محطات في حياة الملك محمد الخامس
تدبير مؤامرة نفيه
نظرا للخطورة التي كان يشكلها المشروع الإصلاحي لمحمد الخامس، أخذ الاستعمار يضايقه في العديد من تحركاته. فقد تم منعه سنة 1934 من أداء الصلاة بالقرويين. كما منع من زيارة مدينة طنجة سنة 1947م.
وكان يستغل مختلف المناسبات للتعريف بقضيته العادلة والمطالبة بزوال الاستعمار، فقد ألقى كلمة ببلدية باريس في حفلة أقامها المارشال ليوطي، مذكرا بضرورة استقلال المغرب وسيادته.
وفي مؤتمر أنفا سنة 1943م، حاول استثمار مساهمة المغرب في الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء، فطالب فرنسا بإنجاز وعودها للمغرب.
وكرر ذلك في المهرجان العسكري الذي أقيم بالعاصمة الفرنسية سنة 1370هـ/1945م، والذي حضره بصفته رئيس دولة مساهمة في الحرب العالمية الثانية برجالها
وهكذا تم توظيف مختلف هذه الملتقيات لدعم القضية المغربية المصيرية، فطالب فرنسا بالوفاء بعهودها للمغرب، كما كرر ذلك في زيارته لتونس سنة 1368هـ/1949م.
وكانت زيارته التاريخية لطنجة سنة 1945 منعطفا مهما لتطلعات الأمة المغربية للحرية والاستقلال. وزاد الاستعمار في الضغط عليه سنة 1950. كما عمل على رأس الحركة الوطنية على رفع القضية المغربية إلى هيئة الأمم المتحدة بمساعدة الجامعة العربية سنة 1952م، فأصدرت هيئة الأمم المتحدة قرارا باختصاصها، ولم يلبث المغرب –بقيادة ملكه- أن تقدم إليها بطلب إنهاء عهد الحماية منددا باضطهاد فرنسا للشعب المغربي وملكه.
عندما بدأت السلطة الاستعمارية تحس بخطره على الوجود الفرنسي بالمغرب، وتأكدت من أن استمرار الحماية مرهون بخلع محمد الخامس عن العرش، طلب منه المقيم العام التنازل عن العرش فرفض. وفي 20 غشت 1953م أعلن المقيم عن خلعه ونفيه إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر. ونصبت السلطات الاستعمارية محمد بن عرفة بدلا عنه.
إنهاء الاستعمار وعودة محمد الخامس
وكان نفي محمد الخامس إيذانا بقرب نهاية الوجود الاستعماري بالمغرب. فقد اندلعت ثورة عارمة بقيادة الحركة الوطنية، شملت مختلف المناطق منددة بما أقدمت عليه سلطة الاحتلال. فتعزز جيش التحرير بجيش من المقاومين، ووطدت دعائم الثورة الشعبية العامة، فطالبت بضرورة عودة محمد الخامس، وإلغاء عقد الحماية.
وأمام هذا الإصرار على الاستقلال والوحدة، وأمام تصاعد موجات الغضب والاستنكار، أرغمت فرنسا على الاعتراف بحق المغرب في الاستقلال وفي استكمال وحدته الترابية. فعاد محمد الخامس إلى أرض الوطن حاملا معه وثيقة الاستقلال وذلك في 16 نوفمبر 1955. ووقع على هذه الوثيقة في 2 مارس 1956.
أنشطته خارج المغرب
لقد عمل محمد الخامس على مساندة الكفاح الجزائري سياسيا وعسكريا، وكان ضمن الأوائل الذين دعوا إلى إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، حيث وضع الميثاق الإفريقي في أول مؤتمر لها بالدار البيضاء سنة 1960..
وبفضل نضال هذا الملك نال المغرب استقلاله. فبدأ مسيرة التشييد والإنجاز، حيث بدأ ببناء أسس هياكل دولة مغربية معاصرة، وأرسى دعائم وأسس النظام الملكي الدستوري. ووضع دستورا للبلاد. وشكل أول حكومة وطنية ائتلافية على أساس تعدد الأحزاب. وأحدث جيشا منظما. كما سعى إلى تجديد الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ودشن الإصلاح الزراعي..
وهكذا خاض محمد الخامس كفاحا طويلا ضد مخلفات الاستعمار إلى أن وافته المنية في 10 رمضان 1381هـ/26 فبراير 1961م. فبايعت الأمة ولي عهده جلالة الملك الحسن الثاني.
