علم الكيمياء العضوية

بداية علم الكيمياء العضوية

تعود بداية علم الكيمياء العضوية إلى زمن بعيد، فقد أختلف في تاريخ مكان نشأته، و يقال أن بدايته كانت في القرن الثالث قبل الميلاد، و اعتبرت الحضارات القديمة في كل من الصين والهند أنّ المعالجة الكيميائية(تغيير المواد بالسوائل الكيميائية) هي من بين ما يتقنونه وأنّ هذه المعرفة انتشرت غربا في إمبراطوريتي فارس ومصر القديمة حيث كان دبغ الجلود وصناعة الأصباغ ومستحضرات التجميل من بين الفنون التي مارسها المصريون، وتعتبر الإسكندرية المركز الأول للكيمياء العضوية القديمة حيث تأثرت بفلسفة الإغريق بعد قيام الإسكندر الأكبر بفتح مصر (322ق.م)، حيث جذب إليها الكثير من الإغريق فارتبطت مهارة المصريين مع نظريات الإغريق مما أدى إلى ظهور من يمارس الكيمياء العضوية، ونسب إليها أنها موطن البحث لهذا العلم الذي يحيل المعادن العادية إلى معادن ثمينة، وتزامن مع ظهور الكيمياء العضوية القديمة ظهور التنجيم كما سيطرت الرمزية على هذه الكيمياء في العصور الوسطى وأغرقها الغموض .

مساهمة العرب في تطوير الكيمياء العضوية:

لقد اسهموا العرب عندما فتحوا مصر سنة(642م) بقدرٍ موفور في تطوير الكيمياء العضوية، و بذلك فهم يعتبرون أول من اشتغل بالكيمياء كعلم له قواعده وقوانينه، منذ القرن الثاني الهجري، وطبقوا إنتاجهم في الصيدلية بصفة خاصة . وما زال الإلتحام بين شتى المفاهيم لعلوم الكيمياء القديمة ينم عن اللفظ العربي نفسه مثل ( ألـ وخيمياء) وهو الشكل الإغريقي الذي يطلق على مصر. كذلك أصل كلمة كحول وهو عربي بمعنى غول وحوّلت هذه الكلمة إلى اللغة الغربية بهذه الصفة. قال الله تعالي في سورة الصافات الآية(47): ( لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون). و استمرت أصول الكيمياء العربية مرجعاً للغرب إبان القرون الوسطى وانتقلت أعمالهم إلى أوروبا في القرن الثاني عشر الميلادي حيث اشتهرت بعد أن وصل الفتح العربي إلى الأندلس سنة(711م) يحمل معه المعارف العربية. و قد تعلم طالبوا العلم من جميع أنحاء أوروبا فن الكيمياء في الجامعات العربية في برشلونة و طليطلة.

نبذة تاريخية:

لقد عرف الانسان منذ القدم المواد المستخرجة من النباتات أو الحيوانات، كالسكّر و الشحوم و الدهون و العطور و الأودية و غيرها.

حيث تنحدر هذه المواد و الأدوية من أصل نباتي أو حيواني تتحلّل و تتفكّك عند درجات حرارة منخفضة، على عكس المواد المعدنية الأخرى الموجودة داخل الأرض، فهي لا تتأثر كثيراً بدرجات الحرارة المنخفضة. كما أنّ المواد النباتية أو الحيوانية غالباً ما تتحوّل بعد تسخينها إلى مواد سوداء اللون، مما حدى بالعلماء إلى النظر لهذه المواد نظرة مختلفة عن نظرتهم لبقية المواد المعدنية.

ظهر في عام 1675 كتاب عن الكيمياء ألفه العالم لمري قسم فيه جميع المواد التي كانت معروفة آنذاك إلى ثلاثة أقسام حسب مصادرها و هي الخضراوات و الحيوان و المعادن، و قد أطلق على المواد المنحدرة من الخضراوات و الحيوان اسم (المواد العضوية) على أساس أنّ أعضاء المخلوقات الحية هي التي تنتجها.

عرّفت المادة العضوية قديماً: ب المادة المشتقة من أصل كائن حي.

