مفهوم العولمة وسياق توظيفه يعرف
المهدي المهدي المنجرة العولمة بانها الإستعمار الجديد الشمولي والعولمة
على عكس ما تنادي به من انفتاح هي الإنكماش الحقيقي لأنها تسعى إلى تطويق
حركة الآخر بتوجيه كيان واحد هو و.م.أ....والعولمة هي الأمركة وما دون هذا
المفهوم يعد تزييفا.... لأنها (العولمة) سياسة استعمارية تهدف الحفاظ على
مصالح مبتدعيها على حساب تعميق أزمات شعوب العالم الثالث عن طريق الضغط
العسكري والإقتصادي وفرض أساليب الحكم بهذه المجتمعات وكذا عن طريق الشركات
متعددة الجنسية التي تقلص أمامها دور الدولة والحكومات لما تملكه من مال
وسلطة تفوق حتى سلط الدول المتواجدة فوق أرضها.
- اقترن ظهور مفهوم العولمة بالثورة العلمية والمعلوماتية التي عرفها العالم منذ بداية التسعينات.
ساهمت مجموعة من العوامل في ميلاد ظاهرة العولمة يمكن تلخيصها فيما يلي:
انهيار
الإتحاد السوفياتي = انهيار أهم العراقيل التي كانت تحول دون توسع النظام
الرأسمالي وبالتالي تفرد و.م.أ بقيادة العالم >>> استفادة الشركات
المتعددة الجنسية من هذا الوضع ومن الثورة المعلوماتية وتطور وسائل
الإتصال >>> تسريع الحركة الدولية لرؤوس الأموال،وانتقال السلع
والأفراد..>>> تحرير المبادلات التجارية والنشاط الإقتصادي عبر
العالم خاصة بعد إنشاء المنظمة العالمية للتجارة العالمية سنة 1995
ماهي الآليات الرئيسية للعولمة وماهي القوى الفاعلة فيها؟
أ- مجالات العولمة: مجال اقتصادي – اجتماعي- بيئي .
الآليات الرئيسية للعولمة والقوى الفاعلة فبها:
1-الدول: تعتبر و.م.أ من أبرز الدول الفاعلة في ظاهرة العولمة إلى درجة اقتران مفهوم العولمة بالأمركة.
2-المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية(آليات مؤسساتية ):
-
منظمة التجارة العالمية: منظمة دولية أحدثت سنة 1995 على أنقاض الإتفاقية
العامة للتعرفة الجمركية والتجارة المعروفة بالكات،تسهر على تحرير التجارة
العالمية يتجاوز عدد أعضائها 143 دولة>>>رفع الحواجز الجمركية
>>>تدفق السلع والخدمات عبر العالم>>>نظام عالمي جديد
(العولمة)
صندوق النقد الدولي: مؤسسة مالية دولية أحدثت خلال مؤتمر
"بروتن وودز" سنة 1944 للسهر على تنظيم المعاملات المالية بين الدول
والقيام بتقديم الإستشارة والدعم للدول التي تواجه مشاكل مالية واقتصادية
(برامج التقويم الهيكلي)
- منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية: هي منظمة دولية تهتم بتنسيق التعاون الإقتصادي بين الدول الرأسمالية الكبرى أنشئت سنة 1948 .
البنك
العالمي:يضم كل من البنك الدولي لإعادة البناء والتنمية والجمعية الدولية
للتنمية وهو مؤسسة مالية دولية تتولى تمويل المشاريع التنموية عبر العالم
من خلال منح قروض للدول مقابل الإلتزام بشروط محددة.
3- آليات اقتصادية :
-
الشركات متعددة الجنسية: أو ما يعرف بالشركات العابرة للقارات هي شركات
ذات رأسمال ضخم تتوفر على عدة فروع خارج وطنها الأصلي.تتحكم هذه الشركات في
%25 من الإنتاج العالمي و %70 من التجارة العالمية،كما أن 5 شركات منها
تسيطر على %50 من السوق العالمي لسبع صناعات أساسية (السلع
الإستهلاكية،السيارات،النفط،الصناعات الإلكترونية والكهربائية،الصلب..)حيث
أضحت تلعب دورا كبيرا في رسم السياسة الدولية،حيث تتوفر على سلطة قد تتجاوز
سلطة الدولة التي توجد فوق ترابها (مركز وأطراف)
تتصدر شركة وول مارت
ستورس الأمريكية المتخصصة في التوزيع والتسويق الشركات العابرة للقارات حسب
حجم رأسمالها وتليها شركة إيكسون موبيل الأمريكية المتخصصة في النفط و
شركة جنرال موتورز المتخصصة في السيارات (المرتبة3) ...
