تجارب عالمية رائدة في التعليم
أولا: تجربة اليابان في التعليم. تفخر اليابان أن نسبة الأمية فيها (0.0%)، والتي أعلنت أنه بعد عام 2000م يعتبر الشخص الذي لا يُجيد لغة أجنبية ولا يستطيع التعامل مع الكمبيوتر في عداد الأميين، إذ يتعلم الأطفال في المرحلة الابتدائية المواد الأساسية الضرورية للحياة اليومية في المجتمع، وفي المرحلة المتوسطة يتلقون تعليمهم ليكونوا مؤسسين وفاعلين في المجتمع والدولة، فيتهيؤون ليختاروا طريقهم في المستقبل حيث يتعلمون المهارات والمعارف الأساسية ليتمكنوا من إدراك واستيعاب الأعمال والوظائف المختلفة الضرورية في المجتمع، أما بالنسبة للمرحلة الثانوية، فيتقدم إليها خريجو التعليم المتوسط الإلزامي وذلك بعد اجتياز اختبارات القبول لإحدى المدارس الثانوية التي يرغب التلميذ في الالتحاق بها، وفي هذه المرحلة يتعلم الطلاب المهارات والمواد الدراسية والمعلومات المختلفة التي تُمكنهم من خدمة المجتمع وتأدية الدور والرسالة التي يجب تقديمها للمجتمع والدولة، أما بالنسبة للجامعات فيتقدم إليها خريجو الثانوية بعد اجتياز اختبارات القبول للجامعة التي يريد الطالب الالتحاق بها، وتقوم بتطوير قدرات الطلاب التطبيقية والمعارف والتربية الأخلاقية أيضًا، حيث يتلقى الطلاب المعارف المختلفة ويقومون أيضًا بالأبحاث المتنوعة لأن الجامعة هيئة أبحاث وليست هيئة تعليمية فقط، أما أهم ملامح وخصائص نظام التعليم الياباني، فهي كما يلي:
(1) المركزية واللامركزية في التعليم. لتوفير المساواة في التعليم ونوعيته لمختلف فئات الشعب على مستوى الدولة، تزويد كل طفل بأساس معرفي واحد، بحيث تقوم بغرس المعرفة التي ساعدتها للتحول من دولة إقطاعية إلى دولة حديثة، من دولة مُنْهكة تتلقى المساعدات إلى دولة اقتصادية كبرى تُقدم المساعدات لمختلف الدول النامية في العالم.
(2) روح الجماعة والعمل الجماعي والنظام والمسؤولية. يركز النظام الياباني للتعليم على تنمية الشعور بالجماعة والمسؤولية لدى الطلاب تجاه المجتمع بادئًا بالبيئة المدرسية المحيطة بهم، بالمحافظة على المباني الدراسية والأدوات التعليمية والأثاث المدرسي وغير ذلك، ولا يوجد عمال نظافة إذ يقوم التلميذ عند نهاية اليوم الدراسي بكل ما يتعلق بنظافة المدرسة، كذلك بتقسيم أنفسهم عند تناول وجبة الطعام في المدرسة بخدمة أنفسهم، أما على الصعيد العلمي والتحصيل فتناقش باستخدام المجموعات الدراسية، كما يتم في وقت غياب المدرس بتهيئة الفصل وتنظيمه وحل مشكلاته بما فيها مشاكل التلاميذ بين بعضهم بعضًا، وفي نهاية اليوم الدراسي بعقد جلسة جماعية حيث يجتمعون ويسألون أنفسهم فيما إذا كانوا قد أتموا عملهم اليوم على أكمل وجه أم لا؟ أم أن هناك قصورًا فيما قاموا به من أعمال؟ أو هل كانت هناك مشاكل ما؟ وبلا شك إن هذه الطريقة في التعليم تستهدف روح الجماعة وتحمُّل المسؤولية والالتزام والقيادة، كما تشكل أيضًا قوة نفسية رادعة لكبح جماح السلوكيات الاجتماعية غير اللائقة تجاه المجتمع.
