التوابع
(أ) النعت الحقيقي والسببي
الأمثلة:
1- {الحج أشهر معلوماتَ}.{فتيمموا صعيداً طيِّباً}. {فإذا ذهب الخوف سَلَقوكم بألسنةٍ حِداد}. {ومن يُسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى}. {فيهما عينان نضاختان}. {أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}.
2- أمام مدرستنا شجرة باسقةَ فروعُها- مررت بالرجُل المقطوعةِ رجله. هذه صورة قديمٌ عهدُها- هذه بئر عذبٌ ماؤها- بهرني الفدائيون المحكمُ تدبيرُهم.
3- {إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه}- {فبعث الله غراباً يبحث في الأرض}- {في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم}- {في جنّة عالية قطوفها دانية}.
4- {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذاباً فوق العذاب بما كانوا يفسدون}- {وعادا وثمود وأصحاب الرسّ وقروناً بين ذلك كثيرا}. {وقال رَجُل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم}- {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة}.
الإيضاح:
التوابع هي كلمات تتبع ما قبلها في الإعراب فُترفع إذا كان مرفوعاً وتنصب إذا كان منصوباً، وتجرّ إذا كان مجروراً، وتُجْزَم إذا كان مجزوماً. والتوابع هي في العربية تسمى : النعت، والعطف، والتوكيد، والبدل. وفيما يلي ندرسها واحداً بعد الآخر.
تأمل ما وضع تحته خط في أمثلة المجموعة الأولى تجد أنها كلمات تدل على صفة في الأسماء التي قبلها، وذلك على العكس من الكلمات التي وضع تحتها خط في أمثلة المجموعة الثانية، فإنها تدل على صفة في الأسماء التي جاءت بعدها غير أن تلك الأسماء التي بعدها لها تعلق وارتباط وصلة بما قبلها، فإن الفروع في المثال الأول لها صلة بالشجرة، وكذلك الرِّجل في المثال الثاني لها ارتباط بالرَّجُل..
وهكذا في بقية الأمثلة. وتسمى الكلمات التي تدل على صفة في الأسماء التي قبلها حقيقة: "بالنعت الحقيقي" كما في أمثلة المجموعة الأولى كلها، أما إذا كانت تدل على صفة في اسم بعدها له تعلق وارتباط بما قبلها، فإنها تسمى "بالنعت السببي" .
وإذا عدنا مرة أخرى إلى أمثلة المجموعة الأولى، وهي أمثلة "النعت الحقيقي" نجد النعت فيها يتبع المنعوت في الإعراب، ففي المثال الأول النعت مرفوع لأن منعوته مرفوع، وفي المثال الثاني النعت منصوب لأن المنعوت منصوب، وفي المثال الثالث النعت مجرور لأن المنعوت مجرور كذلك. كما نجد أن النعت يتبع المنعوت في تنكيره - كما في الأمثلة الثلاثة الأولى- أو في تعريفه كما في المثال الرابع والمثال السادس. كذلك نجد أن النعت يتبع منعوته في إفراده- كما في المثال الأول- أو في تثنيته- كما في المثال الخامس- أو في جمعه- كما في المثال السادس. كما نجد أيضاً أن النعت يتبع منعوته في تذكيره- كما في المثال الأول مثلا، أو في تأنيثه- كما في المثال الرابع. وهكذا يمكن أن نقول إن النعت الحقيقي يتبع منعوته في واحد من أوجه الإعراب، وفي واحد من التعريف والتنكير، وفي واحد من الإفراد والتثنية والجمع، وفي واحد من التذكير والتأنيث.
وإذا تأملت أمثلة المجموعة الثانية، وهي أمثلة" النعت السببي "، تجد النعت فيها يتبع المنعوت في إعرابه وفي تعريفه وتنكيره كذلك، غير أنه في ناحية الإفراد والتثنية والجمع لا يتبع شيئاً، بل يكون مفرداً دائماً، كما يتضح من الأمثلة كلها في هذه المجموعة. أما التذكير والتأنيث، فإنه لا يتبع فيها ما قبله بل يعامل هنا بحسب ما بعده، فقد أنث في المثال الثاني:"مررت بالرجل المقطوعة رجله" مثلا، لأن ما بعده وهو " الرجل " مؤنثة، مع أن ما قبله مذكر، كما ذكر في المثال الثالث: "هذه صورة قديم عهدها" لأن ما بعده وهو: "العهد" مذكر، وهكذا يمكن أن نقول إن " النعت السببي" يكون مفرداً دائماً، ويتبع ما قبله في إعرابه، وفي تعريفه وتنكيره ، كما يتبع ما بعده في تذكير وتأنيثه فحسب.
والنعت قد يأتي في اللغة العربية (جملة) سواء أكانت تلك الجملة فعلية، كما في المثالين الأول والثاني من أمثلة المجموعة الثالثة، أم كانت جملة اسمية كما في المثالين الثالث والرابع من أمثلة هذه المجموعة نفسها.
كما يأتي النعت كذلك (شبه جملة)، أي ظرفا، كما في المثالين الأول والثاني من أمثلة المجموعة الرابعة، أو جاراً ومجروراً، كما في المثالين الثالث والرابع من أمثلة تلك المجموعة كذلك.
غير أننا نلاحظ أن المنعوت في حالة النعت بالجملة أو شبه الجملة لا بد أن يكون نكرة، كما هو واضح في أمثلة المجموعتين الثالثة والرابعة ، لأنه إن كان ما قبل الجملة أو شبه الجملة معرفة، كانت الجملة وشبه الجملة حالين وليستا نعتين، فلو قلت مثلا: "سمعت عصفورا يغرد "، كانت جملة "يغرّد" صفة لعصفور، على عكس مما لو قلت: "سمعت العصفور يغرد" فإن الجملة نفسها تُعرب حالا من العصفور، لا نعتاً له.
القاعدة:
1- النعت هو ما دل على صفة في اسم قبله، أو في اسم له صلة بما قبله، فإن دل على صفة في اسم قبله، فهو"النعت الحقيقي"، وإن دلَّ على صفة فيما له صلة بما قبله، فهو "النعت السببي".
2- النعت الحقيقي يتبع منعوته في واحد من أربعة أشياء:
(أ) واحد من حالات الإعراب: الرفع والنصب والجر.
(ب) واحد من التعريف والتنكير.
(ج) واحد من الإفراد والتثنية والجمع.
(د) واحد من التذكير والتأنيث.
3- النعت السببي يكون مفرداً دائماً، ويتبع ما قبله في واحد من شيئين:
(أ) واحد من حالات الإعراب: الرفع والنصب والجر.
(ب) واحد من التعريف والتنكير.
كما يتبع ما بعده في التذكير والتأنيث.
4- يأتي النعت جملة اسمية أو فعلية، كما يأتي شبه جملة أي ظرفاً أو جارا ومجروراً، ويجب أن يكون المنعوت حينئذ نكرة.