل منها مكاناً يستطيع العيش فيه هو والأجيال القادمة.
تعريف البيئة الاجتماعية:
أصبحنا ندرك وجود ما يسمى بالبيئة الطبيعية التي تشمل العناصر غير الحية، والكائنات الحية بما في ذلك الإنسان، وهي بذلك تشمل فيما تشمل البيئة الاجتماعية، والبيئة الاجتماعية هي البيئة التي تتحدد فيها الصفات الوراثية للفرد، وتتحدد فيها شخصيته ومسلكه واتجاهاته، والقيم التي يؤمن بها، والبيئة الاجتماعية تتكون من البنية الأساسية المادية التي شيدها الإنسان (البيئة المشيدة)، ومن النظم الاجتماعية والمؤسسات التي أقامها. ويمكن النظر إليها باعتبارها الطريقة التي نظمت بها المجتمعات البشرية حياتها، التي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية( ). وبقدر ما يكون هذا التغيير إيجابياً وسليماً، وبقدر ما يكون الاستغلال البشري للبيئة الطبيعية عقلانياً ورشيداً بقدر ما يساعد على نجاح الإنسان، وتأمين التوازن بين شقّيْ البيئة الطبيعية والاجتماعية