(3) الجد والاجتهاد أهم من الموهبة والذكاء. فكل شخص يستطيع استيعاب ودراسة أي شيء وفي أي مجال وتحقيق قدر كبير من النجاح فيه من خلال بذل الجهد، لذلك يستطيع الطالب أن يدرس أي مقرر دراسي حتى ولو كان لا يتناسب مع ميوله طالما توفرت العزيمة على بذل الجهد والمثابرة، فالنجاح والتفوق لا يتحددان باختلاف الموهبة والذكاء ولكن بالاختلاف في بذل الجهد، إذ لا يستطيعوا الوصول إلى وظيفة مرموقة دون الاجتهاد وبذل الجهد والمثابرة للقبول بمدرسة ثانوية مرموقة ومميزة ومن ثم جامعة مرموقة أيضًا، فاختبارات اجتياز كل مرحلة الى الأعلى غاية في الصعوبة، فالمقولة اليابانية الشهيرة (أربع ساعات نجاح، خمس ساعات رسوب)، أي (أربع ساعات نوم تعني النجاح بينما خمس ساعات نوم تعني الرسوب).
(4) الكم المعرفي وثقل العبء الدراسي. يعتبر عدد الأيام الدراسية وعدد الساعات في السنة أطول عددًا مقارنة بأي دولة أخرى، حيث يبدأ اليوم الدراسي عادة للطلاب من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة الرابعة تقريبًا، أما المعلمون فعملهم حتى الساعة الخامسة ولكنهم يظلون في عملهم حتى السادسة والسابعة مساء. وعلاوة على ذلك يقوم طلاب المدارس بالذهاب إلى المدرسة أثناء العطلة الصيفية لبعض الأيام تبعًا لبرنامج محدد مسبقًا، بالإضافة إلى تكليفهم بالقيام بواجبات ومشروعات تتطلب منهم جهدًا ليس بالقليل أثناء العطلة، كما يمارسون طوال العطلة نشاطات رياضية مثل السباحة وغيرها بالمدرسة بشكل منتظم حسب برنامج العطلة المحدد مسبقًا من قبل المدرسة، ويقال أن مستوى التلميذ الياباني في سن الثانية عشرة يعادل مستوى الطالب في سن الخامسة عشرة في الدول المتقدمة، وهذا يدل على الرقي النوعي للتعليم في اليابان، وتبعًا لإحصائيتين أجرتهما �المؤسسة العالمية من أجل تقويم التحصيل التعليمي� لاختبار مدى الاستيعاب في مجال العلوم والرياضيات، حصل تلاميذ المدارس الابتدائية اليابانية على أعلى النقاط من بين تلاميذ المدارس الأجنبية الأخرى، كما جاءت نتيجة طلاب الثانوية اليابانيين من أعلى الدرجات أيضًا.
(5) الحماس الشديد من الطلاب وأولياء الأمور للتعليم وارتفاع المكانة المرموقة للمعلم. يأتي الحماس الزائد للطالب الياباني من عوامل كثيرة مثل طبيعة الشخصية اليابانية الفضولية التي تبحث عن الجديد دائمًا، وكذلك خبرة اليابانيين في استقبال الكثير من الثقافات المختلفة وتطويعها لثقافتهم، إذ أن اختيار كبار موظفي الدولة يعتمد على أساس ما يتمتعون به من معارف، لذلك كانت الحاجة لمختلف الكفاءات من مختلف فئات وطبقات الشعب الذين أقبلوا على التعليم والارتقاء العلمي، كما أن المعلمون يحظون باحترام وتقدير ومكانة اجتماعية مرموقة، تتضح من خلال النظرة الاجتماعية المرموقة لهم، والمرتبات المغرية التي توفر لهم حياة مستقرة كريمة ويتساوى في ذلك المعلمون والمعلمات، كذلك من التهافت على شغل هذه الوظيفة المرموقة في المجتمع، إذ لا يحصلون على هذه الوظيفة إلا بعد اجتياز اختبارات قبول شاقة تحريرية وشفوية.
