وحدة التربية العقلية و المنهجية : دعوة الإسلام إلى العلم
التمهيد
سأل عمرو زيدا أين تقضي وقت فراغك فأجاب : في اللعب مع الأصدقاء و مشاهدة التلفاز و التحدث مع الأصحاب في الانترنت، فقال عمرو أنا أيضا ألعب مع أصدقائي إلا أني أخصص وقتا للمطالعة و القراءة، فأجاب زيد : إنك تضيع وقتك في أمر ليس مهما، فرد عمرو إن طلب العلم أمر ضروري على كل مسلم.
النصوص الشرعية
* قال تعالى:"بسم الله الرحمان الرحيم اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " سورة العلق الآيات 1-5
* قال تعالى:" إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُور" ٌسورة فاطر الآية 28
* قال تعالى:" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "سورة المجادلة الآية 11
توثيق النصوص
سورة العلق : مكية آياتها 19 ترتيبها 96 أول سورة نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم و ذلك في السنة الثالثة عشر قبل الهجرة و تعالج القضايا الآتية:* موضوع بدء نزول الوحي على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم.
*موضوع طغيان الإِنسان بالمال وتمرده على أوامر الله.
* قصة الشقي "أبي جهل" ونهيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة.
سورة فاطر : مكية آياتها 45 ترتيبها 35 نزلت قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وهي تتناول الغرض العام ، الذي نزلت من أجله الآيات المكية ، وهي قضايا العقيدة الكبرى (الدعوة إلى توحيد الله ، وإقامة البراهين على وجوده ، وهدم قواعد الشرك ، والحث على تطهير القلوب من الرذائل ، والتحلي بمكارم الأخلاق )
سورة المجادلة: مدنية آياتها 22 ترتيبها 58 وقد تناولت أحكاماً تشريعية كثيرة كأحكام الظهار، والكفارة التي تجب على المظاهر، وحكم التناجي، وآداب المجالس، وتقديم الصدقة عند مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم مودة أعداء الله، إِلى غير ذلك، كما تحدثت عن المنافقين وعن اليهود .
الشرح اللغوي:
* باسم ربك : أي بذكر اسم ربك
* العلق : المرحلة التي تلتصق فيها النطفة بجدار الرحم
* علم بالقلم: علم الإنسان الكتابة بالقلم.
* الأكرم : الذي تكرم على الإنسان بنعمه و فضائله و منها العقل
* يخشى : يخافه و يعظمه
* تضع أجنحتها : تمهد له طريق العلم
المضامين:
* أمر الله عباده بالقراءة و التعلم لأن الله يعبد عن علم.
* العلماء هم أشد الناس خشية لله من غيرهم
* تكريمه سبحانه للعلماء وعلو منزلتهم عن غيرهم
التــحــلــيل
مفهوم العلم ومكانته في الإسلام :
العلم هو: معرفة الشيء وإدراكه على حقيقته وهو نقيض الجهل.
دعا الإسلام إلى العلم و حث على طلبه، لأنه هو السراج المنير الذي ينير العقل و يكرم الإنسان، و قد رفع الله تعالى من شأن العلماء فقال في كتابه العزيز : " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " المجادلة الآية 11 ، كما نفى الله تعالى المساواة بين العالم و الجاهل فقال : " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ " سورة الزمر الآية9.
الغاية من العلم:
كرم الإسلام العلماء وجعلهم ورثة الأنبياء في مجال العلم، وتنوير عقول الناس وإخراجهم من ظلمات الجهل إلى نور الهداية قال صلى الله عليه وسلم :" العلماء ورثة الأنبياء" رواه احمد والترميذي.
كما أنعم الله تعالى على الإنسان بنعمة العقل الذي به يستطيع أن يميز بين الخير و الشر و الصلاح و الفساد، و به ميز الإنسان عن سائر المخلوقات.
ولطلب العلم لا بد للمسلم أن يتحلى بآداب طلب العلم وهي:
1- إخلاص النية لله.
2- أن يعمل بأحكام الله و شريعته.
3- أن يعتقد أن طلب العلم فريضة.
4- أن يتخلق بأخلاق الإسلام الحميدة أهمية العلم في الإسلام
العلم معرفة الشيء على حقيقته، ولا يكون العلم إلا بعد جهد تدرك به هذه المعرفة. ويطلق العلم على معان كثيرة كالعلم بالعقائد، وعلم اللغات، والتراجم، والأنساب، وعلوم الطبيعة كالرياضيات والكيمياء والفيزياء أو العلوم الحديثة كالحاسب الآلي والإنترنت، وأي علم آخر يجتهد الإنسان لمعرفته. وقد اهتم ديننا الحنيف بالعلم أعظم اهتمام، يقول الله عز وجل في أول ما نزل: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم) ففي هذه الآيات المحكمات أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل فرد من أمته أن يقرأ ويتعلم أي علم يكون له ولغيره نفع في دينه ودنياه.
