قصة من الخيال العلمي

انسللت خلسة ، وخرجت من الدار ، لا أدري إلى أين أسير، ولا ألوي على شيء .
أطلقت ساقي للريح؛ إلى أن وصلت غابة نطلق عليها غابة الشباب : إنها غابة ذات أشجار باسقة ؛ تتوسطها ساحة فسيحة رتبت على جنباتها بعض الكراسي للجلوس وكنا نقصدها للتنزه وكذا مراجعة دروسنا وأنا من بين هذه الأشجار أسير كنت مأخوذا وكأنما هناك قوة خفية تتحكم في قدراتي الفكرية ، لقد كنت أسير وأسير إلى أن أفاقتني من شرودي أضواء مشعة تقترب مني ؛زاد فضولي ، وأحببت المزيد من التأكد ، بل التعرف على هذه المخلوقات المخيفة .
ما هي إلا برهة ، حتى رأيت ما لم تصدقه عيني :
إنها مركبة فضائية تشبه صحنا كبيرا لم أشهد له مثيلا قط من قبل .
بدأ الصحن يقترب شيء فشيء وكلما اقترب أكثر كلما أحسست بالأرض تهتز من تحت قدمي ومعه بدأت أشعر بغشاوة تعلو عيني لم أعرف ماذا حصل بعد ذلك ؛ كل ما في الأمر، أنني فقدت الوعي، استفقت بعده على كائنات عجيبة تحيط بي تفحصني داخل مقصورة يأخذون أجهزة دقيقة جدا أصغر من خرم الإبرة قليلا ثم يغرزونها في نواح عدة من جسدي بواسطة آلة حاقنة على شكل عود الثقاب برأس حادة تنفرج وتتقلص لم أحس حينها بألم الوخز رغم أنها كانت تزرع في أعضاء جسدي زرعا . كنت أراقبهم يعملون بطريقة مذهلة لا يمسك أي منهم أي جهاز بيده كل الأجهزة تعمل بواسطة أجهزة التحكم عن بعد لا يضحكون ولا يتنازعون كل منهم يعرف مهامه فيقوم بها بكل إخلاص :كان شكلهم غير طبيعي مخيف إلى حد أنهم إذا خرجوا على إنسان قد يفقد وعيه من شدة وهول ما يرى إنها مخلوقات لا تشبه الإنسان ، ولا الحيوان ، ولا أي مخلوق مما كنت أتخيل قبل رؤيتها . القصة و كيف تعرفت عليهم، طويلة؛ سآتي من آخرها لقد وضعوا على رأسي - عندما أنهوا زرع الأجهزة الدقيقة - جهازا أزرق سماوي مثل الغربال بأسلاك تعلوها بحوالي خمسين سنتيمترا على رأس كل واحدة مؤشر ضوئي بألوان رائقة للأعصاب البصرية متصلة مباشرة بشاشات لها ارتباط مباشر بأجهزة متصلة هي الأخرى بمجموعة من الأسلاك والكابلات وخيوط لاتشبه خيوطنا الكهربائية ولا الحريرية متصلة بسقف المركبة ومنها إلى جهاز شبيه إلى حد ما بالمذياع إلا أنه كروي الشكل عالق في فضاء المركبة من الداخل ليست لهم أسرة مثلنا ولا كراس إنما هي عبارة عن أطباق عائمة ترتبط لاسلكيا بالشكل المذياع وهي تتمدد ويتقلص حجمها وطولها على حساب رغبة المستعمل وبذلك فهي لها علاقة بمشاعر المستعمل تلك المشاعر يقرأها المذياع فيرسل إشارات ضوئية إليها بكل اختصار لقد رأيت ما لا يصدقه عقل بشري لكنها الحقيقة .
وضعوا على رأسي ذاك الجهاز فبدأت أول الأمر أسمع طنينا كطنين النحل ، يختلف عليه قليلا وسلط علي ذلك المذياع ألوانا على دفعات كانت أشعتها قوية لكنها غير مؤذية وزاد ذلك الطنين وعلا وارتفع حتى ظننت أنه قد يؤثر على مسمعي أردت الكلام فلم أستطع فتح فمي نظرت إلى جوانبي فوجدتني على طبق مستطيل الشكل عائم حاولت النزول من عليه فلم أستطع تحريك رجلي رغم هذا كله لم أحس بخوف ولم أفزع أو أجزع بل كان فضولي الأغلب . بعد ذلك ، تحول ذلك الطنين إلى شكل صخب أو ترجمة نصية صوتية ، وبدأت أدرك ما يقولون ، وكأنما أنا واحد منهم .
سأل أحدهم صاحبه :
أهذا هو المطلوب ؟
رد الآخر :
نعم هو بعينه ؛ ولقد أحضرته من منزل والديه ، دون أن يشعر بي أحد حتى هو عينه ..
رد الآخر :
وهو زعيمهم :
إذن ، ليس لنا وقت نضيعه ؛ علينا أن نبدأ بتدمير الأرض أولا ، بعد ذلك ندمر القمر
سأل الآخر :
والطفل ؟ ماذا نفعل به؟
أجابه :
هذا لم يعد منهم ، إنه تحول إلى جلدتنا وجنسبا