لقد كان السائد بين العلماء وحتى عام 1750 أنّ المواد العضوية لا يمكن تركيبها أو تحضيرها خارج جسم المخلوق الحي الذي يقوم بإنتاجها، و ذلك لاعتقاد هؤلاء العلماء بأنّ هناك " قوة حيوية " داخل الحيوان أو النبات تتدخل في صناعة هذه المواد، و بدون هذه القوة الحيوية لا تحدث التفاعلات الكيميائية اللازمة لإنتاجها.

أعلن العالم لافوازييه في عام 1777 أن المواد العضوية تتكون من كربون و هيدروجين و أكسجين، كما أكّد بعض العلماء على أنّ المركبات العضوية قد تحتوي أيضاً على الكبريت و النيتروجين و الفسفور و الهالوجينات

و في الواقع فإن العنصر الذي يشكل أساس المركبات العضوية هو عنصر الكربون، و عليه يمكن تعريف الكيمياء العضوية بأنّها: فرع من علم الكيمياء يتناول دراسة مركبات الكربون (المركبات العضوية).

و لهذا يكون مفهوم المادة قد تغير و أصبح يعتمد على تركيب المادة و ليس أصلها.

و عرّفت المادة العضوية حديثاً: ب المادة التي تحتوي على الكربون كعنصر رئيسي في تركيبها.

و قد دعا العالم برزيليوس الى تقسيم الكيمياء الى عضوية و غير عضوية و اعتبر ان القوانين التي تخضع لها المواد العضوية تختلف عن تلك القوانين التي تخضع لها المواد غير العضوية.

وقد تم إدراك أنه يمكن التعامل مع مركبات الكيمياء العضوية مثل الكيمياء الغير عضوية كما أنه يمكن تصنيعها بطرق أخرى غير طريقة "القوة الحيوية". وفي عام 1816 بدأ مايكل شيفرويل بدراسة الصابون المصنوع من عدد من الدهون والقلويات. وقام بفصل الأحماض المختلفة والتي بإتحادها مع القلويات تنتج الصابون. وحيث أنّها كانت مركبات مفردة، فقد قام بفرض أنه يمكن عمل تغييرات فى الدهون المختلفة والتي تأتي من أصل عضوي، لإنتاج مركبات جديدة، بدون "القوة الحيوية".

أما الذي هدم طريقة "القوة الحيوية"، فقد جاء في عام 1828 بواسطة فريدريك فوهلر حيث بخر محلولاً مائياً لأحد أملاح النشادر (سيانات الأمونيوم)، و هو مركب غير عضوي من أصل غير حيواني أو نباتي فتكونت مادة البولة (اليوريا) Nh4ocn "كاربامايد"، و هي مادة عضوية معروفة كانت تستخرج في الماضي من بول الحيوانات اللبونة.

كما حدث في عام 1856 أن وصل ويليام هينري بيركن بالصدفة، بينما كان يحاول تصنيع الكيونين، إلى ما يسمى الآن بنفسجي بيركن، والذي بتصنيعه إستطاع ربح كثير من المال مما ساعد على زيادة الإستثمارات الموجهة لدراسة الكيمياء العضوية. ولقد كانت الخطوة الآخرى عندما صنّع أوثمر زيدلر فى عام 1874، للدي دي تي ولكن لم يتم إكتشاف قوة هذا المركب لإبادة الحشرات إلا بعد مرور وقت كبير.

واستمر تاريخ الكيمياء العضوية بإكتشاف البترول وتقطيره إلى مكوناته طبقا لدرجات الغليان. وأدى الوصول لتحويل المركبات من وإلى بعضها إلى ميلاد صناعة البتروكيماويات، والتي تم عن طريقها تصنيع المطاط الصناعي، واللواصق العضوية المتعددة، والتحكم فى خواص البترول عن طريق الإضافات المختلفة.

كما بدأت صناعة الأدوية فى العقد الأخير من القرن التاسع عشر عندما صنّع باير في المانيا حمض الأسيتيل سالسيليك (الأسبرين).

أهمية الكيمياء العضوية:

اهتم الكيميائيون منذ القدم بالكيمياء العضوية، و يشهد عصرنا الحالي تطبيقات حياتية و صناعية هائلة في مجال الكيمياء العضوية كثمرة لذلك الاهتمام الذي امتدّ عبر العصور.