4- المنظمات غير
الحكومية : يقصد بها الجمعيات المحلية أو الوطنية أو الدولية،لها منطلقات
وغايات متنوعة لا تقوم على الربح المادي وهي تنشط في ميادين متعددة
منها(حماية البيئة-حقوق الإنسان،..) .تعتمد في تمويلها على مساهمات وتبرعات
أعضائها ومساعدة الحكومات والأجهزة والمؤسسات الخاصة.
-يلاحظ أن هناك
تزايد كبير في عدد المنظمات غير الحكومية في العقدين الأخيرين.كما نستنتج
أن أغلب هذه المنظمات تعمل في مجال التنمية الإقتصادية والبحث العلمي وحقوق
الإنسان.
تلعب المنظمات غير الحكومية دورا كبيرا في مواجهة العولمة
والتعريف بخطورتها يتجسد ذلك في مظاهر الاحتجاجات التي تندد بالعولمة
(سياتل 1999..) وطموحها في إيجاد نظام عالمي جديد بدلا من العولمة.
الفرص التنموية للعولمة ومخاطرها:النشاط الأول: ماهي مظاهر الفرص التنموية التي تتيحها العولمة:
نص
التقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي سنة 2000 أن العولمة هي بوابة
التنمية (مفتاح التنمية) بحيث يشير التقرير إلى أن العولمة تساهم في ارتفاع
مستوى النمو وتراجع مظاهر الفقر + المساهمة في تبني أنظمة
ديمقراطية....كما حدث بدول جنوب شرق آسيا.
* تطور وسائل
المواصلات>>> تدفق المعلومات و الأخبار وسهولة الحصول عليهما
>>>>تسهيل نشر المعرفة>>>تعزيز فرص الحوار والتلاقح
بين الثقافات المختلفة>>>تحقيق التنمية .
* تطور القطاعات
الإقتصادية بفعل إلغاء القيود والحواجز الجمركية وما رافق ذلك من تحرير
المبادلات وتشجيع المنافشة بين الشركات والمؤسسات الإقتصادية.(تحقيق
التنمية)
النشاط الثاني: ماهي المخاطر المترتبة عن ظاهرة العولمة؟*
ارتفاع أسعار المواد المصنعة بالدول النامية +ضعف جودتها+ انخفاض الإنتاج
الفلاحي+ الإفتقار إلى شبكات تسويق ونقل كافية +الشروط القاسية التي تضعها
الدول المتقدمة أمام سلع العالم النامي >>>ضعف استفادة الدول
النامية من إيجابيات تحرير التجارة العالمية
* غياب مناخ للإستثمار
بدول العالم النامي بفعل عدة عوامل (عدم الإستقرار السياسي+غياب الشفافية
وسيادة القانون واستقلالية القضاء+تفشي الرشوة والفساد،ضعف كفاءة الأجهزة
التنفيدية +انخفاض انتاج العمل+ضيق السوق الداخلية +ضعف القدرة
الشرائية)>>>ضعف مساهمة تحرير حركة رؤوس الأموال في تدفق
الاستثمارات الخارجية على البلدان النامية.
تنتج أن تحرير حركة رؤوس
الأموال يخدم مصالح الدول المتقدمة دون غيرها وهو ما يفسر تباين مستوى
التنمية بين الدول المتقدمة والدول النامية مما يزيد في اتساع الهوة بين
الشمال والجنوب.
نستنتج أن الدول المتقدمة هي المستفيد الأول والأخير من
الفرص التنموية التي تتيحها العولمة بدليل أن الدول المتقدمة تستأثر بنسبة
%80 من قيمة الإنتاج العالمي في الوقت الذي لا تتجاوز فيه هذه النسبة بدول
العالم النامي %20 .
وعلى النقيض من ذلك نجد أن نسبة ساكنة الدول
المتقدمة لا تتجاوز % 15 من مجموع الساكنة العالمية بينما ترتفع هذه النسبة
بالدول النامية لتصل إلى (% 85 من مجموع الساكنة العالمية) >>>
اختلال التوازن بين النمو الإقتصادي والنمو الديمغرافي بدول العالم النامي.