| تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS | |
|
+5khadija Maya hafsa hafosa Asmae Farissi guawry3/10 abdelhalim berri 9 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
abdelhalim berri المدير العام
الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI البلد : Royaume du Maroc
عدد المساهمات : 17537 التنقيط : 96832 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 11/08/2010 الجنس :
| موضوع: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الخميس 06 مارس 2014, 20:38 | |
|
عدل سابقا من قبل abdelhalim berri في الأحد 09 مارس 2014, 23:28 عدل 2 مرات | |
|
| |
abdelhalim berri المدير العام
الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI البلد : Royaume du Maroc
عدد المساهمات : 17537 التنقيط : 96832 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 11/08/2010 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الخميس 06 مارس 2014, 20:41 | |
| [rtl] بمناسبة عيد المرأة 8 مارس ارتأيت ان اقدم لكم مسرحية من تأليف الأستاذ : رحمون صالح وعنوانها : المرأة الخالدة [/rtl] [rtl] مسرحية مدرسية الأهداف ـ السلوكية :التحلي بالسلوك الوطني المتميز ـ الوجدانية: الترغيب في التأسي بالمرأة المثالية ـ المعرفية :نماذج تاريخية عن نساء خالدات في العالم[/rtl] [rtl] البطاقة الفنية الـــــسن : 14ـ18 المنهجية :المسرح التعليمي التربوي فصل واحد: ... في ثلاثة مشاهد المــــــدة : ثلاثين دقيقة الأشخاص: *غالية 14 سنة) تحب اللهو واللعب ،على حساب دروسها، تنفر من العمل سليمة : صديقة غالية وأخت عفيفة، مجتهدة تحاول استمالة غاليةواقناعها عفيفة : مراهقة غادرت المدرسة لظروف قاهرة ،تتعلم بالمراسلة بجد وكد شفيق :اخو غالية ، يحرص على مستقبلها ، واع بدور المرأة في المجتمـــــع المرأة المسلمة: رمز لكل النساء اللواتي برزن في التاريخ الإسلامي المرأة الجزائرية:رمز لكل نساء المقاومة الوطنية ضد الاحتلال والجهـــــل المرأة العالمية : نماذج عن نساء عالميات اثبتن وجودهن في العالـــــــــــم الملابس : 4 ملابس عادية ـ 3 ملابس رمزية(العالمية ـ الجزائريةـ المسلمة) الديكور : طاولة ـ كتب ـ كرسي . ( لوحات خيالية خلفية تغطي خيال غالية ) الإضاءة والموسيقى : مؤثرات صوتية وبصرية تناسب الفعل المسرحي ملخص المسرحية: غالية فتاة مراهقة تستهويها الغواية و الشهوات ، تحاول صديقتها ( سليمة و عفيفة ) بالاتفاق مع أخيها شفيق إعادة رجوعها إلى جادة الصواب ، وبعد مطالعات عديدة تطلع غالية على حقيقة المرأة في العالم ، عبر التاريخ وذلك في صور خيالية تتجسد كأطياف أمام الغالية فتلتقي بالمرأة الأم التي تحيلها على بناتها الخالدات : المرأة المسلمة ، و المرأة العالمية، و المرأة الجزائرية اللواتي يسلمن لها رمز الخلود المتمثل في : المصحف ، القلم ، غصن الزيتون ... أخيرا تقتنع غالية بضرورة الالتزام بهذه الرموز كي تصبح امرأة خالدة ..[/rtl] [rtl]
[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] المشهد الأول[/rtl] [rtl] بيت متواضع ... مقعد ... مائدة ، عفيفة ... تنزع مئزر المطبخ تستعد للمراجعة ... يطرق الباب فجأة عفيفة : الحمد لله ... أنهيت ما كلفني به أبي ،الآن حان موعد التاريخ ... ( تأخذ كتابا و مطبوعة ) وأنا احضر هذه المادة ، أجد متعة كبيرة .. خصوصا هذا الدرس الأخير، دور المرأة في الثورة التحريرية ، انه يعطيني دفعا كبيرا للأمام، يحررني من الخوف،و من العقد... ( الباب يطرق .. طرقا مطربا .. ) نعم ،حاضر.. من الطارق ؟ ( تفتح عفيفة الباب متفاجئة بقدوم غالية وهي تتأخر إلى وسط الركح) غالية : أنا التي غلت في عين والدها فسميت . عفيفة : نعم أنت الغالية ... لأنك الأمل الذي انتظرته خالتي ، وعمي فيك يا غالية . غالية :فيلسوفة أنت يا عفيفة ... كما عهد تك ، رغم انك بين هذه الجدران الأربعة ... عفيفة : بدأت تستفزينني ،بل أنا أعيش محلقة بعقلي في ربوع العالم ، هؤلاء علماء ، هذه فلسفة، هذا التاريخ ... هذا أدب .. غالية :(بالدارجة) إلي قرآ قرآ بكري ... كم قلت لك مرارا ، انك وجدت فرصة للتفرغ ، للفراغ والتخلص من عناء الدراسة ،و المدرسين ، والتحضير والحفظ فما سمعتني . عفيفة : ( تنظر بازدراء إلي الغالية ، وهي تصنفف شعرها من حين إلي حين وتنظم أزياءها ... وهي تتصفح مجلات أجنبية للأزياء) كان واجب عليك أنت أن تتفرغي إلي العلم ، وان تستغلي الفرصة الذهبية التي منحت لك، وان تفوزي بتحقيق ذاتك في المجتمع ... لا أن تضيعي وقتك ذهابا وإيابا في هذا السن المبكرة إلي الحلاقات وكل لحظة ( تقلدها في تصفيف شعرها ... ) وإلى المحلات و ... أما أنا، منذ وفاة والدتي رحمها الله ما ضيعت الفرصة، ولكن الظروف ألزمتني بترك مقاعد الدراسة لا الدراسة . فالدراسة متوفرة والحمد لله إنني أحضر ...... غالية : علا بالي ... البكالوريا ... دروس بالمراسلة ( تريــها مجلة فنية للأزياء ... ) هاهي دروسي أنا ... ولما هذه الطرق الملتوية الطويلة ... أنا أبحث عن الشهرة ،بأقل تكلفة و أقصر طريق .ممثلة ..، نجمة ، مطربة ، عارضة أزياء ... عفيفة : إنك تجر ين وراء سراب ، وهم، وهل الشهرة مجانية، وأي شهرة هذه التي لا تدوم ... شهرة تنطفئ بانطفاء لذتها ... تأكل حياتك ... ويذهب أنصارك ... وتعيشين حياة الكآبة و المأساة ... غالية : إذن نوريني أيتها الحكيمة كيف أصل إلى شهرة سليمة ... ألا تحبين الشهرة ... عفيفة : الشهرة ...فيها تقدمين من عمل خالد، يدوم بعدك، ويبقى ذكرك طيبا على ألسنة الناس، مدى الحياة ،..(تأخذ مطبوعة الدرس الأخير ...) هؤلاء نساء خالدات ، أعطين للتاريخ أعمالا ...إنهن خالدات لا ضائعات يمكن لك أن تعرفي سر خلودهن ... كي تقتدي بأعمالهن الرائعة . غالية : إيه زدتي طولتيها وهي قصيرة (بالدارجة). يبدو لي، أننا لن نتفاهم أبدا ... ( تنهض ... تجمع مجلاتها.. )سأعود بعد حين ـ .. ديسكوـ ديسكو تاك ...خير من هذا الكابوس ،سأقتني آ خر ألبوم للشاب ... ( تأخذ حقيبتها وتستعد للخروج ..) عفيفة : مسكينة ابنة خالتي ... أخشى أن تضيع في مهب الرياح .إن التيار صعب ... والسير فيه انتحار ..لابد من حل ينقذ ـ الغالية ـ من هذا المنزلق الخطير ... ( تفكر) وجدتها ، وجدتها ( تأخذ مجموعة كتب ... مطبوعات ـ جرائد . سليمة : ( تدخل فجأة لأن الباب كان مفتوحا ) ماذا وجدت ؟!كنز ..... عفيفة : جئت في الوقت المناسب ... يا سليمة . سليمة : طبعا ... لأنني على موعد مع غالية وشفيق، لإنجاز عمل مشترك . عفيفة : غالية ... لقد كانت فانتظارك ثم انصرفت غاضبة ؟ ! . سليمة : غاضبة ؟ لعلك أثرت غضبها يا عفيفة، لقد عملنا المستحيل، لاستمالتها، كي تشارك معنا في البحث . عفيفة : بحث ...حول ماذا ؟ ... لعلني أستفيد معكن ... سليمة : غالية تريد الشهرة ...تعرفين ذلك ؟!. عفيفة : وهذا ما أثار غضبها مني ؟ .ولقد خشيت عليها من الانفلات ...ثم الندم ...حيث لا ينفع الندم . سليمة : لذلك نحن أيضا ...سعينا لإدراجها معنا في إعداد هذا العمل ...( طق طق الباب ). عفيفة: أدخل ... لعلها هي ( يدخل شفيق وهو يحمل حافظة ) شفيق : سلام ووئام ...بنات الكرام .. سليمة : مرحبا بالأخ ...الزميل ...المواظب والمجتهد . شفيق : أين هي الغالية ـ لقد أحضرت معي ...ما يقنعها ...وما يؤهلنا للفوز بالبحث ... عفيفة : شوقتني ... أنت أيضا مشارك معهن ...أعلم ...أنك تحب العلوم فهل هو بحث علمي ... سليمة : إنه طريقنا جميعا ... إلى الخلود ...إلى إثبات الذات ... إلى التأثير . شفيق: ... المرأة الخالدة ... صورة حية عن صمود المرأة عبر التاريخ ... بالعمل والفكر ... بالتّضحية والدّموع، عبّدن الطريق للأجيال ... طريق السعادة والهناء. عفيفة : أيـــها الوفي، أشكرك ...وأقدّر عملك ،ارني أطلع على هذه الوثائق ...( تأخذا لوثائق ) هذه هي ...وجدتها ... سليمة ـ سليمة .هذا ما كنت أبحث عنه،لإقناع غالية بالدور الحقيقي للمرأة ... سليمة : إذن ساعدينا على ضمها إلى صفنا ، صف العمل ... الإجهاد لإثبات الذات... طق ..طق ..