السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في يوم من الايام وتحديداً الجمعة كنت ساهراً مع أخي الكبير مع أصدقائنا , كنا كالعادة نقرأ القرآن وبعدها نلعب وندردش في عدة مواضيع
رياضية أو ثقافية أو أي موضوع آخر, انتهت السهرة وحان وقت ذهابنا , فذهبت وركبت معه في السيارة وكنا نسير بها بأمان من الله ,وفجأة دون سابق انذار ونحن نسير تحت الجسر
نتفاجئ بحجرة تقف بطريقنا, وعندما اقتربنا منها وقف اخي خوفاً من ان يصطدم بذك الحجر ,ولكن بسبب عتمة الليل ظننا أنه حجر ولكن كان شخصاً مستلقياً على الأرض , صدمته سيارة من قبلنا,
أو وقع من الجسر لا نعلم ولكن المهم أنه انسان وكانت الدماء تنزف منه بشدة كبيرة , وبسرعة فائقة حملنا ذلك الرجل أنا واخي ,ووضعناه في السيارة ومباشرةً قمنا بإسعافه للمشفى,
وهناك تم اتخاذ الاجرائات اللازمة والاتصال بالشرطة لمعرفة هوية ماحصل, ومن هنا بدأت المشكلة الكبيرة , وصل رجال الشرطة وجاء المحقق وسألنا مالذي حدث؟
فأجابه أخي: كنا نسير بالسيارة فتفاجئنا بوجوده على الارض فقمنا بإسعافه وقمت أتا ايضاً بإجابته نفس الاجابة , ولكن المصيبة أنه لم يصدقنا وقال لنا:
أنتم من ضربتوه بسيارتكم وأسعفتموه والآن تدعون أنكم رأيتموه مستلقياً على الأرض وأسعفتموه, وبقينا نتكلم معه كثيراً ولكنّه لم يصدّقنا وقال : يجب أن نسأل ذلك الشخص ( الضحية) والمشكلة أنّ ذلك الشخص بين الحياة والموت , فإن عاش سيتكلّم الحقيقة وإن مات سيقضي أخي عمره في السجن بتهمة باطلة, فقال المحقق لأخي ستبقى أنت في السجن ريثما تصحوا الضحيّة وإن مات فحظّك سيئ للغاية , فردّ عليه أخي :حسبي الله ونعم والوكيل , ودخل أخي السجن وبدأت أنا بالاطمئنان على ذلك المريض في اول يومين بإحضار كل مايلزمه, وبعد ذلك تمّ العثور على أهله, أخبرتهم بما حصل واستطعتوا اقناعهم عن التنازل عن حقهم ,والحمد لله ذهبوا معي وتنازلوا عنه ولكن ضابط الأمن رفض الإفراج عنه وقال: ولا يمكن أن يخرج من السجن إلا إن استيقظ الضحية وتكلّم عن ماحدث بالتفصيل,
جلست وحيداً في المشفى أنتظر متى سيستيقظ ,ولم اخبر أهلي بما حصل لأني قلت لهم أن اخي اضطر للسفر مع أصدقائه لكي يتم أمر خدمته العسكرية في العاصمة, وكان أخي يكلّم أمي وأبي عن طريق حارس السجن الذي كان يقبض المال مقابل كل اتصال, ولكن المهم ان لايقلق الاهل عليه
وبعد مرور 10 ايام عن الحادثة الحمد لله استيقظ ذلك الشخص وكانت صحته جيدّة والحمد لله, وأخبرهم بالحقيقة وقام بشكري عما فعلناه لأجله ,وفي نفس اليوم خرج أخي من السجن بعد أن اعتذر منه المحقق بحجة الحق العام وكي لا تضيع حقوق البشر,
وبعد ذلك اخبرنا أمي وأبي بما حدث, وزرنا جميعاً المريض, فقام بشكر أخي ايضاً والاعتذار منه عما حصل بسببه ولكن لم يكن هو السبب بل النظام الذي أصبح يجعل الانسان يهرب من عمل الخير لكي لا يدخل السجن ويبتعد عن ال س وال ج .
انتهى
لا يضيع حق وراءه مطالب
قال الله في كتابه العزيز:
بسم الله الرحمن الرحيم
ظهر الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا
صدق الله العظيم