السمك لا يشكل أي خطر على صحة الإنسان ولو يستهلك يوميا وهو لحم أصحاب السكري وارتفاع الضغط والكوليستيرول وأمراض القلب والشرايين
يقول عز وجل في سورة النحل: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الآية: 14
أما التعبير عن المنتجات البحرية باللحم، فهو كذلك له معناه الدقيق لأن كل الحيوانات لها عضلات بما في ذلك الأسماك، وهو ما يصنفها ضمن المواد الحيوانية. لكن التعبير هنا يأتي موصوفا والصفة هي طريا. ولو اقتصر التعبير على كلمة "لحما" دون ذكر حالته لكان لحم السمك يبقى بجودته كجميع اللحوم، لكن مجيء التعبير مبينا بكلمة "طريا" يجعل العلوم تذهب إلى ما هو أبعد وهو جودة هذه اللحوم. وقد تبين علميا أن لحوم الأسماك والمنتوجات البحرية تكون جودتها عالية لما تكون طرية، وكلما مضى عليها وقت كلما نقصت وبخست جودتها، ويرجع هذا لعدة أسباب منها طبيعة التركيب الكيماوي للحوم الأسماك، وهو تركيب غني من حيث المركبات، وغني كذلك بالميكروبات والأنزيمات التي تجعل التحلل سهلا وسريعا. يبدأ لحم السمك في التحلل حال خروجه من الماء لأن الوسط غني بالمواد الإقتياتية ووجود الأملاح وعوامل النمو للجراثيم التي تنمو بسرعة فائقة وهناك كذلك عدة أنزيمات تتخصص في حلمأة البروتينات والذهنيات لتعطي الأولى غاز الأمونياك والأمينات الطيارة ولتعطي الثانية الحمضيات الذهنية التي تتأكسد وتعطي رائحة الزنخ.
أما من الناحية الغذائية فيمثل السمك مقاماً عالياً بين أنواع الغذاء السمك، فهو مصدر ممتاز من مصادر البروتين، بحيث يتفوق على اللحم من هذه الناحية، ويمتلك السمك مقداراً جيداً من المواد الدهنية، وهذا المقدار يختلف باختلاف نوع السمك، كما يحتوي على مقادير عالية من الفوسفور فمائة غرام منه تحتوي على 230 – 240 ملغ فوسفور وترتفع هذه الكمية إلى 750 ملغ في سمك الطون، ولا يخفى ما للفوسفور من أهمية بالغة في حياة الأنسجة إذ يساعد العمود الفقري والأسنان على النمو كما يحقق التوازن الحامضي الأساسي في الدم واللمف والبول، أما الكالسيوم فإن خمسمائة غرام من لحم العجل أو العجائن الغذائية لا تزيد في محتواها منه عما يوجد في مائة غرام فقط من لحم السمك. كما للسمك فوائد طبية كثيرة، فالبحوث الطبية الحديثة بشأن زيت السمك وفوائده الكثيرة تؤكد أنه ذو مفعول قوي على خفض نسبة الكوليسترول الذي يتسبب في تصلب الشرايين، وهو يعمل على تقليل نسبة الدهون بالدم المسببة لأمراض القلب، ويعمل على خفض ضغط الدم ويساعد على منع الالتهابات الجلدية وعلاجها، ومنع التهاب المفاصل.
ولحم السمك لا يصاحبه دسم مشبع أو شحوم كشحوم الحيوانات، وإنما يحتوي على نسبة عالية من الزيوت الغنية بالمواد الضرورية لحفظ الجسم من بعض الأعراض الخطيرة كارتفاع الضغط والدهون بالدم وتصلب الشرايين أو انسدادها، ويحتوي لم السمك على بروتينات ثمينة جدا من حيث القيمة الغذائية لأن نسبة الحمضيات الضرورية مثل اللايزين والتريونين والحمضيات المكبرتة، ويسهل هضم وامتصاص برويتنات السمك لعدم احتوائها على الكولاجين وهو ما يعطي للحوم الأخرى صلابة كبيرة يصعب معها مضغ اللحم. ويحتوي لحم السمك وزيته على فايتمينات كذلك عالية القيمة الغذائية وعلى حمض الكاما لينولايك أو omega وهو الحمض الذي يقي من كل الأعراض المرتبطة بالقلب والشرايين، والكوليستيرول والدهون بالدم وارتفاع الضغط. ولعل أهمية زيت السمك لا تخفى على أصحاب الميدان فتناول زيت السمك بالنسبة للمصابين بالأعراض المزمنة هو أمر منصوح به طبيا. وكذلك الأشخاص الذين يتلقون علاجا كيماويا ضد السرطان، فالحمضيات الدهنية الموجودة في زيت السمك تقي الجسم من التسمم بالعلاج الكيماوي.
لا يوجد أي ضرر في استهلاك لحم السمك بجميع أنواعه، ولحم السمك كان يطلق عليه اللحم الأبيض لأن السمك من الحيوانات التي لا تتنفس بالطريقة الهوائية المعروفة، وبالتالي ليس لديها دم أو هيموكلوباين وتتكون خلايا العضلات عند السمك من الخلايا البيضاء دون الحمراء إلا قليلا من الأنواع التي تحتوي على نسبة ضئيلة من الخلايا الحمراء، وما نتفق عليه في علم التغذية كلحم أبيض هو لحم السمك وليس لحم الدجاج الأبيض الذي أصبح يربى بطريقة سريعة من حيث تحبس الطيور على الحركة لكي لا تضيع الطاقة ولكي تتحول الطاقة إلى لحم بدل أن تحرق في الحركة، ووصف لحوم الدجاج الرومي باللغة المحلية كلحوم بيضاء يعتبر تجاوزا خطيرا وتضليلا يتحمل أصحابه المسؤولية كاملة.