ثانيا: تجربة سنغافورة في التعليم. اعتنت الحكومة السنغافورية عناية بالغة بالتعليم باعتباره ركيزة أساسية للنجاح والتفوق، وخصصت له خمس ميزانية الدولة، وقد لفت النظام التعليمي السنغافوري الأنظار بعد أن نجح طلابهم في تحقيق مراكز متقدمة جداً في مسابقات الرياضيات العالمية، وخاصة أنهم حققوا المركز الأول للأعوام 1995، 1999، 2003 في مسابقة (TIMSS) العالمية للرياضيات والعلوم، حفزت هذه النتائج دولاً عديدة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة أسرار تفوق الطلاب السنغافوريين في الرياضيات للاستفادة من تلك التجربة في تصميم المناهج، وتطوير طرق التدريس، وإعداد المعلمين المتمكنين الذين يسهمون في صقل المواهب وتنمية العقول،(*)، أما بالنسبة للتعليم الجامعي فيوجد في سنغافورة أربع جامعات رئيسة تستخدم اللغة الإنجليزية في تدريس جميع تخصصاتها، أحدها تهتم بتعليم الكبار والعاملين في المهن المختلفة لتطوير مهارات الوظيفية والعملية، حيث تبوأت مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية، كما أن عدد الطلاب الذين ينضمون إلى الجامعات السنغافورية للحصول على شهادة جامعية يترواح من (20-25%) من إجمالي عدد الطلاب في مرحلة الدراسة ما قبل الجامعية وهم نخبة الطلاب، بينما يتجه حوالي (40%) من الطلاب في تلك المرحلة إلى التعليم الفني للحصول على دبلومات مهنية، والبقية يلتحقون بسوق العمل ويسعون إلى تنمية مهاراتهم وخبراتهم من خلال التدريب المستمر،
ثالثا: تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في التعليم.
(1) مر التعليم الأمريكي في عدة منعطفات حادة، أولها عام 1957هـ بعد إطلاق القمر الصناعي الروسي، والتي أكدت على ضرورة النظر في البرامج التعليمية ورفع مستوى العلوم التطبيقية، جاء المنعطف الثاني عندما صدر تقرير "أمة في خطر" (1)نتيجة لعدم قناعته بما يقدمه التعليم الثانوي الأمريكي من مخرجات، فأدى إلى فقدان قدرة التنافس في الاقتصاد العالمي بسبب تدني أداء النظام التعليمي مقارنة بالدول الصناعية، وتضمن التقرير تعزيز متطلبات التخرج في المرحلة الثانوية، والعمل على تنمية القدرات العقلية والفكرية لدى الطلاب لتمكينه من القيام بعمل منتج في ظل نظام اقتصادي حديث ومتطور، وأن يكتسب كل طالب أمريكي المهارات الضرورية للتنافس العلمي وممارسة الحقوق والواجبات، إذ ارتكزت أهداف المدرسة الثانوية على: القدرة على التفكير، الإعداد للحياة، تنمية القدرة على التعامل مع المعلومات، اختيار البدائل وحل المشكلات، اكتساب المعارف والمهارات المطلوبة في سوق العمل، والعادات والاتجاهات السليمة.
(2) انطلقت الولايات المتحدة الأمريكية في بداية القرن 21th من أربعة أهداف: لماذا مهارات القرن 21th؟، وما هي مهارات 21th؟، وكيف يمكن بناء برامج ناجحة للتنمية المهنية؟، وقصص النجاح، وانطلق ذلك من أن المدارس لا زالت عالقة في القرن العشرين، وقد هرع الطلاب إلى القرن 21th، فكيف يمكن توفير التعليم الذي يتصل بمعطيات هذا القرن؟، وانطلقت تحت شعار "إذا كان التغير الذي تحدثه جيد، فأنت في المقدمة" “Change Is Good-You Go First”.