وقد رافق هذا الأمر بيان سماوي آخر عن مكانة العلماء، ومآثرهم في مواضيع عديدة من القرآن الكريم ومنها قوله سبحانه في سورة آل عمران: (شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) وقوله عز وجل: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقوله عزّ من قائل: ( يرفع الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات). ففي الآيات إشارة واضحة بأنّ الذين يشهدون بالوحدانية المطلقة هو الله عز وجل وملائكته وأولو العلم وفيها دلالة بأنَّ العلماء يتميّزون بعلومهم ومعارفهم ،وبإدراكهم عن الذين لا يعلمون.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( إنّ الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر يصلون على معلم الناس الخير) ( رواه الترمذي) ويقول: ( من يرد الله به خيراً يفقّه في الدين) ( رواه البخاري). ويقول صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهّل الله له به طريقاً إلى الجنّة) ( رواه مسلم). وهذه الفضيلة لا تختص بطلب العلم الشرعي - لمكانة هذا العلم وكونه أول العلوم التي يجب أن يعرفها المسلم لمناطه بأمر دينه- فحسب، بل إنَّ هذه الفضيلة تمتدُّ إلى كل علم يكون للمسلم ولغيره فيه نفع في معيشته وحياته اليومية ما لم يتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية، إنَّ العلوم الدنيوية ضرورة لتنمية معاش المسلمين يقول الله عز وجل: ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) ويقول ) : فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) ويقول سبحانه: ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه). وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في تأبير النخل: ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم). وعمار الأرض لا يكون إلاَّ عن علمٍ راسخ بمعرفة علوم الصناعة والزراعة وعلم راسخ في الاقتصاد والتجارة وطرق تنميتها واستثمار الوسائل العصرية الحديثة في خدمة الإسلام والدفاع عن حياض الأمة ، فالأمم التي تقدمت في ميادين العلم المختلفة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بعد نجاحها في إدارة مؤسساتها وانضباط سلوك العاملين فيها. والشعوب التي فشلت في ميادين التنمية ما كانت لتصل إلى هذا الفشل إلا بعد فشلها في إدارة دوائرها ومؤسساتها التنموية وعدم استثمار الوسائل بطريقة مثلى.
إن حاجة الشعوب المسلمة إلى العلم الشرعي تمتد بالضرورة إلى حاجتها لعلوم ومعارف أخرى كعلم الحاسب ، والطب ، وعلم صناعة الأسلحة وغيرها، بل يجب أن تكون هذه العلوم محل عناية المسلم واهتمامه في عصرنا الحاضر لأنها لم تعد مجرد حاجة بل أصبحت ضرورة قصوى في وقت تخلَّف فيها المسلمون عن غيرهم من الأمم . يقول الله عز وجل: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم) . أضف إلى ذلك كل علم نافع تحتاج له الأمة الإسلامية في حاضرها ومستقبلها للدفاع عن عقيدتها وشريعتها. ونحن نعلم علم اليقين أنَّ سلف هذه الأمة قد اهتم بالعلوم الشرعية وما يتفرع عنها و في الوقت نفسه اعتنوا بعلوم ومعارف أخرى كعلم الطب و الجراحة و علم الرياضيات وعلوم الزراعة والتجارة والصناعة وغيرها من العلوم التي كانت لها دور كبير في بلوغ الحضارة الإسلامية مرحلة ازدهارها.
إنَّ المسلم يجب أن يعرف أنَّ كل ما يتعلّمه من العلوم والمعارف والفنون ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية وقواعدها يعتبر مأموراً به ومشجعاً عليه و له أجر عند الله تعالى فمن يتعلَّم صناعة الأسلحة لتدافع بها الشعوب المسلمة عن دينها وأوطانها أفضل ممن لا يعرفها، والذي يتعلم علم الطب ويعالج مرضى المسلمين أرفع درجة ممن لا يقدم شيئاً للأمة، ومن لديه خبرة ومعرفة بتقنية العصر (الكمبيوتر والإنترنت) ويجيد فن استخدامها والاستفادة منها في الذب عن الإسلام، ويساهم في إيصال كلمة الحق إلى الآفاق في عصر العولمة خير من غيره وهكذا، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إنّ هذا الخير خزائن ، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر. وويل لعبدٍ جعله الله مفتاحاً للشر، مغلاقاً للخير) ( رواه ابن ماجه).
فأين نحن من هذه المعاني العظيمة ، وما السبيل لتفعيل الطاقات المعطلة في هذه الأمة؟؟
:uejgfxbnfw: :uiyytrfdsqsfgh :dddxswq: :ryesmpigj: