(هـ) اسم التفضيل
الأمثلة:
1- {إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا}- {هُم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان}- {فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا}. {قل نار جهنم أشد حرّاً لو كانوا يفقهون}. {لأنتم أشد رهبةً في صورهم من الله}.
2- {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى}- {ولا تَهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلونَ إن كنتم مؤمنين}-{فأولئك لهم الدرجات العُلى} - {وجعل كلمة الذين كفروا السفلَى وكلمة الله هي العُليا}- {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون}.
3- {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}- "الكتب أحسن رفقاء- الموعظتان اللتان وعظني بهذا أبي وأمي أحسن موعظتين- العلوم التي تلقيناها في المدرسة أنفع علوم".
4- هذا الغلام أذكي الغلمان- {لتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدَنً أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى}- {ولتجدنهم أحرص الناس على حياة}- {وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي} - هذه الفتاة أصغر الطالبات سِنّاً أو صغرى الطالبات سِنّاً- المهذبات أفضل البنات أو فضليات البنات.
5- ما من أيام أحب إلى الله فيها الصوم منه في عشر ذي الحجة- أرأيت رجلا أشد في قلبه العطف منه في قلب أخي ؟– لا يكن غيرك أقرب إليه صنع المعروف منه إليك.
الإيضاح:
اسم التفضيل هو اسم مشتق يصاغ على وزن "أفعل" للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر في هذه الصفة، فلو قلت مثلا: "النيل أطول من الفرات"، كانت كلمة "أطول" دالة على أن النيل والفرات اشتركا في صفة واحدة هي الطول، غير أن النيل يزيد على الفرات فيه، ويسمى ما قبل اسم التفضيل "مفضلا"، وما بعده "مفضلا عليه".
ويصاغ اسم التفضيل من الأفعال التي يصاغ منها فعلا التعجب، وهي كل فعل متصرف، قابل للتفاوت، ثلاثي، تام، ليس على أفعل الذي مؤنثه فعلاء، مبني للمعلوم، مثبت، كما سبق أن عرفنا ذلك.
وما لا يتعجب منه البتة لا يصاغ منه اسم التفضيل كذلك، وهى الأفعال الجامدة أو التي لا تقبل التفاوت. كما يتوصل إلى التفضيل من الأفعال التي لم تستكمل الشروط بما يتوصل به في التعجب، وقد عرفنا طريقة ذلك من قبل، فكما تقول: "ما أشدّ استخراج على لعويص المسائل" تقول: "على أشد استخراجاً لعويص المسائل من خليل"، غير أن مصدر الفعل ينصب هنا على التمييز.
وإذا تأملت أمثلة المجموعات الأربع الأولى فيما سبق، عرفت أن اسم التفضيل له في الاستعمال أربع حالات: فهو إما أن يكون مجرّداً من (أل) والإضافة، أو يكون محلى بأل، أو مضافاً إلى نكرة أو مضافاً إلى معرفة.
فإن كان مجرّداً من (أل) والإضافة، فإنه يجب فيه الإفراد والتذكير، ويؤتى بعده بمن جارة للمفضل عليه، كما في أمثلة المجموعة الأولى. وأحياناً تحذف (من) مع المفضل عليه، إذا دل المقام على ذلك، كما في قوله تعالى: {قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون}، أي أشد حراً من أية نار.
وإن كان اسم التفضيل محلى بأل، وجبت فيه مطابقته للمفضل ولا يجوز أن يؤتى بعده بمن، كما في أمثلة المجموعة الثانية.
وإن أضيف اسم التفضيل إلى نكرة وجب فيه الإفراد والتذكير، كما يجب فيه مطابقة المضاف إليه للمفضل، ولا يؤتى معه بمن كذلك، ويتضح كل ذلك في أمثلة المجموعة الثالثة.
أما إن أضيف اسم التفضيل إلى معرفة، فإنه يجوز فيه الإفراد والتذكير (كالمجرد من أل والإضافة) أو مطابقته للمفضل (كالمحلى بأل) ولا يؤتى معه بمن كذلك، وهذا واضح في أمثلة المجموعة الرابعة.
أما عمل اسم التفضيل فإنه يرفع ضميراً مستتراً فيه هو فاعله، كما في أمثلة المجموعات الأربع الأولى كلها. ولا يرفع اسم التفضيل فاعلا ظاهراً إلا إذا صح أن يأتي في موضعه فعل بمعناه ، وذلك لا يكون إلا إذا وقع اسم التفضيل بعد نفي أو نهي أو استفهام، وكان مرفوعه أجنبياً مفضلا على نفسه باعتبارين، كما في أمثلة المجموعة الخامسة، ففي المثال الأول منها سُبق اسم التفضيل بنفي، وفى المثال الثاني
سُبق اسم التفضيل باستفهام، وفى المثال الثالث سُبق اسم التفضيل بنهي، كما أن مرفوعه في الأمثلة الثلاثة أجنبي، ويُقصد بذلك أنه لم يتصل بضمير يعود على الموصوف، وهذا المرفوع مفضل على نفسه باعتبارين، فإن معنى المثال الأول مثلا أن الصوم باعتبار أنه واقع في عشر ذي الحجة، أحب إلى الله من الصوم نفسه باعتبار كونه واقعاً في غير ذلك من الأيام.
القاعدة :
1- اسم التفضيل هو مشتق على وزن "أفعل" يدلُّ على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدها على الآخر فيها.
2- يصاغ اسم التفضيل مما يصاغ منه فعلا التعجب، وما لا يجوز التعجب
منه لا يأتي منه اسم التفضيل ، كما يتوصل إلى التفضيل مما لم يستوف
الشروط "بأشد" ونحوه، وينصب مصدر الفعل بعده على التمييز.
3- لاسم التفضيل في الاستعمال أربع حالات :
(أ) أن يكون مجرداً من (أل) والإضافة، ويجب فيه الإفراد والتذكير، ويؤتى بعده بمن جارة للمفضل عليه، ويجوز حذفها لقرينة.
(ب) أن يكون محلى بأل، ويجب مطابقته للمفضل، ولا يؤتى بعده بمن.
(ج) أن يكون مضافاً إلى نكرة، ويجب فيه الإفراد والتذكير، ومطابقة المضاف إليه للمفضل، ولا يؤتى بعده بمن.
(د) أن يكون مضافاً إلى معرفة، ويجوز فيه الإفراد والتذكير، أو مطابقة المفضل، ولا يؤتى بعده بمن.
4- يرفع اسم التفضيل ضميراً مستتراً على الفاعلية، ولا يرفع فاعلاً ظاهراً إلا إذا سبقه نفي أو نهي أو استفهام، وكان مرفوعه أجنبياً مفضلا على نفسه باعتبارين.