(3) بدأت مطلقاتها من المنهاج، وأكدت حاجاتها إلى توفير المناهج الدراسية التي تستطيع أن تنجز ثلاثة أهداف رئيسية هي: أولهما استخدام التقنية بشكل شامل لتطوير كفاءة مهارات القرن 21th بحيث تعلم كيفية إعداد طلابنا ليكونوا ناجحين في عالم تنافسي، وتشمل طرق إعداد الطلاب ليكونوا مستعدين للنجاح في الحياة العملية في المؤسسات وأماكن العمل المختلفة، والتي يتزايد قيمة الأفراد فيها بمدى قدرتهم على استخدام معارفهم في عمليات الاتصال والتعاون والتحليل والابتكار وحل المشكلات، ثانيهما استخدام التقنية بشكل شامل لخلق تعليم قوي تدعم النظم، بحيث تستدعي ضرورة تدريب المعلمين والإداريين كيفية استخدام توظيف الأدوات لإتقان مهارات القرن 21th بأنفسهم، طلاب مشاريع بحيث تمكن الطلاب والطاقم الإداري التحويل في المعايير والتقييمات، والمناهج الدراسية والتعليم، والتنمية المهنية ، وبيئات التعلم، والإدارة، أما ثالثهما فاستخدام تقنية مبتكرة شاملة لدعم التعليم والتعلم، تقدم عروض ذات قيمة عالية، ذات الصلة، وإعطاء الفرص للطلاب للتعلم وتطبيق معارفهم ومهاراتهم في طرق مفيدة، تحكي قصة رقمية تسمح بدعم الطلاب للتمكن من المهارات الرقمية الجديدة، القائمة على البحث والنهج والممارسات الواعدة في التعليم والتعلم.(2)
(4) يعمد أصحاب العمل البحث عن الخريجين، بحيث يكون التحصيل الدراسي أحد المحاور وليس جميعها، إذ أورد أصحاب العمل مجموعة من المهارات الأساسية التي تضمن النجاح، وهي: فريق العمل، التكيف، القراءة والكتابة والحساب، إدارة الوقت والتنظيم، الاتصال الشفوي والكتابي، حل المشاكل بطرق ابتكارية، المبادرات والمشاريع، التفكير التحليلي، القدرة على تطبيق الانضباط المعارف والمفاهيم، جمع المعلومات، وتقييم وتوليف الاستخبارات العاطفية، مهارات التعامل
أسلوب حياة متوازنة والقدرة على إدارة مستويات التوتر، مشاركة المجتمع المحلي
الصفات الشخصية مثل الطموح، والوعي الذاتي.
(5) لذلك انطلقت للقرن 21th من خلال مجموعة من المهارات، نردها كما يلي:
(أ) المسئولية والقدرة على التكيف. يقصد بها ممارسة المسئولية الشخصية والمرونة على مستوى السياقات الشخصية والمتعلقة بمكان العمل والمجتمع، ووضع الأهداف والمعايير العالية لنا ولغيرنا وتحقيقها، وتقبل الغموض.
(ب) مهارات الاتصال. قصد بها فهم وإدارة وإنشاء اتصال شفهي وكتابي ومتعدد الوسائط يتميز بالفاعلية على هيئة أشكال متعددة وفي سياقات متعددة.
(جـ) الإبداع والتطلع الفكري. يقصد به وضع أفكار جديدة وتطبيقها وتوصيلها إلى الآخرين؛ والانفتاح على وجهات النظر الجديدة والمتنوعة والتجاوب معها.
(د) التفكير النقدي والتفكير المنظومي. يقصد به ممارسة التفكير المنطقي السليم في فهم الخيارات المعقدة واتخاذها وفهم الصلات البينية بين الأنظمة.
(هـ) مهارات المعرفة الخاصة بالمعلومات والوسائط. يقصد بها تحليل المعلومات والوصول إليها وإدارتها ودمجها وتقييمها وإنشائها في هيئة صور مختلفة من الأشكال والوسائط.
(و) مهارات التعامل والتعاون مع الآخرين. يقصد بها إبراز روح العمل الجماعي والقيادة، والتكيف مع مختلف الأدوار والمسئوليات، والعمل بشكل مثمر مع الآخرين، وإظهار التعاطف، واحترام وجهات النظر المختلفة.
(ز) التوجيه الذاتي. يقصد به رصد الاحتياجات الشخصية الخاصة بالفهم والتعلم، وتحديد المصادر المناسبة، والانتقال بالتعلم من مجال لآخر.
(ح ) المسئولية الاجتماعية. يقصد بها تحمل المسئولية مع مراعاة مصالح المجتمع بشكل عام؛ وإظهار السلوك الأخلاقي في كافة السياقات الشخصية والخاصة بمكان العمل والمجتمع.
