الإرضاع nursing هو العملية التييقدم بها الغذاء للرضيع وله ثلاث طرائق: الإرضاع الطبيعي والإرضاعالاصطناعي والإرضاع المختلط الذي يجمع بين الإرضاعين.
كانالإرضاع الطبيعي ولا يزال أهم طريقة لتغذية الطفل، وقد حاول الأطباءالمختصون بالتغذية منذ عشرات السنين إيجاد بدائل لحليب الأم فكان الإرضاعالاصطناعي بحليب البقر أو الماعز أو الغنم بنسب وتمديدات مختلفة. ثم عرفتأصناف من الألبان التجارية المعلبة وجرى تطويرها وتنويع تركيبها مع الزمن.وكان آخر المحاولات تصنيع الألبان المركبة التي تعادل في مكوناتها حليبالأم وأُطلق عليها اسم الألبان «المؤنسنة».
الإرضاع الطبيعي
إنللإرضاع الطبيعي مزايا عملية ونفسية، إذ يعدّ حليب الأم أفضل الأنواعالملائمة للرضيع، لأنه يلبي حاجاته على الوجه الأكمل، فهو متوافر دائماًبالحرارة المناسبة من دون حاجة إلى تحضير، وهو طازج خال من الجراثيم، لذلكتكون الاضطرابات الهضمية الناجمة عن استعماله أقل من بقية أصناف الحليبالأخرى، وقد تبين أن الكثير من حالات الأرجية allergy وعدم تحمل بروتينحليب البقر هي المسؤولة عن نسبة كبيرة من اضطرابات التغذية عند الأطفالكالإسهال والنزف الهضمي (وهذا ما لا يشاهد في الإرضاع الطبيعي). كما أنالرَّيْل spitting والمغص والإكزيمة البنيوية أقل مصادفة في الإرضاعالطبيعي.
يحتوي حليب الأم على أضدادالجراثيم والفيروسات، وفيه نسبة عالية من الغلوبلين المناعي IgA كما أنالأطفال المولودين من أمهات لديهن نسبة عالية من أضداد شلل الأطفاليقاومون الأخماج infections التي تحصل من لقاح الشلل الموهَّن الفوعةattenuated، وهذا الأثر واضح حينما يكون الطفل وليداً ولكن ذلك لا يتعارضمع التمنيع immunization الفعّال في الأشهر الثاني والرابع والسادس منالعمر. كما تبين أن بعض المواد الموجودة في حليب الأم تحول دون الإصابةبهجمات النكاف mumps والنزلة الوافدة (أنفلونزا) والتهاب الدماغ اليابانيB. وقد يكون للأضداد التي تمر إلى حليب الأم فعالية ممنعة في الجهازالهضمي ضد العضويات التي تدخل إليه فتوجد البلاعم macrophages بصورةطبيعية في اللبأ وحليب المرأة، وقد تكون قادرة على تشكيل المتممةcomplement والليزوزيم واللاكتوفيرين «وهو البروتين المتحد الذي يتميزبأنه مثبط لفوعة الجراثيم القولونية E.Coli. في الأمعاء».
كماأن (PH) البراز في الإرضاع الطبيعي أخفض منه في الإرضاع الاصطناعي وتكونمحتوياته من الجراثيم من نوع العصيات اللبنية Lactobacillus أكثر إذا ماقورنت مع العصيات القولونية الشكل Coliform في الإرضاع الاصطناعي. كما أنحليب المرأة يحتوي على عامل نمو يسهل نمو العصيات اللبنية في الأمعاء، وقديقي النبيتُ (الفلورا) المعويُّ في الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم منالأخماج ببعض القولونيات. كذلك فإن الليباز المحرَّضة بالأملاح الصفراويةتقتل الجيارديات والمتحولات الأميبية. إن حليب الأمهات اللواتي يتناولنتغذية محكمة يمد الرضيع بالعناصر الغذائية مداً جيداً في الأشهر الأولى منالعمر، لكنه يحتاج بعدها إلى إضافة الفيتامين «د» والحديد إلى غذائه.
الإرضاع الاصطناعي
إنأساس أغلب المركبات التي تستعمل في الإرضاع الاصطناعي هو حليب البقر أوأشكاله المعدَّلة. وهناك أنواع أخرى من الحليب وبدائله متوافرة للأطفالالذين لا يتحملون حليب البقر.
وتقلل عملياتتعقيم هذه المركبات وتبريدها من نسبة الأمراض والوفيات التي تسببهاالأخماج المعوية، وإن معاملة الحليب بالغلي البسيط أو البسترة أو التجنيسأو التبخير.. تغير الجُبنين casein وتجعل الخثارات المتكونة في المعدةسهلة الهضم. وقد دلت الدراسات الموضوعية الغذائية لنمو الأطفال «فيما يخصالوزن والطول» على وجود فروق بين الأطفال الذين يتغذون بحليب البقر والذينتُرضعهم أمهاتهم.