كنت آنذاك ، أنتشي بكلامهم ، وتولد لدي اقتناع بتدمير الأرض
بدؤوا يتقدمون مني ويِؤدون لي التحية الواحد تلوى الآخر ؛ في الأخير، تقدم أمامي كبيرهم ، وقال لي :
والآن ؛ وبعد أن حصلنا على قائدنا ... أنت تأمرننا لننفذ التدمير
نظرت حولي ثم إلى الشاشة ، فرأيت مجسما للأرض وقد أعرض أمامي . فكرت أن أقترب من الشاشة فإذا بالطابق الذي يحملني يتحرك إلى أن يصل أمامها على بعد سنتيمترات قليلة فبدأت أشرح لهم كيف سندمر الأرض ؛ لم أعرف كيف كنت أفكر ولم يسبق لي من قبل أن قرأت عن حرب ولم أكن مولعا بالأفلام البوليسية إلا أنني وأنا أشرح كنت كخبير مارس عدة حروب وتفنن في حبك خططها
أصدرت أمري فانطلقت المركبة ثانية إلى الفضاء ، وكنت حينها فخورا بما أصدره من أوامر لتدمير الأرض هذه الأرض التي كان من المفروض أن يتضامن أهلها ويتعاونوا على إغنائها بعلومهم وثقافاتهم المتنوعة وحضاراتهم المتميزة ومعه زاد اشتياقي كذلك لتدمير القمر بعدها . أمرتهم بالقيام بجولة حول الأرض في البداية ، بعد أن تعلمت من خلال الجهاز على رأسي كل شيء. ونحن كذلك ؛ وبعد عبورنا للقارات جميعها والبحار كلها مررنا صدفة فوق سطح منزلنا حينها سمعت صوت أمي الباحثة عني تسأل إخواني ووالدي ؛ بصوت يغلب عليه البكاء ؛تقول : ولدي ؟ ولدي ؟ أين ذهب ولدي ؟ أحضروه إلي حينا ...
حينها تذكرت أنني من البشر: آدمية من سكان الأرض ، وأن هؤلاء يستغلونني لتدمير الأرض... قلت حينها في نفسي :أمي : ما أجملك . لقد أيقظتني من المنوم بصوتك المليء حنانا .
فسلط علي الجهاز المذياع أشعة ولكنني واجهتها أن أدرت الجهاز فوق رأسي نحو الشعاع فانعكس عليه وعطله فلم يشعر أحد من المخلوقات الفضائية بشيء وإلا لفسر لهم إحساسي ورغبتي في الانتقام منهم
أحسست أنني قد تخلصت جزئيا من سيطرة الآلات فبدأت أطرح على نفسي مجموعة من الأسئلة
ماذا سأفعل ؟ كيف السبيل لإنقاذ الأرض من هؤلاء ؟
فشعرت أنه علي واجب تدميرهم ورد الاعتبار للأرض .
لقد تعلمت من الجهاز أن الماء هو الوسيلة الوحيدة للقضاء عليهم .
وأن علي أن أغامر فأنقذ الأرض من هذا البلاء الكبير
غامرت بحياتي ولم أكن حينها متطوعا بل أصبحت جنديا من جنود الأرض حينها قلبت الجهاز على المحرك وقمت بحركة سريعة بإدارة المقود وهو عبارة عن زر على يمين لوحة القيادة . لقد ضغطت عليه بكل قوة فهوت المركبة بشكل فجائي لم يترك لهذه المخلوقات الفضائية فرصة للتدخل وفقدت سيطرتها فهدأت المحركات كلها وسقطت على جانب البحر كانت نجاة الأرض حينها معلقة بهذه المغامرة التي لم أعرف كيف ومتى نططت من المركبة كلما أتذكره هو أنها أحرقت بمجرد ملامستها سطح الماء لقد غرقت في كومتين كبيرتين أولاهما أمواج البحر الهادر المزبد وثانيتهما كومة اللهب المشتعلة التي يكاد يخفيها الدخان المنبعث منها .
انزويت جانبا أراقب مذهولا مما حصل مشدودا إلى صوت أمي الذي لم يفارق سمعي وهي تبحث عني إلى أن وجدتني وسط زحمة متسائلين ومتفرجين ومندهشين لم أرد على أي منهم إلى أن أقبلت سيارات للشرطة وأخرى لقوات الجيش وسيارات إسعاف حملوني عليها وانطلقت بي إلى مختبر طبي لإجراء الفحوصات اللازمة ...

[postbg=http://im52.gulfup.com/t44EX.jpg] قصة من الخيال العلمي 2859804089

:jgfjfdtsrtu:

[postbg=http://im52.gulfup.com/t44EX.jpg] قصة من الخيال العلمي 460072481

قصة في غاية الروعة شكرا لك

» الخيال العلمي
» مفهوم قصص الخيال العلمي
» قصة قصيرة عن الخيال العلمي
» جهاز طيران فوق الماء من وحي أفلام الخيال العلمي.. يمكنك الآن أن تصبح سوبرمان!
» مفهوم الخيال عند الفارابي