(غالية تدخل ، تضع على أذنيها سماعة لمسجل غنائي ...) غالية : (تغني تحمل شريطا )ـ آخر نغمة سأمتع سمعي ... الجميع : مرحبا بالغالية ...ها نحن هنا . غالية :مفاجأة، ولكني متعبة اليوم ،لا أريد أن أعمل شيئا ...جئت لأعتذر لكم . شفيق :إن العمل جماعي ...ولا بد من مشاركـــــتــك ،خصوصا في هذا البحث . غالية : أنت بالذات أسكت ...أما كفاك مضايقتي في المنزل، كيّ تلاحقني إلى هنا، كان مفروضا عليك أن تشارك ذكورا مثلك، في بحث خاص بالمرأة . سليمة : ما هذه التفرقة...نحن إخوة ثم نحن زملاء ... غالية : أنا ما جعلت هذه التفرقة ... الذكور هم الذين ابتدعوها... عدم المساواة... الاحتقار. عفيفة : (بالدارجة)إيه راك متأخرة ياسر ،هذا الأمر انتهى منذ زمن ،منذ أن بزغت شمس الحقيقة الإلهية على الكون . قال الله تعالى {من عمل عملا صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانو يعملون }آ:97 ـ سورة النحل شفيق :ما شككت يوما في رأسي ،أو قدمي، أو بصري، أو قلبي ...أنه ليس لي ...فكيف أشك في نصفي .. أمي، خالتي ، عمتي ، أختي فإنّه لا حياة لي بدونهن ... سليمة :فعلا فإن النساء شقائق الرجال . غالية :علا بالي أما ترين الاستهزاء القائم على المرأة في مجتمعنا...المرأة حاشاك ...العائلة أكرمكم الله وهناك من يكنيها بالدار ...حتى قال بعضهم لأصحابه ( تضحك باستهزاء)(بالدارجة) ...حاشاكم الدّار طاحت في الكوزينة ...( يضحك الجميع) شفيق :وأنا أيضا أعرف أن بعضهم ،عندما غابت زوجته في زيارة أقاربها قال '' الدّار بلا دار ماشي دار" عفيفة :إن رجال مجتمعنا محافظون، غير أن التشدد مضّر ..وقاس . سليمة: والتسيب أشد خطرا، على كيان الأسرة . غالية : والجهل، إنه الخطر المحدق بنا، والعائق أمام تقدمنا ... شفيق : ( يأخذ ورقة من ملف البحث )هاهي شهادة لكبار علماء أمتنا ـ الإمام العلامة، رائد النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس ـ : *"لا تقوم الحياة إلا على النوعين اللذين يتوقف العمران عليهما، وهما الرجال والنساء...فلن ينهض المسلمون نهضة إسلامية حقيقية، إلا إذا شاركـتهم المسلمات في نهضتهم، في نطاق عملهن الذي حدده الإسلام، وعلى ما فرضه عليهن من صون واحتشام *[1] " غالية : إن هذا الكلام يزيد ني غيظا ...أحس بالقيد ..أحس بالضغط ...أليس هذا هضما لحريتي وانطلاقي . عفيفة :أما رأيت مدينة كبيرة ...تكثر فيها حركة المرور ... إذا أطلق العنان لهذه الحركة فماذا يكون ؟ غالية : علا بالي .........الاصطدام .......الهلاك ... تدخل في بعضاها . سليمة : كذلك المجتمع، كل في حدود تخصصه ومهامه ... فالمرأة فيما أوكل إليها والرجل كذلك ... والتكامل بينهما واجب ... شفيق :فهناك وظيفة أساسية ... أنشىء الكون عليها ...إنها أغلى شيء في الوجود ...إنها الأمومة . غالية : وتلك كارثة أخرى ... النهاية المحتومة ...و القدر المفروض ...زواج ..طبخ ...غسيل ...تسياق ...غبن ...هم(بالدارجة) عفيفة : إنها أسمى المراتب ... وإن المكافأة عليها لعظيمة . سليمة : " الجنة تحت أقدام الأمهات .." . شفيق : إن هذا الجزاء يستوجب إعدادا كبيرا فـــ :[/rtl] [rtl] الأم مدرسة إذا أعددتها*** أعددت شعبا طيب الأعرق[/rtl] [rtl] (يأخذ ورقة ) ـ تقول مي زيادة : للأم قد تركت ابنها ضائعا:" يا أم الصغير؟ تعالي اسجدي أمام السرير ، سرير الصغير! اسجدي أمام هذا المهد، الذي لعبت بين ستائره طفلة ،وحلمت به فتاةـ وانتظرتيه زوجة ، فما خجلت أن تهمليه أُماًَ، اُسجدي أمام المهد ،فإن المهد محجتك القصوى .. واسجدي أمام السرير، ولا تدعي رب السرير يبكي، لئلا تملأ قلبَه مرارةُ الوحدة ،حتى إذا شبّ رجلاَ، تحولت المرارة كرهاَ وصرامة. اُسجدي أمام السرير , وناغي الصغير . إن دموع الأطفال أشد ُّإيلاما من دموع الرجال .." غالية : فالأب الجاهل و الأم الجاهلة ، ما صنعوا حضارة ولا بيتا ... عفيفة : حقا ...لذا وجب الإعداد من الآن ، من البيت ... من المدرسة ... من هذه الجلسة ... من هذا البحث . أما قرأت قول أحد العظماء " المرأة العظيمة تلك التي تهز المهد بيمينها ، وتهز العالم بيسارها " سليمة : إن القيمة الحقيقية الآن للمرء ذكرا، او أنثى فيها يقدمه من عمل نافع للبشرية ،حسب قدرته وكفاءته... في إطار مبادئه وحدوده .. في العالم ... غالية : آه ...أحس بإرهاق شديد ... أنا في حيرة ..في تردد . شفيق : والبحث ... متى سنحرره ؟ . غالية : أرجوكم ...أريد أن أستريح قليلا ... أريد أن اعرف حقيقة موقعي ...كي أقرر. عفيفة : هاهو كأس من العصير ...هدئي أعصابك . سليمة : هاهي ذي ...مراجع البحث أمامك فكري ...فكري .[/rtl] [rtl]
[/rtl] [rtl] [/rtl] [rtl] المشهد الثاني ( تجلس غالية على كرسي يتوسط الخشبة ...إذا أمكن ، موسيقى هادئة ...إنارة ليلية خافتة ... تقرأ بشغف كل ما يقابلها من كتب ثم تتماثل بالسقوط عياء فتدس رأسها بين ذراعيها على الطاولة ثم ترفع رأسها وهي تصرخ ) غالية : أماه ... إني محتارة إني متعبة أرشديني ...دليني . الأم الكبرى : ها أنا بنيتي ... هاأنا ذا أسمعك .( تستدير ... ينار الضوء ... امرأة تتوسط الخشبة لباس تقليدي جميل ...تاج على رأسها يضيء...) ( أو صوت خفي ) . غالية : (نتهض من مكانها و هي تفتش في أرجاء الحجرة هنا و هناك )من أنت ...ماذا تريدين مني ...؟ الأم الكبرى : أنا حواء، أم الكون ...أنا الشجرة الخالدة ...جئت بنيتي ...لزيارتك، أشفقت على حيرتك . غالية : إذا كنت أنت الأصل ...فكيف تفرعت . الأم الكبرى : إنها سنة الله في خلقه ...إنها السنون، ولكني أحفظ فروعي اليانعة في السماء، التي أثمرت و أتت أكلها ... إنها مني ، وإني منها ومادون ذلك ... فهو تمرد و.........( غالية تقاطعها) غالية : وأنا من أ ي فرع منك يا أماه ، إني أريد أن أكون خالدة ( تفتح جناحيها ...فستانهاأو برنو سها الكبير ... تخرج عنها ...ثلاث نساء ... أو يدخلن إلى الخشبة في موكب جميل تقودهن أطباق بيضاء، تحمل شموعا على إيقاع موسيقى جميل ... تقف غالية مشدوهة وهي تتابع دخولهن ) الأم الكبرى : ها هي ذي كواكبي المنيرة على الأرض، فابحثي إلى أي كوكب منها تنتمين، واعملي على شاكلتها، كي تكوني خالدة ...خذي منهن عملا صالحا، واسأليهن عن سبب خلودهن ...تعرفي إليهن ... ( تبتعد .لتصعد على مدرج مرتفع ...امرأة على اليمين ـ اليسار ـ الوسط ) ـ ترمز الأولى :للمرأة المسلمة تحمل (كتابا يرمز للإسلام .. غلافه يظهر شمسا ساطعة) ...( الثانية على اليسار تحمل قلما ترمز للعالمية ...الوسطى : الجزائرية تحمل غصن الزيتون )( تسير غالية حائرة بين هِؤلاء الثلاثة ...... تنظر بدهشة وتسأل ) غالية : ( في اتجاه المرأة المسلمة ) من أنت ...كيف فزت بالخلود، كيف رسخت في الذاكرة البشرية ...كيف تعيشين ..؟ المرأة المسلمة : ...كنت مهانة ...كنت مؤودة ..كنت...كنت حفيدتي ...تعرفين ذلك .. غالية : أعلم .. إلى وقت قريب فقط ...كنتِ وكنتِ.... المرأة المسلمة : أكرمني خالقي ... كما أكرم البشرية جمعاء ،بنور السماء، بنور الإسلام ( تشير إلى الكتاب)فأصبحت الأم المكرمة، والبنت المعززة ...والمرأة المؤثرة في الحياة ... بعملها... برأيها ...بفكرها. غالية : فمن هن اللواتي ...برزن فيك ... يا أماه . المرأةالمسلمة::القائمة طويلة ( يمكن للمخرج أن يخرج منها نساء كثيرات كل واحدة تمثل رمزا لجهاد المرأة المسلمة وعملها وعظمتها ) ـ اسألي ـ أمك .. ابنتي الكبرى خديجة ... عظيمة ... عظيمة .. كفاها فخرا ... أن كانت أول إمرة اعتنقت الإسلام . غالية : عظيمة بوقوفها لأعظم رجل عرفته البشرية، إنه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام . المرأة المسلمة: أغدقت عليه الحنان والعطف، ووضعت مالها بين يديه، لخدمة الإسلام ...إيمان ، حنان وعطاء فكانت خالدة ـخالدة ـ غالية : زيد يني ـ يا أماه زيد يني ... المرأةالمسلمة:واذكري في كتاب الذاكرة ... عائشة ...عالمة الأمة .. علم ... ذكاء ... ذاكرة ... غالية : أعلم ... فقيهة الأمة ... خالدة حقا ... المرأة المسلمة: واذكري في كتاب الذاكرة ... الخنساء ...