د. تجربة المملكة العربية السعودية الحالية في تطوير التعليم. سيتم الحديث عن التجربة السعودية في التعليم ضمن محاور التطوير التالية:
(1) المشروع الشامل لتطوير المناهج.
(أ) مشروع وطني يهدف إلى تطوير جميع عناصر المنهج وفق أحدث النظريات والأساليب التربوية والعلمية المعاصرة، وتتولى وزارة التربية والتعليم بالاشتراك مع بيوت الخبرة والمؤسسات التعليمية والأكاديمية الوطنية الحكومية والأهلية عمليات تخطيطه وتنفيذه و تقويمه، يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم من خلال إجراء تطوير نوعي وشامل في المناهج ليستطيع بكل كفاية واقتدار مواكبة الوتيرة السريعة للتطورات المحلية و العالمية، وتوفير وسيلة فعالة لتحقيق أهداف سياسة التعليم على نحو تكاملي عن طريق الآتي:
1.تضمين المناهج القيم الإسلامية والمعارف والمهارات والاتجاهات الإيجابية اللازمة للتعلم وللمواطنة الصالحة والعمل المنتج والمشاركة الفاعلة في تحقيق برامج التنمية والمحافظة على الأمن والسلامة والبيئة والصحة وحقوق الإنسان.
2.تضمين المناهج التوجهات الايجابية الحديثة في بناء المناهج مثل مهارات التفكير ومهارات حل المشكلات ومهارات التعلم الذاتي والتعلم التعاوني والتواصل الجيد مع مصادر المعرفة.
3.رفع مستوى التعليم الأساسي الابتدائي والمتوسط وتوجيهه نحو إكساب الفرد الكفايات اللازمة له في حياته الاجتماعية والدراسية والعلمية.
4.تنمية المهارات الأدائية من خلال التركيز على التعلم من خلال العمل والممارسة الفعلية للأنشطة.
5.إيجاد تفاعل واع مع التطورات التقنية المعاصرة وبخاصة التفجر المعرفي والثورة المعلوماتية.
6.تحقيق التكامل بين المواد الدراسية عبر المراحل المختلفة.
7.إتاحة الفرصة للطلاب لاختيار الأنشطة المناسبة لقدراتهم وميولهم وحاجاتهم في حدود الإمكان.
8.ربط المعلومات والتعلم بالحياة العملية والتقنية المعاصرة من خلال التركيز على الأمثلة العملية المستمدة من الحياة الواقعية.
(ب) أما العمليات الأساسية للمشروع فهي: تحديد أسس بناء المنهج، بناء الإطار العام للمنهج، بناء وثائق المناهج التعليمية التخصصية، بناء أدلة تربوية معيارية، تأليف المواد التعليمية وفق معايير الجودة، دمج التقنية والمفاهيم التربوية الحديثة في التعليم، والتجريب والتقويم والتطوير.
(2) نظام المقررات.
(أ) يهدف نظام المقررات للتعليم الثانوي إلى تحقيق مرامي سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية من التعليم الثانوي، مثل: تعزيز العقيدة الإسلامية وقيم المواطنة والقيم الاجتماعية ، وتنمية شخصية الطالب والطالبة شمولياً، وتنمية قدرتهم على اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلهم، مما يعمق ثقتهم في أنفسهم، ويزيد إقبالهم على المدرسة والتعليم، طالما أنهم يدرسون بناءً على اختيارهم ووفق قدراتهم، وفي المدرسة التي يريدون، وتجويد مخرجات التعليم من خلال تعويد الطلاب/الطالبات الجدية والمواظبة والحرص على المستوى التحصيلي والسلوكي، وإكسابهم المهارات الأساسية التي تساعدهم مستقبلاً في التهيئة لمتطلبات العمل والحياة، وتطوير مهاراتهم في التعامل مع التقنية و مصادر المعلومات، وتنمية المهارات الحياتية مثل: التعلم الذاتي ومهارات التفكير المختلفة ومهارات التعاون والتواصل والعمل ضمن فرق والتفاعل مع الآخرين والحوار والمناقشة وقبول الرأي والرأي الآخر، في إطار من القيم المشتركة والمصالح العليا للمجتمع والوطن.