أسباب الاهتمام بالكيمياء العضوية:

1- تميز المركبات العضوية بخصائص عامة مختلفة عن خصائص المركبات غير العضوية.

2- أهمية المركبات العضوية في حياتنا، و علاقتها بالصناعات المختلفة و ما يشهده العالم اليوم من تقنية.

3- الكثرة في المركبات العضوية، حيث يفوق عدد مركبات عنصر الكربون بمفرده عدد مركبات العناصر الأخرى مجتمعة.

أهمية المركبات العضوية في حياتنا:
يمكن الحصول على المركبّات العضوية من مصادر طبيعية و مصادر صناعية، و من أهم المصادرالطبيعية للمركبات العضوية النفط و الفحم الحجري. أمّا المصادر الصناعية فهي كثيرة و متعدّدة، منها الصناعات البترولية و الصناعات البتروكيميائية، و في العصر الحالي انتشرت المركبات العضوية المصنّعة انتشاراً واسعاً في كثير من مجالات الحياة، ففي مجال النسيج، نراها في الحرير الصناعي و النايلون، كأمثلة للألياف الصناعية التي تنافس أقمشة الصوف والقطن و الحرير الطبيعية، و في مجال الطبّ نراها في العقاقير المختلفة:
كالبنسلين و مركبات الكبريت العضوية (السلفا) و الهرمونات و الفيتامينات و غيرها.

بالإضافة إلى ذلك نراها في مجالات أخرى عديدة في الحياة اليومية مثل: الأسمدة، و المبيدات الحشرية، و الدهان، و المنظفات، و المذيبات، والعطور، و مواد الزينة و التجميل، و معاجين الأسنان، و الصابون، و المطاط، و اللدائن (البلاستيك) بأنواعها، مما لا شك فيه أن الكيمياء العضوية وثيقة الصلة بالتقنية الحديثة، وهي مهمّة لدراسة علوم الحياة و الطب و الصيدلة و الزراعة و غيرها مما كان له أكبر الأثر في تقدم البشرية.

أين توجد المجموعات الكيميائية العضوية في أجسامنا؟

جسم الانسان، تقريبا، كله تفاعلات كميائية بحتة ففيه العديد من المجموعات العضوية.

يمكن أن نحدد وجود هذه المجموعات من خلال تركيب جسم الانسان. فجسم الانسان يتألف من بروتينات، و البروتينات تحتوي على مجموعات الأمين و الكاربوكسيل و الأميد.

الدهون، و تحتوي على الكاربوكسيل و الاستر. النشويات، و تحتوي على الهيدروكسيل و الالدهيد و الكيتون.

أيضا سوف أضيف إلى ذلك،

:(Nucleic Acids) الأحماض النووية

أحماض موجودة بداخل نواة الخلية، والحمض النووي هو حامل الشفرة الوراثية. والأحماض النووية نوعان حمض الديؤكسي ريبوز النووي الدنا و حمض الريبوز النووي الرنا

DNA, RNA.

وكذلك،،،
:(Carbohydrates) المواد الكربوهيدراتية

الكربوهيدرات هي من مكونات الأغذية التي تتحلل إلى جلوكوز، وتشكل حوالي 10% من تركيب الخلية الحية. و العناصر الأساسية في تكوين الكربوهيدرات هي الكربون و الأكسجين و الهيدروجين، ويستفاد من احتراق الكربوهيدرات في الجسم من أجل توليد الطاقة والتدفئة والنشاط بالقدر الذي يحتاجه الجسم، أما الزائد منها فيختزن في الكبد. وهناك نوعان من الكربوهيدرات:

الكربوهيدرات البسيطة: (Simple Carbohydrates)

تتكون الكربوهيدرات البسيطة من السكر الذي يزود الجسم بالطاقة بشكل سريع مثل الجلوكوز، الفركتوز، اللاكتوز.

الكربوهيدرات المعقدة: (Complex Carbohydrates)

تتكون الكربوهيدرات المعقدة من النشا و الالياف الغذائية. يعمل النشا على تزويد الجسم بالطاقة لفترات طويلة وذلك بسبب بطء عملية هضمه.

علم الكيمياء العضوية 3795580472

» لمحة تاريخية عن الكيمياء العضوية
» المادة العضوية
» المواد العضوية
» المادة العضوية
» اخطار احتراق المواد العضوية