أم بصبرها وأمومتها ... واذكري : أسماء , و الشيماء والشفاء وأم سلمة .. غالية : ذكريني أما ه بامرأة قاسية في الجاهلية ، قوية في الإسلام . المرأة المسلمة: هذه هند بنت عتبة ... التي عرفت حقيقة الإسلام ،فندمت على جاهليتها وأسلمت على يدي الرسول الكريم، فحسن إسلامها . غالية : هل شاركت المرأة في الجهاد . المرأة المسلمة: واذكري في الكتاب سمية زوج ياسر ـأول شهيدة في التاريخ الإسلامي ، أصبحت خالدة . بصبرها ...وثباتها ، ويقينها ... غالية : سلام عليك أماه ... ذكرتني بالأمس القريب ...ذكرتني بأمي ...الجزائرية ( تنتقل إلى المرأة 2...) أنت كياني ...ووجودي ... سأعود إليك كي آخذ من هذه المرأة العالمية ...ما يفيدني . المرأة العالمية: ... إن تاريخ المرأة العالمية ...استشهاد طويل ...من أجل العلم ...من أجل التحضر ... الرفاهية . غالية: ذكريني ـ سيدتي ... ماسر خلودك ...ماهو إمتيازك ..وكيف لي أن أستفيد منك، وأنا أدين بالإسلام. المرأة العالمية: جهادنا واحد ... وإن اختلفت المبادىء ...إن الإنسانية بحاجة إلى السلام، الرفاهية العدالة، خذي من أخواتك في العلم ما يفيدك خذي ...العلم... التضحية ... ماري كوري عالمة إفتكت جائزة نوبل في الكيمياء ،بعلمها بجهادها بتضحياتها، وتركت للبشرية دون تميز علما نافعا لا ينتهي فضله أبدا.... هاهي الأم تيريزا ...في التضحية ... السلام، الخير للناس أجمعين إنها مجاهدة من أجل نشر دينها و المبادئ السامية للإنسانية ..ظلت أربعين سنة تقاوم الجهل و الأمية في الهند .. ففازت بلقب السلام إنها الأم تريزا . غالية: فعلا إنك أيتها المرأة العالمية لجديرة بالإحترام و التقدير( تنتقل إلى المرأة الجزائرية) المرأة الجزائرية: حفيدتي الغالية ...لأجلك ولأجل أن تكوني غالية ... خضنا الغمار، وما تركنا الرجال وحدهم ... بالتضحية والفداء ...والجهاد والشهادة ...حققنا السلام في ربوعنا هاهي ... فاطمة نسومر . غالية : امرأة زعيمة ... قهرت الأعداء ... أخضعت أكبر قوة في عصرها ...تلك معركة _إشريضن ـ شاهدة على عظمتها وعلى جدارتها في القيادة و الجهاد ..هزمت جنرالات العدو ، و سجلت بأحرف من نور و نار، صفحة مجيدة في تاريخ أمتنا المعاصرة ،إنها المجاهدة ، القائدة ، العالمة فاطمة نسومر .. المرأة الجزائرية: ...شكرا لك، فالإطلاع على تاريخ أمجادك، يزيد في خلودنا ...فتلك رمز القيادة والريادة والذكاء والعلم ...هاهي ذي رمز آخر ...حديثا فقط. كانت مصدر إلهام للكتاب والشعراء وللفنانين فهل عرفتها ...إنها خالدة في حياتها فالتاريخ يمجدها ـ وفي لها ... ( غالية تفكر) غالية : إنها جميلة الجميلة . المرأة الجزائرية: بتضحيتها بثباتها بصبرها ...كانت منارا للرأي العام و العالمي ...ورمزا لتضحية المرأة المجاهدة الجزائرية. غالية : خلدها بيكاسو في لوحته ، خلدها نزار قباني في شعره ..... المرأة الجزائرية : خلدتها سيمون دوبوفوار في كتابها ،خلدها يوسف شاهين في أفلامه ، وما زال صداها يرن من الأمس إلى اليوم . غالية : زيد يني أمي زيد يني . المرأة الجزائرية: أعلم أنك تعرفين الكثير ..الكثير ...اذكريهن ...تعلمي منهن حب الوطن ... التضحية الفداء . غالية : شكرا أماه ... إن ما أحصاه التاريخ، أقل مما لم يحصه ...إنهن هنا(تشير إلى الجمهور)، في كل مكان ...في كل بيت .. الأم الكبرى : ...بنيتي الغالية( صوت يرن صداه من بعيد ) ...بعد تشاور واتفاق ..قررنا نحن المرأة الخالدة أن نمنحك سر الخلود ، بناتي الخالدات ، سلمنها الأمانة ... وداعا بنيتي ، عليك أن تكوني أولا تكوني ( تحيط النسوة الثلاثة بغالية ويتوالين في إعطائها الأمانة ) تعيد الأم العبارة الأخيرة تدريجيا مع الصدى حتى تختفي ...) ـ كوني أو لا تكوني ........ المرأةالمسلمة: ( تستلم غالية الكتاب المقدس) هاهو ذا سر خلودك عاجلا أو آجلا ... اعملي به تفوزي ..حصني به أجيال المستقبل ... اجعليه دليلا ونبراسا في حياتك ـ تفلحي ـ غالية : سمعا وطاعة أماه ... المرأة العالمية: ( تسلمها القلم ) هاهو ذا سلاحك ...وسيلتك نحو التحرر والانعتاق، نحو التحضر والازدهار، واجعليه نورا لك ... برهانا للأجيال الصاعدة نحو الريادة . غالية : بورك فيك أيتها المرأة الرائدة . المرأة الجزائرية: (تحمل غصن الزيتون ...وتسلمه لغالية) رمز السلام والاطمئنان ، من ربوع هذه الأرض الطيبة ، اقتطفناه من شمم الأوراس، وشامخات جرجرة ، كي يبقى مثال المرأة عاليا في الفداء، والتضحية، اجعلي حياتك وفقا للسلام، والسلم في العالم، اجعلي الإسلام قبسا لك كما كان السلف ، اجعلي المرأة في العالم قدوة ، فيما بذلن من جهد في التحضر والتقدم، لافي الانحلال والتفسخ . غالية : أعاهدك أماه ،أن أكون رائدة بديني ، وعلمي، و عملي، وتحضري (بعدما تستلم ـ غالية ـ الأمانة ...تعود إلى مكانها .. على المقعد حيث كانت تفكر .حينها تخرج النسوة الثلاث على نفس النغمات الموسيقية التي دخلن بها)
[/rtl] [rtl] المشهد الثالث [/rtl] [rtl] ( غالية تستفيق تدريجيا بعد خروج النساء الثلاثة ) غالية:( تنادي وتمسح عيناها ... تأخذ الكتاب المقدس والقلم وغصن الزيتون )ــــ: شفيق... ،سليمة ...،عفيفة ، وجدتها...وجدتها ( يسرعون في الدخول والوقوف بجانبها تستدير، نحو شفيق) . شفيق :أختاه ... أختاه ...( مستبشرا ) . غالية : أيها الشفيق ...الرفيق ...الشقيق ..مرحبا بك ...هيا نبدأ المسير . عفيفة : غالية ... غالية ...هل قررت، هل عرفت موقعك ... غالية : ( تشير إلى الكتاب والقلم وغصن الزيتون ..)ــــ : إنها رموز المجد والخلود ( تدور فرحة وجدتها و جدتها ) سليمة : رموز المجد . غالية : إن أمنا ( المرأة الخالدة ) لم تخلد بضياعها، ولا باستهتارها، ولا بخروجها، عن أصلها، إنما خلدت ( تظهر الكتاب) بإسلامها. بعملها (تظهر القلم ) بتضحيتها، من أجل السلم والسلام ( تظهر غصن الزيتون ) هذه طريقنا . .. بدونها لا وجود لنا في الكون . عفيفة : بورك فيك يا غالية ...كنت متأكدة من أصالة معدنك ...ومن سلامة باطنك ،فأنت من سلالة الأجداد الأشداء، والأبطال الأحرار. غالية: هيا بنا إلى الخلود... هيا بنا إلى الفلاح . شفيق : أول خطوة تبدأ من هنا .. (من إعداد البحث ) نعم الجميع : غالية .. هيا بنا .. هيا ، هيا بنا ( يقتربون من الجمهور بشكل هلالي جميل ( في غمرة التصفيق تصعد بنت صغيرة ترمز لامرأة المستقبل، وهي تسلم زهرة إلى غالية وتقبلها ) غالية : ما اسمك ؟ . البنت : أنا أيضا اسمي غالية مثلك . غالية: إذن خذي هذه الأمانة ( تسلمها الأمانة , الكتاب، غصن الزيتون ,و القلم )[/rtl] [rtl] (( انتهى بحمد الله ))[/rtl] | |
|
| |
abdelhalim berri المدير العام
الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI البلد : Royaume du Maroc
عدد المساهمات : 17537 التنقيط : 96832 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 11/08/2010 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الخميس 06 مارس 2014, 20:42 | |
| حقوق المرأة المسلمة
في ميزان الشرع لا ميزان التقاليد
المؤلف: جمعية النهضة النسائية الخيرية – الرياض
مقدمة:
إن المتفحص لوضع المرأة المسلمة في كل الديار الإسلامية، يجد أنها تعاني بشكل أو بآخر من هضم لحقوقها المشروعة سببه الجهل الذي يشكل أحد أهم أركان مثلث التخلف (الفقر والمرض والجهل) الذي تعاني منه شعوب العالم الثالث الذي تنتمي إليه معظم البلاد الإسلامية مع الأسف.
إن جهل المرأة بحقوقها الشرعية هو جزء من حالة الجهل العام الذي تعاني منه النساء في البلاد الإسلامية، والأخطر من ذلك هو عدم وعيها لهذه الحقوق وعدم تمسكها بها كجزء من العقيدة العظيمة التي تنتمي إليها.
كل ذلك أدى إلى تراجع في دور المرأة المسلمة عما ينبغي أن يكون عليه، وبالتالي تخلخل بناء المجتمعات المسلمة وأصبحت بالشكل الذي هي عليه الآن.
وتواجه المرأة المسلمة في هذه الحقبة من التاريخ نوعين من التحديات:
الأول داخلي وهو إما التقاليد البالية أو القوانين الوضعية،
والثاني خارجي وهو تيار العولمة،
فكيف يمكن لها أن تقف بوجه هذه التحديات جميعاً، وأن تقوم بدورها الحقيقي، وأن تساهم في دفع عجلة الحضارة والتقدم؟ وما هي المعوقات والتحديات التي تقف في طريقها لتؤدي دورها بالشكل الذي رسمه لها الله سبحانه وتعالى؟
ويمكن حصر المعوقات والتحديات التي تواجه المرأة المسلمة في النقاط التالية:
* عدم وعي المرأة بحقوقها الشرعية.
