الحمد لله وحده الدار البيضاء 18مارس 2013
صديقتي العزيزة لمياء
كم كان بودي أن تكون معي حتي كلماتي التي أعبر لك بها عن متمنياتي الطيبة، بمناسبة السنة الجديدة التي ستطل علينا بعد أيام قلائل.
و بعد
نعم سنستقبل بعد أيام عاما جديدا، و نودع عاما قاسينا فيه متاعب وآلاما أدمت قلوبنا وقضت مضاجعنا، ونحن إذ نستقبل العام الجديد نأمل أن يكون رسول خيروسعادة و رخاء، و إني لاشك في أن عواطفك نحو العام الجديد ستكون آرق، بالرغم أنه سيدخل علينا متنكرا. فلا يسعنا إلا أن نستبشر بمقدمه، وتوسم الخير في أيامه و لياليه.
صديقتي، إن العمر يمضي و الأيام تنقضي. فهل تتذكر أيام الصبا عندما كنا في الإبتدائي نجلس معا على مقعد واحد، وكان المعلم يحثنا عن العمل، ويحملنا على الجد والمثابرة، و نحن كنا أحيانا نتخلف عن المدرسة، لنلعب مع بعض الفتيات في الحدائق العمومية، أو في الساحات، وكان آهلنا يرفعون أمرنا إلى المعلم الذي كان لا يتهاون في الإنتقام منا إذ يشبعنا ضربا بعصاة الغليضة، و أحيانا يحبسنا في أوقات الراحة، ويمنعنامن الذهاب إلى بيوتنا. لقد مرت تلك الأيام، و أصبحنا نشعر بقيمة المدرسة و بمهمة الأساتذة الذين يعلمون قصد تهذيب عقولنا، و تنوير أفكارنا.
وإني آمل أن تكون يا عزيزتي مثابرتاعلى عملك، مجتهدتا في دروسك، كي تبقي دائما محافضتا على الأولية في صفك، وإني في انتظار رسالتك التي تخبرني كعادتك عن النتائج التي تحصل عليها، و سأسر شأني دائما كلما أطلعتني على أنك فزت بالدرجة الأولى.
ولم يبق لي أيتها الصديقة الحميمة إلا أن أهنئك و أسرتك المحترمة، برأس السنة الجديدة، متمنيا لكم جميعا دوام السعادة و الهناء.
ودم لصديقتك المخلصة
فاطمة الزهراء