(ب) يقوم النظام الثانوي الجديد على عدد من المبادئ الأساسية هي: الاختيار (يقوم على عرض خطة دراسية توزع على شكل وحدات دراسية، بحيث يختار الطالب أو الطالبة في كل فصل دراسي سبع وحدات على الأكثر، وهناك عدد من المواد الاختيارية التي تثري دراسة الطلاب والطالبات، وتصقل شخصيتهم، وتساعدهم على إبراز طاقاتهم وميولهم ومواهبهم)، المرونة (تتمثل فيما يتيحه النظام للطلبة من تحديد لعدد الساعات التي يدرسها في الفصل الدراسي الواحد و تحديد الفصل الدراسي لدراسة مقرر معين بحسب قدراتهم في حدود ما تتيحه المدرسة)، الإرشاد الأكاديمي (حق الطلبة بمساعدتهم على معرفة القدرات والميول واختيار التخصص ورسم خطته الدراسية)، التقويم ( يعتمد نظام التقويم على فك الارتباط الأفقي بين المواد الدراسية إذ يسمح للطلبة بدراسة مواد جديدة ودراسة المادة أو المواد التي رسب فيها في فصل دراسي لاحق)، والمعدل التراكمي (يقوم نظام التقويم على المعدل التراكمي الذي يحتسب في ضوء المعدلات الفصلية على أن يجتاز الطالب أو الطالبة المواد التي حقق فيها الدرجة الصغرى للنجاح (50% ) من الدرجة النهائية).
(3) مشروع الملك عبدالله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام (تطوير).
(أ) يأتي المشروع استجابة لتوجيه القيادة السياسية العليا، ولبنة من لبنات الإصلاح التعليمي، مستهدفاً تحسين أداء عناصر العملية التربوية والتعليمية، لتكون مؤهلة لإعداد الجيل الصالح الفاعل المساهم في تنمية الوطن والمجتمع، وتمثل الأهداف الإستراتيجية للـمشروع مطالب جوهرية تلتقي عندها برامجه الأربعة، وهذه الأهداف الإستراتيجية: تطوير المناهج التعليمية بمفهومها الشامل وتمكينها من الاستجابة للتطورات العلمية والتقنية الحديثة ومن تلبية الحاجات القيمية والمعرفية والمهنية والنفسية والبدنية والعقلية والمعيشية لدى الطلاب والطالبات، إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات وتهيئتهم لأداء مهماتهم التربوية والتعليمية بما يحقق أهداف المناهج التعليمية المتطورة، تحسين البيئة التعليمية وتهيئتها لإدماج التقنية والنموذج الرقمي للمنهج من أجل تحقيق مستوى أعلى من التحصيل والتدريب، وتعزيز القدرات الذاتية والمهارية والإبداعية وتنمية المواهب والهوايات وإشباع الرغبات النفسية وتعميق المفاهيم والروابط الوطنية والاجتماعية لدى الطلاب والطالبات من خلال الأنشطة غير الصفية بمختلف أنواعها.
(ب) يتكون المشروع من أربعة برامج رئيسية، وهي: برنامج إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات (يهدف إلى رفع كفايات المعلمين والمعلمات التعليمية وقدراتهم المهنية في ضوء التغيرات المعاصرة، القضاء على أمية الحاسب الآلي، تذليل العقبات الإدارية والمالية، توفير حقائب تدريبية تفاعلية غنية بالمعلومات ذات وسائط متعددة، تأهيل مدربين فاعلين لإدارة العملية التدريبية)، برنامج تطوير المناهج التعليمية (يهدف إلى أولاً: تطوير نوعي في مناهج التعليم بما يخدم المجالات التالية: تنمية شخصيات المتعلمين والمتعلمات العلمية والعملية ومهارات التفكير، توفير التعليم بما يتناسب مع قدراتهم، الموازنة بين المعارف المقدمة وحاجاتهم، ترجمة المحتوى المعرفي بمهارات حياتية تسهم في حل المشكلات، العناية بتكامل المعرفة والتفاعل التعليمي والتعامل مع متغيرات العصر وفق رؤية شرعية ووطنية متزنة، ثانياً: استثمار الخبرات العالمية في بناء المناهج، ثالثا: بناء خبرات وطنية في مجالات صناعة المنهج، رابعا: تحقيق نقلة نوعية في إعداد الكتاب المدرسي والمواد المصاحبة، خامسا: تحقيق الرقمية في المناهج ودمج التقنية في التعليم)، برنامج تحسين البيئة التعليمية (يهدف إلى: تحسين بيئة التعليم والتعلم وزيادة فاعليتها، سد حاجة البيئة التعليمية- التقنية عن طريق توفير المتطلبات اللازمة في البيئة المدرسية، توظيف تقنية المعلومات ودمجها في التعليم، وتنويع مصادر التعلم في الفصل الدراسي)، وبرنامج دعم النشاط غير الصفي (يهدف إلى: البناء السليم المتكامل لشخصية الطلبة في مجتمع عربي مسلم، إثارة التنافس الإيجابي بينهم في مجالات الإبداع المختلفة وعلى كافة المستويات، تنمية قدراتهم على تحمل المسؤوليات، صقل مواهبهم وإتاحة فرص المشاركة الجماعية، رفع مستوى وعيهم الثقافي والصحي والرياضي، تطوير مهاراتهم في استخدام الحاسب والإنترنت، إيجاد أنماط الشخصية المبدعة وتحفزيها، تربية وتعزيز ملكة التذوق الفني لديهم وإثراء الاتجاه الثقافي نحو الفنون العربية والإسلامية والعالمية، ترسيخ مبدأ التنمية الثقافية الشاملة لديهم، والتأكيد على غرس روح الانتماء وحب الوطن في نفوسهم).
(4) برنامج السنة التحضيرية في جامعة الملك سعود.
(أ) أعد برنامج السنة التحضيرية بدءً من العام الدراسي 1428هـ، من منطلق استشعار جامعة الملك سعود مسئوليتها الكبيرة نحو تأهيل خريجيها التأهيل العلمي والمهاري المتميزين، بسبب النقص الذي وجدته في مهارات التواصل ومهارات تطوير الذات، ولتقينها أن من أهم عوامل النجاح في الجامعات المتميزة قدرتها على تأهيل طلابها بعد تخرجهم من الثانويات ليكونوا قادرين على الاندماج في البيئة الجامعية بشكل منظم يجنبهم سلبيات النقلة الكبيرة في العملية التعليمية بين المرحلتين، لذلك ولتحقيق أهداف الخطة الإستراتيجية للجامعة، فقد تعاقدت الجامعة مع عدد من المؤسسات التعليمية العالمية ذات الخبرة الأكاديمية الطويلة، في تدريس المواد المقررة، كذلك توفير الأجواء التعليمية المبتكرة والممتعة لتناسب نفسية الطالب وتحثه على الإبداع.
(ب) أما أهدافها تتبلور في ترسيخ مبادئ الانضباط و الالتزام و الشعور بالمسؤولية لدى الطلاب، وتعزيز المهارات القيادية للطلاب و ثقتهم بأنفسهم وزرع روح المبادرة، وتطوير مهارات الطلاب في اللغة الانجليزية وتقنية المعلومات والرياضيات ومهارات الاتصال و التعليم والتفكير و البحث، وتشجيع الابتكار والإبداع و تطوير الذات، وإعداد الطلاب لتحقيق معدلات دراسية أعلى واستثمار الحياة الجامعية بشكل أفضل، وتعويد الطلاب على البيئة المعرفية والتعلم الإلكتروني، وتحسين مخرجات التعليم الجامعي لينافس الخريجون على الوظائف النوعية وليسهموا بفاعلية في التنمية الوطنية، وتحسين الوعي الصحي واللياقة البدنية للطلاب.
(جـ) السنة التحضيرية هي سنة تدخل في خطة الدراسة لكل كلية وليست سنة إضافية وتعتمد نظام السنة الدراسية بحيث تتكون من فصلين دراسيين، ينتظم فيهما الطالب بواقع 8 ساعات يوميا ولهذا الأثر الكبير في تكوين بيئة محفزة على الإبداع ومنمية لجوانب الانضباط والالتزام مع دمج التقنيات الحديثة في عملية التعلم.