* التشابك الحاصل بين الشرع والتقاليد.
* نظرة الرجل الحريمية للمرأة، وعدم وعيه لأهمية الأدوار الأخرى التي يمكن أن تؤديها المرأة في الحياة خارج إطار المنزل والإنجاب.
* السقوط في النظرة الغربية للمرأة، وذلك بسبب خلفيتها الهزيلة عن الحقوق التي منحها إياها دينها الحنيف.
أما الوقوف في وجه التحديات السابقة الذكر فيجب أن يتم حسب المراحل التالية:
* العمل على توعية المرأة المسلمة بكافة حقوقها الشرعية.
* العمل على تقوية شخصية المرأة المسلمة من خلال إيمانها بذاتها وبقدراتها الفكرية والجسدية، ومن خلال إيمانها بما منَّ عليها الخالق من حقوق.
* العمل الجاد وبطريقة منهجية سليمة على تغيير الفكر الحريمي في المجتمع.
* توعية المرأة المسلمة بالفروق بين حقوق المرأة في الإسلام وحقوق المرأة التي تنادي بها المجتمعات الأخرى.
إن هذا الكتيّب هو عبارة عن رسالة توعية للمرأة المسلمة، بحقوقها الشرعية، حتى تتمكن من فك التشابك الحاصل بين الشرع والتقاليد، فتسعى لنيل حقوقها المشروعة متأدبة بأدب الإسلام غير متأثرة بدعوى تغريب أو تشريق، فالإسلام ضمن للمرأة حقوقاً عادلة لم تعرف لها الإنسانية مثيلاً، وكفى بالمسلمة فخراً لأنها تنتمي إلى دين حفظ كرامتها وأكرمها إكرام الرجل نفسه، فهما شقّا الحياة، وخلفاء الله في أرضه، ولم ترد أي إشارة إلى أن الله تبارك وتعالى استخلف الرجل وحده في الأرض دون المرأة. قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)(1).
وأكد الإسلام أيضاً إنسانية المرأة، وأهليتها للتكليف والمسؤولية والجزاء، ولم يفوّت لها حقاً من حقوقها، وحدد معالم شخصيتها، وأوضح عناصر تكوينها، وثبت حقوقها، وبيّن واجباتها، وسوّاها بالرجل أمام الله وأمام الناس وأمام القوانين، ولم يجعلها تابعاً للرجل لا في التفكير، ولا في صنع القرار، ولا في الاستخلاف.
إن عدم وعي المرأة المسلمة بحقوقها يعتبر معول هدم لجهود البناء الحضاري، ولا يكفي أن تعلّم المرأة تعليماً يمحو أميتها فحسب، بل يجب أن يتعدى ذلك ليمحو أميتها في معرفتها بقدراتها، وبحقوقها الشرعية وبدورها الذي رسمه لها الإسلام بعيداً عن التقاليد والنظرة الحريمية والأفكار المستوردة.
إن هذا الوعي هو حجر الأساس الذي يجب أن تنطلق منه عملية البناء الجديدة لشخصية المرأة المسلمة، وعلى المرأة أن تستوعب أن الإيمان والعلم والمعرفة هي الطريق التي ستؤدي بها إلى معرفة دورها الاجتماعي والحضاري من أي موقع مسؤولية وُجدت فيه. فالإسلام جعل الكل راعياً في موقعه والكل مسؤول عن رعيته، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته:
فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته،
والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم،
والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم،
والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه،
ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"(2).
الحقوق الشرعية للمرأة المسلمة:
انبثق تكريم المرأة في الإسلام من تكريم الله تعالى لبني آدم، أي لجنس البشر، لا فرق فيه بين أنثى وذكر، فلقد قال جلّ جلاله: (لقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً)(3).
وينظر الإسلام إلى المرأة من خلال كونها محور الأساس في الأسرة المسلمة، ومركز الثقل فيها، فهي الأم التي تصنع الأجيال وتعدهم الإعداد اللازم ليقوموا بأدوارهم المنوطة بهم دينياً واجتماعياً وعلمياً، وهي الزوجة التي تشاطر زوجها حياته، سكناً وسنداً وموئلاً. وأعز الإسلام المرأة أماً، فجعل الجنة تحت أقدامها، وأعزها زوجاً فألزم زوجها بحفظ حقوقها، ورعاية شؤونها، والإنفاق عليها، والوفاء بالشروط التي لها، وأعزها بنتاً فألزم أباها بإعدادها لتمارس دورها، وجعله من أعظم الناس أجراً إن أحسن تنشئتها.
ولقد تكلم الإسلام عن حقوق المرأة بالتفصيل ولم يفوت لها حقاً من حقوقها، ويمكن تبويب هذه الحقوق كالتالي:
* الحقوق الإنسانية.
* الحقوق الاجتماعية.
* الحقوق الثقافية.
* حقوق المرأة ضمن الأسرة.
* الحقوق الاقتصادية.
* الحقوق القانونية.
* الحقوق السياسية.
الحقوق الإنسانية للمرأة:
يمكن تسميتها أيضاً الحقوق العامة للمرأة لاشتراكها والرجل فيها، حيث إنهما يشكلان الجنس البشري ويتساويان في أصل النشأة، كما قال تعالى: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)(4).
ويتساويان في الخصائص الإنسانية الهامة ولا فرق بينهما إلا بالتقوى، قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)(5)، كما يتساويان في التكاليف والمسؤولية والجزاء، والآيات التالية تبين هذه المساواة، قال تتعالى: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعدّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً)(6). وقال أيضاً: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض..)(7). وقال أيضاً: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً)(8).
وينضوي تحت الحقوق الإنسانية الكثير من الحقوق وهي:
- حق الحياة.
- حق التكريم والاحترام.
- حق العدالة.
- حق الحرية.
حق الحياة:
هو أساس كل الحقوق وسرّ وجودها ومصدر فعاليتها، وهو منبثق عن الآية الكريمة: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)(9). وحيث ورد التعبير في الآية بكلمة نفس ليسقط فارق الذكورة والأنوثة، ويشير بأن حياة كل فرد قابلة للمقارنة في الجوهر مع حياة الجماعة بأكملها، ولذلك يجب أن تصان وتعامل بالعناية القصوى.
أما قوله تعالى: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)(10) يدل على أن عقوبة القصاص نافذة في قتل المرأة الرجل على السواء، وتختفي هذه التسوية عندما تنزل العقوبة إلى الدية حيث تصبح دية المرأة نصف دية الرجل لا لفرق في إنسانيتهما ولكنها مسألة تسوية حقوقية أريد منها التعويض عما لحق بالعائلة من ضرر مادي من جراء مقتل معيل الأسرة وهو الأب(11).
حق التكريم والاحترام:
قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)(12) وقال أيضاً: (ولقد كرمنا بني آدم)(13) فباعتبار أن الإنسان مخلوق في أحسن تقويم بما ميّزه الله تعالى به من عقل وعلم وقدرة على التفكير، وكرّمه بسبب هذه الميزات، فالمرأة بالضرورة لها حق التكريم والاحترام بسبب هذه الميزات الإنسانية.
حق العدالة:
أمر الله بالعدل والإحسان بدون تمييز بين جنس أو طبقة أو فئة كما في قوله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)(14) وهذا أمر إلهي يشمل المرأة والرجل سواء بسواء وعلى مستوى الأداء والتلقي أي يجب أن يعاملوا بعدل، ويعاملونا بعدل أيضاً، أما مفهوم الإحسان فهو أبعد وأشمل قليلاً من مفهوم العدل(15).
حق الحرية:
الحرية ميزة من الميزات التي خص الله بها الإنسان، وحدّها بحدود وقيود، وهي مشتركة في الكم والكيف بين الرجل والمرأة، والمهم في الأمر معرفة معنى الحرية في الإسلام أولاً ثم فهم مدى الحرية التي يُقر بها الشارع جل جلاله.
معنى الحرية:
يتمتع الإنسان بنوعين من الحرية، حرية داخلية وحرية خارجية، فالحرية الداخلية هي علاقة الإنسان مع ذاته وقدرته على التحكم بنفسه والتحرر من قوانين بشريته وهي ليست ما يهم الكلام عنه في هذا المجال، أما الحرية الخارجية فهي علاقة الإنسان مع المجتمع والتي لا يحدّها ويضبطها إلا ما تقتضيه حماية حريات الآخرين ورعاية مصالحهم المشروعة.
موقف الإسلام من الحرية:
قيد الإسلام حرية الأفراد بقيود التكاليف، أي أن الإنسان مسؤول عن جملة وظائف ومهمات كلفه الله بها، ومن ثم فإنه لا يملك أن يتصرف إلا ضمن ما قد أذن الله به.
إذن فللمرأة حق الحرية كما للرجل تماماً، وقد ضمن لها الإسلام حرية الرأي والعمل والتصرف بما تملك، وحرية اختيار الزوج، والحرية السياسية، وغير ذلك ولكن كل ذلك محدود بحدود وآداب الشرع الإسلامي(16).
الحقوق الاجتماعية للمرأة:
وهي مجموعة من الحقوق تُمكن المرأة من القيام بمختلف الأنشطة والمهن والمهارات التي تعود بالخير على المجتمع سواء في الجانب الديني أو الدنيوي، مع ضرورة التزام المرأة بالضوابط والآداب الشرعية، ويمكن تصنيف هذه الحقوق كما يلي:
- حق العمل.
- حق المشاركة في المناسبات والأنشطة الاجتماعية.
- حق الإجارة والأمان.
حق العمل:
أمر الله الإنسان بالعمل ولم يفرق في هذا الأمر بين الأنثى والذكر، قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)(17)، بل جعل علة خلق الموت والحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، فقال جل وعلا: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور)(18) فالمرأة مكلفة بالعمل ومأمورة بإحسان العمل أيضاً أي إتقانه مثلها مثل الرجل تماماً.
ولعل أهم ما كلفت به المرأة من عمل بعد العبادات هو تربية الجيل وهذا من حق المجتمع عليها، ولا أحد يمكن أن يقوم مقام المرأة في هذا العمل الجليل الذي تنتج عنه أعظم ثروات البلاد، ألا وهي الثروة البشرية، لا من الناحية الكمية فحسب ولكن من الناحية الكيفية وهي الأهم.
ولا تمنع مهمة تربية الأجيال في الإسلام المرأة من العمل خارج المنزل، إذ لا يوجد نص شرعي صحيح الثبوت قطعي الدلالة يحرم عمل المرأة خارج المنزل، ولقد امتهنت النساء في عهد النبوة مهناً متنوعة، فكانت تشتري وتبيع وتمارس الكثير من المهارات والصناعات اليدوية، وكانت النسوة يداوين الجرحى في الغزوات وغير ذلك.
روى ابن هشام خبر المرأة التي قدمت إلى المدينة بجلب لها، فباعته في سوق بني قينقاع ثم جلست إلى صائغ بها لتشتري منه شيئاً.. إلى آخر الحادثة التي كانت من أهم أسباب إجلاء يهود بني قينقاع(19).
وروى البخاري من حديث بن جابر رضي الله عنه عن المرأة التي استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يصنع غلامها النجار منبراً له، وكانت على ما يبدو تشرف على ورشة النجارة بنفسها،
كما روى البخاري أيضاً من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه عن المرأة التي صنعت البردة للرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر الحافظ بن حجر أن امرأة اسمها رفيدة الأسلمية كانت خبيرة بمداواة الجرحى وكانت لها خيمة يوم غزوة الخندق عُرفت باسمها تستقبل فيها المصابين تسعفهم وتداويهم ولما أصيب سعد بن معاذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اجعلوه في خيمتها لأعوده من قريب"(20) أما رملة بنت الحارث فكانت دارها دار الوفود، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينزل الوفود في دارها(21) أما الشفاء بنت عبد الله العدوية فقد ولاّها عمر بن الخطاب رضي الله عنه على السوق تحتسب وتراقب،
بل صح أن نساء بعض الصحابة شاركن في بعض الغزوات والمعارك الإسلامية بحمل السلاح، عندما أتيحت لهن الفرصة
ومعروف ما قامت به أم عمارة نسيبة بنت كعب يوم أحد،
وقد عقد الإمام البخاري باباً في صحيحه عن غزو النساء وقتالهن.
إذن فعمل المرأة المسلمة حق منحها إياه دينها، ولكن حدّه ببعض الشروط العامة والخاصة.
أولاً: أن يكون العمل في ذاته مشروعاً بمعنى ألا يكون عملاً حراماً في نفسه أو مفضياً إلى ارتكاب حرام.
ثانياً: أن تلتزم آداب المرأة المسلمة إذا خرجت من بيتها في اللباس والمشي والكلام والحركة.
ثالثاً: ألا يكون عملها على حساب واجبات ومسؤوليات هامة في حياتها كتربية الأولاد وحقوق الزوج والبيت.
حق المشاركة في المناسبات والأنشطة الاجتماعية:
أعطى الإسلام المرأة الحق في المشاركة في العبادات الجماعية كصلاة الجماعة والجمعة والعيدين وقد أذن للحائض منهن بحضور اجتماع العيد في المصلى دون الصلاة، ولم تكن المساجد في عهد الرسول وقفاً على الرجال كما يفهم الكثير من الناس اليوم، بل كانت شركة متساوية بين النساء والرجال، فقد فاضت بصفوف النساء كما كانت تفيض الرجال، وهذا من أبرز الأنشطة الاجتماعية التي تعود بالخير الديني والدنيوي على المجتمع، فعن عبد الله بن عمر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن"(22).
كما لم تكن حلقات العلم ومجالس المعرفة لأحكام الدين حكراً على الرجال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كان للنساء الحظ الوفير فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل من نفسك يوماً نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال عليه الصلاة والسلام: "اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا، فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله، وكثير من الروايات تدل على أن المرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت كالرجال تشارك في الحلقات وتتعلم وتعلم.
ومن حق النساء في الإسلام المشاركة في المناسبات الاجتماعية كالأعراس والولائم،
ومن حق المرأة المسلمة المشاركة الفاعلة في الأحداث الاجتماعية، فهي لا يمكن أنه تقف مكتوفة الأيدي أمام خطب جلل أو حدث عظيم يؤثر على المجتمع الذي نعيش فيه دون أن تتفاعل معه وتقوم بما يُملي به عليها دينها وعقيدتها وأخلاقياتها الإسلامية، ألم تشارك أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما في حدث الهجرة؟ ألم تتحمل مسؤولية نقل الزاد إلى الغار حيث يختبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم ووالدها، وشقت نطاقها إلى قسمين ليسهل عليها حمل وإخفاء ما كانت تنقل إليهما، فسماها الرسول صلى الله عليه وسلم: ذات النطاقين؟ وغير ذلك الكثير من الأمثلة لا يتسع المجال لذكرها.
حق الإجارة والأمان:
احترم الإسلام المرأة وعزز مكانتها فأعطاها حق الإجارة والأمان لمن يطلب ذلك من الأعداء، فهاهي أم هانئ تقول للنبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: إنني أجرت رجلين من أحمائي فقال صلى الله عليه وسلم: "يا أم هانئ قد أجرنا من أجرت وآمنّا من آمنت"(23).
الحقوق الثقافية للمرأة:
انطلاقاً من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن فرضية العلم حيث قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم، وإن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر"(24)، ومن كون المرأة مستخلفة في الأرض كالرجل، ومسؤولة أمام الله عن كل أعمالها، أعطاها الإسلام الحق في اكتساب العلم والمعرفة والثقافة مثلها مثل الرجل تماماً.
ولابد لنا من وقفة نستعرض خلالها بعضاً مما ورد في أهمية العلم ومكانة العلماء في الإسلام، وذلك لتعلم أنه من الإجحاف بحق المرأة أن تحرم من هذا الشرف العظيم، وأنه من حق كل امرأة مسلمة تؤمن بالله ورسوله، أن تعلم معا هي مكانة العلم في الإسلام وتعي حقها في أخذ نصيبها من العلم، ومن ثم تعي ما لدينها وأسرتها ومجتمعها عليها من حقوق في مجال علمها الذي تعلمته.
أ- العلم في الإسلام مقدم على القول والعمل، حين سئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم قال إن الله تعالى أمر بالعمل بعد العلم واستشهد بقوله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)(25) مستشهداً بالآية الكريمة، كما بوّب الإمام البخاري باب العلم قبل القول والعمل مستنداً على الآية الكريمة ذاتها، فالعلم مقدم على القول والعمل، فلا عمل دون علم.
ب- العلم نور البصيرة لقوله تعالى: (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب)(26).
ت- العلم في الإسلام يورث الخشية من الله تعالى، قال تعالى: (قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً)(27).
ث- الاستزادة من العلم أمر الله، قال تعالى: (وقل رب زدني علماً)(28) فهذا الأمر الإلهي يدل على أهمية العلم في الإسلام، قال القرطبي: فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم.
ج- مكانة العلماء في الإسلام: رفع الله تعالى المؤمنين والعلماء درجات عالية، وبيّن ذلك في القرآن الكريم بقوله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)(29) وميّز العلماء عن بقية الناس لما للعلم من فضل ومكانة في هذا الدين العظيم قال تعالى: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)(30). واعتبرهم أهل الثقة والعدل الذين استشهد الله بهم على وحدانيته جل جلاله فقال: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)(31) وسماهم القرآن الكريم أهل الذكر وأمر الناس بسؤالهم عن الأمور المتعلقة بالعلم فقال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)(32) وأوضح القرآن الكريم أن العلماء هم أكثر الناس خشية من الله تعالى، حيث قال: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)(33) وميز الله تعالى العلماء بعدم انقطاع عملهم بعد الموت وذلك لأن الارتفاع بعلمهم يستمر بعد موتهم كالصدقة الجارية تماماً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"(34)، ورحمة الله تتنزل على العالم والمتعلم كما وعد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم"(35)، وكذلك يُسخر للعالم كل شيء ليستغفر له"(36).
ولقد كان للمرأة في صدر الإسلام مكانة علمية حسب ما كان متوفراً من المجالات العلمية في ذلك العصر، فبدأ من السيدة عائشة رضي الله عنها التي أثبتت للدنيا منذ أربعة عشر قرناً أن المرأة يمكن أن تكون أعلم من الرجال، تلك السيدة التي تولاها منذ طفولتها شيخ المسلمين وأفضلهم أبوها، أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ومن ثم تتلمذت في شبابها على يد أفضل معلم عرفته البشرية زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعت من العلم والفضل والبيان ما جعلها تتصدر النساء العالمات.
أما الصحابية، الشفاء بنت الحارث فكانت من النساء القلائل اللاتي يُتقن القراءة والكتابة قبل الإسلام، ولم يُنكر عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بل طلب منها أن تعلم زوجه حفصة بنت عمر رضي الله عنهما الكتابة وبعض الرقى، وكذلك كانت تقوم بتعليم المسلمات مبتغية الأجر والثواب في ذلك، وهذا إثبات بأن الرسول لم ينكر على المرأة حقها في التعلم وحق المجتمع عليها في الاستفادة من علمها، ويقال إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولاّها شيئاً من أمر السوق أثناء خلافته(37).
ونكتفي بهذين المثلين الإسلاميين العظيمين على ضرورة العلم ومنفعته للمرأة وذلك دفعاً للإطالة.
حقوق المرأة ضمن الأسرة:
حفظ الإسلام للمرأة حقوقها داخل الأسرة زوجاً وأماً وبنتاً، وفصل في هذه الحقوق تفصيلاً رائعاً وذلك انطلاقاً من قاعدة تقديس الإسلام لرباط الزوجية الطاهر وحفظ حقوق كل فرد من أفراد الأسرة.
ويمكن تقسيم حقوق المرأة ضمن الأسرة بحسب موقع المرأة في الأسرة كما يلي:
- حقوق البنت.
- حقوق الزوجة.
- حقوق الأرملة والمطلقة.
- حقوق الأم.
أولاً: حقوق البنت:
أ- التكريم والرعاية والمعاملة الحسنة.
كرّم الإسلام البنت في بيت أبيها تكريماً لم تعرفه البنات قبل الإسلام، ولنا في هدي خير الآباء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع بناته في كل مراحل حياتهن رضي الله عنهن الأسوة العظمى، فلقد كان للرسول صلى الله عليه وسلم أربع بنات هن:زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، وشاء الله أن يكون نبيه الخاتم أباً لبنات ليكون قدوة للمؤمنين في حسن معاملتهن، وحفظ حقوقهن التي أقرها لهنّ الدين الحنيف.
وكانت أبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وتصرفه مع بناته حدثاً جديداً على الحياة في الجزيرة العربية عامة وعلى حياة المرأة خاصة، حيث كان الناس في الجاهلية يكرهون البنت لدرجة أن بعضهم وأدها خوفاً من عارها، فجاء الإسلام ليحفظ للبنت حقوقها وأنزلها المنزلة اللائقة بها ووعد من يرعاها ويحسن إليها بالأجر الجزيل، وجعل حسن تربيتها ورعايتها والنفقة عليها سبباً من الأسباب الموصلة إلى رضوان الله وجنته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه"(38).
ومن هديه أنه كان يفرح لمولد بناته رضي الله عنهن فقد فرح واستبشر لمولد ابنته فاطمة رضي الله عنها رغم أنهها كانت البنت الرابعة له ليه الصلاة والسلام، ولقبها بالزهراء وكانت تكنى بأم أبيها.
وينطبق كل ما تكلمنا عنه سابقاً من حقوق إنسانية، واجتماعية، وثقافية، وما سنتكلم عنه لاحقاً على حقوق البنت، وسنقتصر هنا الكلام على حقوق البنت في ما يخص موضوع الزواج دفعاً للإطالة والتكرار.
ب- حق البنت في اختيار الزوج:
حفظ الإسلام للمرأة حقها في اختيار شريك حياتها بشرط أن لا يكون كافراً قال تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم)(39) فإذا آمنتْ إيماناً مؤكداً لم يمنعها الإسلام من الزواج منه، ومن أصر على كفره فلا مجال للزواج منه، بل ذهب الإسلام إلى فض عقد زواج امرأة مسلمة يصر زوجها على الكفر. قال تعالى: (فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن)(40).
ت- حق البنت في رؤية خاطبها:
وتُمكن البنت المخطوبة من رؤية خاطبها، وتنظر إليه كما ينظر إليها، فلها الحق في رؤية من سيشاركها حياتها، ويُفهم الجميع أحكام الخطبة بعد الموافقة على صاحب الدين والخلق وصاحبة الدين والخلق أيضاً، كما يُبين لهم أن الخطبة والرؤية والنظر إنما هي من أجل المعرفة وحصول الموافقة فقط بين الطرفين كل ذلك في حدود الله وأحكام شريعته(41).
ث- حقوق البنت عند إبرام عقد الزواج:
لا ينعقد الزواج في الإسلام بمجرد الطلب أو إعلان الرغبة من جانب واحد دون اعتبار لإرادة المرأة، إنما يجب أن تكون إرادتها مساوية لإرادة الرجل في هذه القضية، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُنكح الأيّم(42) حتى تستأمر ولا البكر حتى تستأذن، قالوا: يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت"(43) أما الثيب فيحتاج أبوها أو وليها إلى موافقتها الصريحة على الزواج، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم تستأمر، ولا يحق لولي المرأة أن يعقد نكاحها إذا لم يستأذنها، وحصل في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الخنساء بنت خذام الأنصارية زوجها أبوها وهي ثيب فكرهت هذا الزواج ولم يعجبها، فرفعت أمرها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قائلة: إن أباها تعدى عليها وزوجها ولم يشعر بها، فقال عليه الصلاة والسلام: اذهبي فلا نكاح له، انكحي من شئت، عندها قالت: يا رسول الله لقد أجزت ما صنع أبي، ولكني أردت أن يعلم الناس أن ليس للآباء من أمور بناتهن شيء، أي ليس للآباء أن يكرهوا بناتهن على الزواج بمن لا يرضينه.
ج- مفهوم وحدود سلطة الولي في مسألة الزواج:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي"(44)، واتفق الفقهاء على أن سلطة ولاة الأمر (الآباء أو غيرهم ممن تحق له الولاية في حال عدم وجود الأب) على البنات ليست مطلقة في موضوع الزواج، وإذا كان الشرع الإسلامي قد منح الأولياء حق منع الزواج أو الاعتراض عليه، فقد جعل لهم فيه بعض الشأن خاصة إذا أساءت المرأة اختيار من سيكون زوجها.
والولاية التي يريدها الشارع ليست ولاية تحكم وتسلط إنما هي ولاية نصيحة ومشورة وتوجيه تراعى فيها مصلحة البنت، لذا فهي لا تتعارض مع الحرية التي منحها الإسلام للمرأة في حق اختيار الزوج.
ح- المهر:
وذلك لقوله تعالى: (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة)(45) ولا يحل له أن يأخذ من مهرها إلا بطيب نفس منها لقوله تعالى: (ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً)(46).
خ- حق الاشتراط في عقد الزواج:
تملك المرأة عند عقد الزواج أن تشترط على الزوج ما شاءت من السكن في بلدها، أو عدم التزوج عليها بثانية، أو أن تكون عصمتها بيدها أي تطلق نفسها منه حين تشاء.
ثانياً: حقوق الزوجة:
لم يجعل الإسلام المرأة في حياتها الزوجية ضعيفة أمام قوة الرجل وتسلطه، أو مغلوبة على أمرها يستغلها الزوج ويهدد حقوقها، بل سوى بينها وبين الرجل في الحقوق، قال تعالى: (هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهن)(47) وكذلك في الواجبات حيث قال جل جلاله: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)(48) وتعبر هذه الآية عن المفهوم المتوازن للزواج في نظر الإسلام.
ومن حقوق المرأة على زوجها التالي:
أ- العشرة بالمعروف:
لقوله تعالى: (وعاشروهن بالمعروف)(49) ويقول الجصاص في معنى العشرة بالمعروف: (أن يوفيها حقها من المهر والنفقة والقسم(50)، وترك أذاها بالكلام الغليظ، والإعراض عنها، والميل إلى غيرها، وترك العبوس والقطوب في وجهها بغير ذنب) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "استوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عندكم عوان"(51) وقال أيضاً: صلى الله عليه وسلم "خياركم خياركم لنسائهم"(52).
ب- النفقة:
قال تعالى: (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله)(53) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"(54). يقول المستشرق أندريه سرفيه في كتابه: "الإسلام ونفسية المسلمين": "من أراد أن يتحقق من عناية محمد بالمرأة فليقرأ خطبته في مكة التي أوصى فيها بالنساء". والنفقة على الزوجة تشمل كل ما يحقق لها الحياة الكريمة، وقد جعلت هذه النفقة من قبل الزوج على زوجته وأهله من أفضل النفقة لقوله صلى الله عليه وسلم: "دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك"(55).
ت- إعفاف الزوجة:
وفي ذلك ذهب الجمهور غير الشافعية على وجوب أن يطأ الزوج زوجته فيعفها ويحقق الوئام والمحبة في العشرة معها، ومن حقوقها البيات عندها والقسم لها إذا كان عنده أكثر من زوجة.
مفهوم قوامة الرجل:
قال تعالى في كتابه العزيز: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)(56).
المعنى اللغوي للقوامة: القيام على الأمر والمال، وقام على أهله: تولى أمرهم وقام بنفقاتهم(57)، والقيّم هو السيد وسائس الأمر، وقيّم المرأة زوجها لأنه يقوم بأمرها وما تحتاج إليه، والرجال متكلفون بأمور النساء معنيون بشؤونهن.
انطلاقاً من المعنى اللغوي للقوامة نفهم أن القوامة قيادة ومسؤولية يتولاها الرجل ليدفع عن المرأة كلفة العيش وهي تؤدي مسؤولياتها تجاه الأسرة، فالقوامة رعاية إنفاق لا استبداد، وتكليف لا تشريف، وإدارة لا تحكم وإذلال، ولا يضع مفهوم القوامة في الإسلام المرأة في مركز أدنى من مركز الرجل ولكن المسألة مسألة توزيع وترتيب للأدوار والمهمات داخل الأسرة المسلمة. قال الرسول صلى الله عليه وسلم "والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم.."(58).
لذلك فعلى النساء والرجال فهم مسألة القوامة فهماً عقلانياً متوازناً مبنياً على قاعدة أهمية الأسرة في المجتمع المسلم كوحدة متماسكة نظمها الشارع العادل ليبني بها مجتمعاً مسلماً متماسكاً لكل فرد فيه حقوقه وواجباته، فقوامة الرجل على المرأة ليست مطلقة كما بدا في النص القرآني ولا من حيث المبدأ، ونطاقها محصور في مصلحة الأسرة فقط.
مفهوم "الدرجة":
قال الله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم)(59). نلاحظ أن قوله تعالى: (وللرجال عليهن درجة) جاء بعد قوله: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) فتكون الدرجة كما فسرها الفقهاء هي درجة الرحمة والتسامح والصفح والفضل، هذه الصفات التي يجب أن يتحلى بها الرجل في معاملته مع زوجته إذا ما قصرت في أداء بعض واجباتها نحوه، فلا يمكن أن تكون درجة جور وظلم واستبداد في المعاشرة والمعاملة وحاشى للإسلام أن يكون ظالماً للمرأة.
تعدد الزوجات في المنظور الإسلامي:
كان تعدد الزوجات مسألة شائعة في المجتمع العربي قبل الإسلام كما في المجتمعات الأخرى على الغالب، وكانت مسألة عشوائية لا حدود لها ولا نظام يضبطها، وجاء الإسلام ليعالج هذه المسألة معالجة حكيمة عاقلة فلم يلغها إلغاء تاماً، ولم يشجع عليها، بل قيّدها وضبطها بما يحفظ الكرامة والمصلحة للجميع. قال تعالى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) وقال أيضاً: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً)(60).
ثالثاً – حقوق الأرملة والمطلقة:
تفسخ الرابطة الزوجية في حالتين: إما عند وفاة الزوج أو عند الانفصال بالطلاق.
أ- حقوق المرأة عند وفاة الزوج:
* الإرث: (انظر حقوق المرأة الاقتصادية).
* مؤخر الصداق.
* الرضاعة والحضانة والولاية والوصاية، (انظر الفقرة الخاصة المذكورة في فقرة الطلاق).
* الحق في الزواج ثانية: قال تعالى: (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير)(61).
ب- حقوق المرأة عند الطلاق:
تعريف الطلاق: الطلاق لغة: التخلية والإرسال (عبد طليق أو سجين طليق) أو بمعنى بينونة المرأة عن زوجها أي فراقها عنه بحل عقد النكاح(62)، أما اصطلاحاً فهو حل عقد النكاح بين الزوجين، وهو حق مقرر للزوج في الشريعة الإسلامية. قال تعالى: (لا جناح عليكم إن طلقتم النساء)(63)، وللزوجة الحق في طلب الطلاق أو المخالعة، جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "يا رسول الله ما أنقم على ثابت في دين ولا خلق إلا أني لا أحبه. فقال صلى الله عليه وسلم: فتردين عليه حديقته؟ فقالت: نعم، فردت عليه حديقته وأمره ففارقها.
