(هـ) البدل
الأمثلة:
1- {جعل الله الكعبةَ البيتَ الحرامَ قياماً للناس}. {وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشياً}.
2- {ولله على الناس حجْ البيت مَنِ استطاع إليه سبيلا}. {فيه آيات بيناتً مقام إبراهيم}.
3- {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه}. أطربني البلبل صوته .
4- أكلت خبزاً لحماً- اشتريت سيفا رمحاً.
5- {ومن يفعلْ ذلك يلقَ أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة}. {أمدكم بما تَعلمون أمدكم بأنعام وبنين}.
الإيضاح:
تأمل ما تحته خط في أمثلة المجموعات الأربع الأولى، تجد كل كلمة منها قد سبقت بكلمة أخرى ليست مقصودة لذاتها، و إنما ذكرت توطئة وتمهيداً للكلمات التي تحتها خط، فالكعبة في المثال الأول مَهدت للكلمة التي تحتها خط في المثال نفسه وهي " البيت الحرام " فهذه الكلمة هي المقصودة لذاتها في هذه الآية، وفائدة هذا التكرار تقوية الكلام وتقريره . ومثل هذه الكلمات تسمى " بدلا " وهي تتبع الكلمات السابقة عليها في إعرابها رفعا ونصباً وجرا وجزما، وتسمى الكلمة السابقة على البدل "المبدل منه".
والبدل أنواع، فهو إن كان مساوياً للمبدل منه تماما سمى " بدل الكل من الكلّ" أو "البدل المطابق" كما في أمثلة المجموعة الأولى، وقد سبق أن عرفنا أن هذا النوع يجوز أن يعرب "عطف بيان" كذلك.
وإن كان البدل جزءا من المبدل منه، كما في أمثلة المجموعة الثانية، سمي البدل: " بدل البعض من الكل "، فإن المستطيعين للحج هم بعض الناس، ومقام إبراهيم هو بعض آيات البيت الكريم.
وإن كان البدل يدل على صفة عارضة في المبدل منه، ولا يدل على جزء أصيل فيه، سمي "بدل الاشتما" كما في أمثلة المجموعة الثالثة، فإن القتال ليس جزءا من الشهر الحرام و إنما هو يعرض فيه، وكذلك صوت البلبل هو صفة عارضة في
البلبل، وليس جزءا منه.
وأحياناً يقصد الإنسان شيئاً فينسى ويسبق لسانه إلى شيء آخر، ثم يتذكر، فيعود إلى قصده الحقيقي فيذكر ما كان قصد إليه، كما في أمثلة المجموعة الرابعة، إذ كنت تقصد أنك أكلت لحماً، غير أن لسانك سبق إلى ذكر الخبز، أو كنت تقصد أنك اشتريت رمحاً فسهوت وذكرت السيف.
ومثل هذا النوع من البدل يسمى "بدل الغلط " وهو يقع كثيرا في لغة الخطاب، ولكنه لا يقع في كلام البلغاء، والبليغ إن وقع في شيء منه، أتى بين المبدل منه والبدل بكلمة "بل" التي عرفناها في باب العطف، ليدل بها على غلطه أو نسيانه.
وبدل البعض من الكل وبدل الاشتمال لا بدّ فيهما من ضمير يتصل بهما ويربطهما بالمبدل منه، كما هو واضح في الأمثلة.
وكما يبدل الاسم من الاسم يبدل الفعل من الفعل والجملة من الجملة، كما في أمثلة المجموعة الخامسة.
القاعدة:
1- البدل تابع مقصود بالحكم، يسبقه ما يمهّد له، وليس مقصوداً لذاته، ويسمى : المبدل منه.
2- أنواع البدل أربعة هي:
(أ) البدل المطابق، أو بدل الكلْ من الكلْ، وهو ما كان فيه البدل عين المبدل منه، ويجوز إعرابه عطف بيان كذلك.
(ب) بدل البعض من الكل، وهو ما كان البدل فيه جزءاً حقيقياً من المبدل منه.
(ج) بدل الاشتمال وهو ما يدل على صفة عارضة في المبدل منه.
(د) بدل الغلط، وهو ما ذكر بدلا من اللفظ الذي سبق إليه اللسان، فذكر غلطاً أو سهواً .
3- بدل البعض ويدل الاشتمال، يتصل كل واحد مهما بضمير يربطه بالمبدل منه.
4- البدل يتبع المبدل منه في إعرابه رفعاً ونصباً وجراً وجزماً.
5- كما يبدل الاسم من الاسم، يبدل كذلك الفعل من الفعل، والجملة من الجملة.