أما الحليب المستخدم فيالمركبات الاصطناعية فمنه الحليب غير المطهو raw-milk ولا ينصح به لتغذيةالرضع لأنه يكوِّن خثارة كبيرة في المعدة ويتلوث بسرعة، ومنه الحليبالمبستر pasteurized-m والبسترة تتلف الجراثيم الممرضة وتعدل الجبنينوتجعله أقل حجماً، ومع ذلك، يجب أن يغلي الحليب المبستر عندما يستعمل فيتغذية الرضع كما يمكن حفظه في البراد مدة 48 ساعة حداً أعلى. ومن الحليبالمستخدم أيضاً الحليب «المجنس» homogenized-milk: والتجنيس يحطم كرياتالدسم، ومن ميزاته أن الخثارة تكون أصغر حجماً والهضم أسهل، ومنه كذلكالحليب المبخر: evaporated-milk، ويتميز بتكوين خُثارة صغيرة في المعدة.
تحتاجتهيئة الحليب للإرضاع إلى إضافة الماء بنسبة 1:1، وأكثر أنواع الحليبالمحضر مشتق من حليب البقر ومعظمها متوافر في شكلين: سائل ومسحوق. ويشبهتركيب حليب الأم ولكنها مزودة بمقادير من الفيتامين «د» وبعض الفيتاميناتالأخرى الإضافية وقد يزاد على بعضها الحديد.
وهناكأنواع أخرى معدّة لأحوال غذائية خاصة كالحليب المنخفض الصوديوم المستخدمفي «تدبير» الأطفال المصابين بقصور القلب الاحتقاني، ولكن يجب استعمالهبحذر.
وهناك الحليب المنخفض المحتوى منالفنيل آلانين الذي يعد أساسياً في تغذية الأطفال المصابين ببيلة الفنيلكيتون. ثم هناك الحليب المكثف condensed milk وهو عالي السكر منخفض الدسموالبروتين، ويلجأ إليه حينما تدعو الحاجة إلى حمية غنية بالحريرات. وهناكأيضاً الحليب المجفف الكامل الدسم dried whole milk وميزاته تفوق الحليبالمبخر لكن تركيبه يتغير عند تعرضه للهواء. وهناك الحليب المجفف الخالي منالقشدة dried skim m ومقدار الدسم فيه يساوي 0.5٪ أما كمية الدسم فيالحليب نصف الدسم فيقدر بـ1.5٪ وكلاهما متوافر ويستعملان للأطفال المصابينبعدم تحمل الدسم. أما الحليب المحمض والمخمر acid and fermented m فنادراًما يستخدم في تغذية الرضع لأنه يميل إلى إحداث الحماض. وهناك حليب الماعزالذي يستخدم لمن يتحسس بحليب البقر، وهو أقل شيوعاً من حليب فول الصويا أوالحليب المشتق من لحم الخروف أو من حلالات الكازئين. ويحوي حليب الماعزبالموازنة مع حليب البقر نسبة أقل من الصوديوم ونسبة أعلى من البوتاسيوموالكلور وحمض اللينوليئي وحمض الأراكيدونيك، كما أن الدسم فيه أكثر قابليةللهضم، لكنه فقير بالفيتامين د والحديد وحمض الفولي، ولذلك فالاقتصار عليهيسبب فقر الدم الكبير الكريات macrocytic anemia إضافة إلى إمكان التعرضلداء البروسيلات [ر] عند تناوله وهو متوافر بنوعين مبخر ومسحوق.
وهناكالحليب البروتيني ويجب أن يستخدم بحذر ولمدة قصيرة. يضاف إلى كل ما سبقبدائل الحليب والحليب المنخفض القدرة على توليد الحساسية: ويستعملانللأطفال الذين لديهم قابلية التحسس بحليب البقر، ومنها مستحضرات تحويحلالات بروتينية، وبعضها لا يحوي لاكتوزاً وبالتالي فهي مفيدة للمصابينبالغالاكتوزيميا، كما أن بعضها خال من اللاكتوز ويحوي غليسريدات متوسطةالسلسلة.
وثمة بدائل غذائية عنصرية أعدتلمواجهة المشاكل الغذائية عند الأطفال والكهول الذين يعانون من سوءالامتصاص بسبب مرض أساسي أو استئصال جراحي.
نصائح تتصل بالإرضاع الاصطناعي
تنصحالأمهات عند إرضاع أطفالهن بحليب غير حليبهن، تجنباً للاضطرابات الهضمية،باستخدام عدد من الزجاجات المقاومة للحرارة والملساء من الداخل والمرقمةوذات الفتحة الواسعة واستخدام عدد من الحلمات يزيد على عدد الرضعات، وغليالزجاجات والأدوات مدة 10 دقائق. أما الحلمات المطاطية فتغلى 5 دقائق فقط.
وأخيراًلابد من التأكيد أن حليب المرأة هو المثالي لتغذية الرضيع في المراحلالأولى الحاسمة من تطوره ونموه السريعين، ولكن هذا لا يمنع من استخدامالحليب الاصطناعي غذاءً إضافياً عند عدم كفاية حليب الأم.