كما للمرأة الحق أن توقع الطلاق إذا كانت مشترطة أصلاً في العقد بأن تكون العصمة في يدها، وإضافة إلى ذلك فإن لها الحق في التطليق أو المخالعة كما لها الحق أن توقع إذا كانت مفوضة من زوجها بذلك أي كان ذلك شرطاً من شروط عقد نكاحها، وقيّد الإسلام الطلاق بكثير من القيود، وجعله أبغض الحلال عند الله كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: "أبغض الحلال إلى الله الطلاق"(64).
وبما أن للأسرة في الإسلام أهمية عظيمة كما ذكرنا سابقاً، فإن انفصال ركنيها الأساسيين (الأب والأم) بالطلاق مبغوض شرعاً لذا جعل الشارع الطلاق على مراحل وذلك لترك فرص أمام الزوجين لمراجعة قرارهما الذي سيفوض بناء الأسرة، ولن يتطرق هذا الكتيب للحديث عن تفاصيل الطلاق ولكنه سيلقي الضوء فقط على حقوق المرأة في مرحلة التفكير في الطلاق وعند حدوثه وبعد حدوثه.
أ- الحق في اللجوء إلى القضاء ليقضي بطلاقها في حالات وقوع الضرر عليها من قبل الرجل كوجود عيب مستحكم فيه لا يمكن شفاؤه، أو في حالة الإضرار الجسدي بها، أو عدم الإنفاق عليها وما شابه ذلك وهذا ما يدعى بالخلع.
ب- لم يعط الإسلام للرجل حق الطلاق بشكل مطلق بل ضبطه بضوابط خاصة ومحددة وذلك للحفاظ أولاً على الأسرة وثانياُ على كرامة وحقوق المرأة.
ت- الحق في طلب التعويض عند وقوع الطلاق التعسفي.
ث- لا يحق للزوج أن يأخذ من مطلقته شيئاً إلا في حالات معينة، قال تعالى: (ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاًَ إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به)(65).
ج- الحق في المتعة، ومعنى المتعة شرعاً هي كل ما يعطيه الزوج لمطلقته أرضاءً لها وتخفيفاًُ من شدة وقع الطلاق عليها لقوله تعالى: (وللمطلقات متاع بالمعروف حقاً على المتقين)(66).
ح- حق النفقة أثناء العدة للمطلقة الحامل حتى تضع حملها لقوله تعالى: (وإن كنَّ أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن)(67) أو المطلقة طلاقاً رجعياً(68).
خ- حق النفقة للمطلقة المرضع لقوله تعالى: (فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن)(69).
د- حق الزواج مرة أخرى بعد انقضاء العدة لقوله تعالى: (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف)(70).
رابعاً: حقوق الأم:
أ - حق الأم في التكريم وحسن المعاملة: كرم الإسلام الوالدين وأكد على هذا التكريم في أكثر من آية في القرآن الكريم كقوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً)(71)، وخص الإسلام الأم بالذكر تمجيداً لرسالة الأمومة وتقديراً لعطائها، وللمخاطر التي تتعرض لها في فترات الحمل والولادة، ولمسؤوليتها العظيمة في تنشئة الأولاد، وجاء تكريمها من السماء أمراً من الله تعالى فرضه على الأبناء في القرآن الكريم، وأوضحته السنة النبوية، قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير)(72)، وقال أيضاً: (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً)(73) ولم تخل الأحاديث النبوية الشريفة من تعظيم شأن الأم فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه المشهور عن أبي هريرة حين سأله أحدهم: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أمك" وكررها ثلاث مرات حين كرر الرجل سؤاله "ثم من؟" وفي الرابعة قال صلى الله عليه وسلم "ثم أبوك"(74).
ب- حق الأم بالميراث: قال تعالى: (ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس)(75).
ت- حق الأم في الرضاعة: للأم الحق في الرضاعة والأب ملزم في الإنفاق عليها(76) على قدر الكفاية، قال تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك)(77) حتى المطلقة فهي تتمتع بهذا الحق وألزم الشرع الأب بالنفقة(78).
ث- حق الأم في الحضانة: جاء في التعريف اللغوي للحضانة بأنها ضم الشيء وإحاطته بالذراعين، أما اصطلاحاً فهي: إيواء الصغير وكفالته، وهذا يشمل تربيته ورعاية شؤونه كافة، ويعتبر الإسلام الأم الحاضنة الشرعية لسبع سنين للغلام وتسع سنين للبنت، كما أجاز إمكانية مد هذا السن إلى ما بعد، ويعتبر حق الأم في الحضانة إجبارياً ويسقط عنها في حالات معينة مثل الجنون أو المرض المعدي أو صغر السن أو العجز أو الكفر أو الزواج حيث تراعى في هذه الحالات مصلحة الطفل.
ويكون الأب ملزماً بالنفقة طوال فترة الحضانة، وفي حال رفض الأم للحضانة انتقل إلى الأب.
ج- حق الأم في الولاية والوصاية: بعد انتهاء فترة الحضانة تعود الولاية والوصاية إلى الأب الذي يعتبره الإسلام الولي الأصلي والأول للولد، ولا تحق الولاية للأم وقرابتها إلا بعد استنفاد العصبة(79) الذين هم أولى في الولاية بعد الأب.
الحقوق الاقتصادية للمرأة
المقصود بالحقوق الاقتصادية كل ما له علاقة بمصلحة المرأة الاقتصادية مادية كانت أم معنوية كحق التملك، وحق الميراث، وحرية التصرف بالأملاك، وحرية الإنتاج والاستثمار والعمل، وما يترتب على ذلك من حقوق كحق الأجر العادل والحقوق النقابية وغيرها.
أ- حق التملك:
انطلاقاً من إنسانية المرأة وحقها في الحرية أقر لها الشرع الإسلامي حق التملك كالرجل سواء بسواء، وشُرعت بشأنه أحكاماً لصيانته وعدم العبث بتطبيقه، فالمرأة المسلمة تملك مالها باستقلال تام، فلا يحق لأحد مهما كانت درجة قرابته أن يتدخل بكيفية تصرفها بمالها، كما لا يجوز للزوج أن يطلب منها الإنفاق على نفسها لأن النفقة واجبة عليه وإن فعلت المرأة هذا يعود لحريتها الشخصية ويعتبر إحساناً منها.
ب- حق الإنتاج والاستثمار:
ضمن الإسلام للمرأة حرية الإنتاج واستثمار رأس المال في مختلف النواحي ولها من الحقوق في هذا المجال تماماً ما للرجل.
ث- حق العمل والأجر:
بالنسبة لحق العمل يمكن للقارئ العودة إلى ما ذكر سابقاً في الحقوق الاجتماعية، وما نريد التركيز عليه هنا ما يلي:
* حق المرأة المسلمة في إبرام عقود العمل والاستخدام باعتبارها كاملة الأهلية.
* حق المرأة المسلمة في إدارة الأعمال مثلها مثل الرجل.
* حق المرأة المسلمة العاملة لدى الغير في الأجر بما يتناسب مع كفاءتها العملية وخبراتها وساعات عملها مثلها مثل الرجل تماماً.
ج- حق الإرث:
تناول الشرع الإسلامي مسألة الإرث بكثير من التفصيل، وثبت شرعية الإرث للمرأة وجعل نصيبها في الإرث فرضاً فقال تعالى: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضاً)(80) وفصل في نصيبها منه بحسب موقعها في الأسرة زوجة كانت أو أماً أو أختاً أو بنتاً أو غير ذلك(81).
الحقوق القانونية للمرأة المسلمة:
للمرأة المسلمة حق الخصومة والتقاضي فقد تكون مدعية ومدعى عليها، وشاهداً ومشهوداً عليها، وأن تكون وكيلة وراهنة ومرتهنة وشريكة ومتصدقة وواهبة ومتصدقاً عليها وموهوباً لها، وقيمة ومحجورة، كالرجل تماماً باستثناء موضوع الشهادة(82) كما قال تعالى: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى)(83).
الحقوق السياسية للمرأة المسلمة
أ- حق البيعة:
البيعة لغة(84): بفتح الباء، الصفقة على إيجاب البيع، ويقال بايعه على الأمر أي عاهده، ولا يعتبر الإسلام المرأة مجرد تابع للرجل، بل منحها شخصية مستقلة عنه، فهي بايعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كما بايع الرجال. قال تعالى: (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم)(85)، وتعتبر المرأة المسلمة هي أول امرأة في العالم مارست الحق السياسي في اختيار الحاكم وإعطائه العهد والطاعة.
ب- حق الشورى وإبداء الرأي:
استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عملاً بالآية الكريمة: (وشاورهم في الأمر)(86)، وتعتبر الشورى في الشرع الإسلامي من أسس الحكم. قال تعالى: (وأمرهم شورى بينهم)(87) بشرط أن لا تمس أصول العقيدة والإيمان(88)، ولقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بمشورة الرجال من أصحابه كما فعل الشيء نفسه مع النساء اللاتي اشتهرن بالرأي السديد والحكمة والسداد، فالسيدة خديجة رضي الله عنها كانت من أهم مستشاري الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة ولقد وصفها ابن إسحاق بأنها كانت له وزير صدق على الإسلام(89)، كما كان لمشورة أم سلمة رضي الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم يوم صلح الحديبية الأثر الكبير في دفع الانشقاق عن صفوف المسلمين، فقد روى البخاري(90) عن هذه القصة ما يلي: أنه لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من قضية الكتاب في صلح الحديبية، قال لأصحابه: "قوموا فانحروا، ثم احلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاثاً، فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة: "يا رسول الله أتحب ذلك؟ اخرج لا تكلم أحداًً منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحداً منهم، حتى فعل ذلك، نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك، قاموا فنحروا، فجعل بعضهم يحلق بعضاً.. إلى آخر القصة.
ت- حق الهجرة واللجوء السياسي:
تمت هجرة النساء في صدر الإسلام بملء إرادتهن حباً بالإسلام وحباً بالله ورسوله، فقد ورد على لسان إحدى المهاجرات وتدعى "ليلى بنت أبي حثمة" عندما سألها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان ذلك قبل إسلامه: إلى أين يا أم عبد الله؟ فقالت: آذيتمونا في ديننا فلنذهب في أرض الله الواسعة.