تدبير مؤامرة نفيه
نظرا للخطورة التي كان يشكلها المشروع الإصلاحي لمحمد الخامس، أخذ الاستعمار يضايقه في العديد من تحركاته. فقد تم منعه سنة 1934 من أداء الصلاة بالقرويين. كما منع من زيارة مدينة طنجة سنة 1947م.
وكان يستغل مختلف المناسبات للتعريف بقضيته العادلة والمطالبة بزوال الاستعمار، فقد ألقى كلمة ببلدية باريس في حفلة أقامها المارشال ليوطي، مذكرا بضرورة استقلال المغرب وسيادته.
وفي مؤتمر أنفا سنة 1943م، حاول استثمار مساهمة المغرب في الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء، فطالب فرنسا بإنجاز وعودها للمغرب.
وكرر ذلك في المهرجان العسكري الذي أقيم بالعاصمة الفرنسية سنة 1370هـ/1945م، والذي حضره بصفته رئيس دولة مساهمة في الحرب العالمية الثانية برجالها
وهكذا تم توظيف مختلف هذه الملتقيات لدعم القضية المغربية المصيرية، فطالب فرنسا بالوفاء بعهودها للمغرب، كما كرر ذلك في زيارته لتونس سنة 1368هـ/1949م.
وكانت زيارته التاريخية لطنجة سنة 1945 منعطفا مهما لتطلعات الأمة المغربية للحرية والاستقلال. وزاد الاستعمار في الضغط عليه سنة 1950. كما عمل على رأس الحركة الوطنية على رفع القضية المغربية إلى هيئة الأمم المتحدة بمساعدة الجامعة العربية سنة 1952م، فأصدرت هيئة الأمم المتحدة قرارا باختصاصها، ولم يلبث المغرب –بقيادة ملكه- أن تقدم إليها بطلب إنهاء عهد الحماية منددا باضطهاد فرنسا للشعب المغربي وملكه.
عندما بدأت السلطة الاستعمارية تحس بخطره على الوجود الفرنسي بالمغرب، وتأكدت من أن استمرار الحماية مرهون بخلع محمد الخامس عن العرش، طلب منه المقيم العام التنازل عن العرش فرفض. وفي 20 غشت 1953م أعلن المقيم عن خلعه ونفيه إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر. ونصبت السلطات الاستعمارية محمد بن عرفة بدلا عنه.
إنهاء الاستعمار وعودة محمد الخامس
وكان نفي محمد الخامس إيذانا بقرب نهاية الوجود الاستعماري بالمغرب. فقد اندلعت ثورة عارمة بقيادة الحركة الوطنية، شملت مختلف المناطق منددة بما أقدمت عليه سلطة الاحتلال. فتعزز جيش التحرير بجيش من المقاومين، ووطدت دعائم الثورة الشعبية العامة، فطالبت بضرورة عودة محمد الخامس، وإلغاء عقد الحماية.
وأمام هذا الإصرار على الاستقلال والوحدة، وأمام تصاعد موجات الغضب والاستنكار، أرغمت فرنسا على الاعتراف بحق المغرب في الاستقلال وفي استكمال وحدته الترابية. فعاد محمد الخامس إلى أرض الوطن حاملا معه وثيقة الاستقلال وذلك في 16 نوفمبر 1955. ووقع على هذه الوثيقة في 2 مارس 1956.
أنشطته خارج المغرب
لقد عمل محمد الخامس على مساندة الكفاح الجزائري سياسيا وعسكريا، وكان ضمن الأوائل الذين دعوا إلى إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، حيث وضع الميثاق الإفريقي في أول مؤتمر لها بالدار البيضاء سنة 1960..
وبفضل نضال هذا الملك نال المغرب استقلاله. فبدأ مسيرة التشييد والإنجاز، حيث بدأ ببناء أسس هياكل دولة مغربية معاصرة، وأرسى دعائم وأسس النظام الملكي الدستوري. ووضع دستورا للبلاد. وشكل أول حكومة وطنية ائتلافية على أساس تعدد الأحزاب. وأحدث جيشا منظما. كما سعى إلى تجديد الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ودشن الإصلاح الزراعي..
وهكذا خاض محمد الخامس كفاحا طويلا ضد مخلفات الاستعمار إلى أن وافته المنية في 10 رمضان 1381هـ/26 فبراير 1961م. فبايعت الأمة ولي عهده جلالة الملك الحسن الثاني.