ث- حق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
هو حق أقره لها الشرع كما جاء في الآية الكريمة في قوله عز من قائل: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)(91) فشرط ممارسة هذا الحق هو الإيمان، والمحبة في الله والعلم بأوامر الشرع ونواهيه وطاعة الله ورسوله.
ج- حق مقاضاة الحاكم والإنكار عل | |
|
| |
abdelhalim berri المدير العام
الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI البلد : Royaume du Maroc
عدد المساهمات : 17537 التنقيط : 96832 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 11/08/2010 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الخميس 06 مارس 2014, 20:44 | |
| الهوامش
(1) سورة التوبة الآية 71.
(2) موقع الإيمان: موسوعة الحديث الشريف، صحيح مسلم: باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر، حديث رقم 4828، عنوان الصفحة ص 6 من الكتيب.
(3) سورة الإسراء الآية 70.
(4) سورة الأعراف الآية 188.
(5) سورة الحجرات الآية 12.
(6) سورة الأحزاب الآية 35.
(7) سورة آل عمران جزء من الآية 195.
(8) سورة النساء الآية 124.
(9) سورة المائدة جزء من الآية 32.
(10) سورة المائدة الآية 45.
(11) هذه المسألة خلافية وفيها اجتهادات كثيرة ولا مجال لذكر تفاصيلها هنا.
(12) سورة التين الآية 4.
(13) سورة الإسراء، جزء من الآية 70.
(14) سورة النحل الآية 90.
(15) لا يتسع المجال في هذا الكتيب لشرح الفرق بين الإحسان والعدل تلافياً للخروج عن الموضوع الرئيس ودفعاً للإطالة.
(16) سيفصل الكلام عن هذه الحريات أثناء الكلام عن الحقوق.
(17) سورة التوبة: الآية 105.
(18) سورة الملك الآية 2.
(19) سيرة ابن هشام ج2، ص47.
(20) فتح الباري: ج8، ص419.
(21) الزايد: سميرة - إجازة في الشريعة والآداب، مختصر الجامع في السيرة النبوية ج2، ص221 وص 226.
(22) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وأحمد، كلهم من حديث عبد الله بن عمر.
(23) موقع الإيمان: موسوعة الحديث الشريف، مسند الإمام أحمد، المجلد السادس، حديث أم هانئ بنت أبي طالب، رقم 25671، عنوان الصفحة:
Viewchp.asp?BID=3&CID=149#s10http://www.al-eman.com/hadeeth
(24) السيوطي، جلال الدين: الجامع الصغير من حديث البشير النذير، باب: حرف الطاء، حديث رقم 5266.
(25) سورة محمد الآية 19.
(26) سورة الرعد الآية 19.
(27) سورة الإسراء الآيات: 107، 109.
(28) سورة طه: الآية 114.
(29) سورة المجادلة، جزء من الآية 11.
(30) سورة الزمر، جزء من الآية 9.
(31) سورة آل عمران الآية 18.
(32) سورة النحل، جزء من الآية 43.
(33) سورة فاطر، جزء من الآية 28.
(34) أخرجه مسلم.
(35) أخرجه الترمذي.
(36) انظر الحديث المذكور في ص 8 آنفاً.
(37) الإصابة في تمييز الصحابة، ج8، ص 121.
(38) أخرجه مسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنهما.
(39) سورة البقرة، جزء من الآية 221.
(40) سورة الممتحنة، جزء من الآية 10.
(41) باختصار عن موقع التوحيد، عنوان الصفحة:
http://www.altawhed.com/detail.asp?Innewsitemid=157235
(42) الأيم: هي المرأة التي لا زوج لها بكراً كانت أم ثيباً.
(43) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي.
(44) رواه أبو داوود والترمذي والبيهقي.
(45) نحلة: فريضة.
(46) سورة النساء، جزء من الآية 4.
(47) سورة البقرة، جزء من الآية 229.
(48) سورة البقرة الآية 187.
(49) سورة البقرة الآية 228.
(50) سورة النساء جزء من الآية 19.
(51) القسم: العدل بين الزوجات في حال تعدد الزوجات.
(52) جزء من حديث طويل أخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب النكاح، باب حق المرأة على الزوج.
(53) أخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب النكاح، باب حسن معاشرة النساء.
(54) سورة الطلاق الآية 7.
(55) جزء من حديث طويل أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
(56) أخرجه مسلم.
(57) سورة النساء، جزء من الآية 34.
(58) المعجم الوسيط.
(59) أخرجه مسلم.
(60) سورة البقرة، جزء من الآية 228.
(61) سورة النساء، جزء من الآية 2.
(62) سورة النساء الآية 129.
(63) سورة البقرة الآية 224.
(64) لسان العرب، ج1، ص226، النسخة الالكترونية.
(65) سورة البقرة، جزء من الآية 236.
(66) أخرجه ابن ماجة في سننه.
(67) سورة البقرة، جزء من الآية 229.
(68) سورة البقرة الآية 241.
(69) سورة الطلاق، جزء من الآية 6.
(70) الطلاق الرجعي: هو ما يملك معه الزوج حق مراجعة مطلقته ولو دون رضاها، وحكمها حكم الزوجة في النفقة والسكن حتى انقضاء العدة.
(71) سورة الطلاق، جزء من الآية 6.
(72) سورة البقرة، جزء من الآية 232.
(73) سورة الإسراء، جزء من الآية 22.
(74) سورة لقمان الآية 14.
(75) سورة الأحقاف، جزء من الآية 15.
(76) باختصار عن النووي: رياض الصالحين ص144.
(77) سورة النساء الآية 11.
(78) النفقة تشمل التغذية والملبس والمسكن.
(79) سورة البقرة، جزء من الآية 222.
(80) انظر فقرة الطلاق المذكورة سابقاً.
(81) العصبة: قرابة الأب.
(82) سورة النساء الآية 7.
(83) لا يتسع المجال في هذا الكتيب للتفصيل في مسائل الإرث.
(84) هذه الفقرة مكتوبة باختصار عن: الشيخ شلتوت من هدي القرآن ص206.
(85) سورة البقرة، جزء من الآية 282.
(86) ابن منظور، لسان العرب، مادة بيع، البيعة بكسر الباء في معبد للنصارى.
(87) سورة الممتحنة، الآية 12.
(88) سورة آل عمران، جزء من الآية 159.
(89) سورة الشورى، جزء من الآية 28.
(90) كما ورد في تفسير الآيتين السابقتين في ابن كثير (سورة آل عمران الآية 159 وسورة الشورى الآية 28).
(91) الطبري ج2 ص207.
(92) صحيح البخاري ج2 ص974
(93) سورة التوبة الآية 71.
(94) المبير: المهلك الذي يصرف في إهلاك الناس، ابن منظور لسان العرب، مادة "بور".
(95) رواه مسلم. | |
|
| |
abdelhalim berri المدير العام
الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI البلد : Royaume du Maroc
عدد المساهمات : 17537 التنقيط : 96832 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 11/08/2010 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الخميس 06 مارس 2014, 20:50 | |
| | |
|
| |
abdelhalim berri المدير العام
الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI البلد : Royaume du Maroc
عدد المساهمات : 17537 التنقيط : 96832 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 11/08/2010 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الخميس 06 مارس 2014, 20:52 | |
| | |
|
| |
guawry3/10 نائبة المدير
الإسم الحقيقي : guawry chaimae البلد : maroc
عدد المساهمات : 266 التنقيط : 41864 العمر : 25 تاريخ التسجيل : 23/10/2013 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الخميس 06 مارس 2014, 21:19 | |
| | |
|
| |
Asmae Farissi نائبة المدير
الإسم الحقيقي : Asmae Farissi$$ البلد : Maroc
عدد المساهمات : 1486 التنقيط : 47832 العمر : 24 تاريخ التسجيل : 11/11/2012 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الجمعة 07 مارس 2014, 13:14 | |
| | |
|
| |
hafsa hafosa عضو متّألق
الإسم الحقيقي : hafsa ait kadir البلد : Rayaume du Maroc
عدد المساهمات : 1123 التنقيط : 47862 العمر : 26 تاريخ التسجيل : 15/09/2012 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الجمعة 07 مارس 2014, 13:31 | |
| | |
|
| |
khadija Maya عضو متّألق
الإسم الحقيقي : Khadija Maya البلد : Maroc
عدد المساهمات : 307 التنقيط : 42564 العمر : 25 تاريخ التسجيل : 05/09/2013 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الجمعة 07 مارس 2014, 15:50 | |
| | |
|
| |
abdelhalim berri المدير العام
الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI البلد : Royaume du Maroc
عدد المساهمات : 17537 التنقيط : 96832 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 11/08/2010 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الجمعة 07 مارس 2014, 23:33 | |
| | |
|
| |
IKRAM TALABI نائبة المدير
الإسم الحقيقي : IKRAM TALABI البلد : Royaume du MAROC
عدد المساهمات : 2444 التنقيط : 56731 العمر : 27 تاريخ التسجيل : 27/11/2010 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS السبت 08 مارس 2014, 00:42 | |
| | |
|
| |
La princesse Ferdaous نائبة المدير
الإسم الحقيقي : Ferdaous SAMLALI البلد : Maroc
عدد المساهمات : 4555 التنقيط : 56875 العمر : 25 تاريخ التسجيل : 28/10/2011 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الأحد 09 مارس 2014, 12:29 | |
| :fleurlivre: :fleurlivre: :fleurlivre: | |
|
| |
hafsa 3/3 عضو متّألق
الإسم الحقيقي : Hafsa IDBAKASS البلد : MAROC
عدد المساهمات : 335 التنقيط : 41345 العمر : 25 تاريخ التسجيل : 13/01/2014 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الأحد 09 مارس 2014, 12:39 | |
| [postbg=http://im52.gulfup.com/t44EX.jpg]:yerqyreYeER: :yerqyreYeER: :yerqyreYeER: | |
|
| |
abdelhalim berri المدير العام
الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI البلد : Royaume du Maroc
عدد المساهمات : 17537 التنقيط : 96832 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 11/08/2010 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الأحد 09 مارس 2014, 23:27 | |
| | |
|
| |
outezarine3/3 نائبة المدير
الإسم الحقيقي : outezarine البلد : maroc
عدد المساهمات : 283 التنقيط : 40941 العمر : 25 تاريخ التسجيل : 01/02/2014 الجنس :
| موضوع: رد: تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS الإثنين 10 مارس 2014, 09:21 | |
| | |
|
| |
| تهنئة للمرأة بمناسبة 8 مارس + مسرحية + حقوق المرأة...8 MARS | |
|