صُحف: خروج "مذل" للمنتخب المغربي من الدور الأول لأمم إفريقيا السبت 28 يناير 2012 - 12:22
اعتبرت بعض الصحف الوطنية، الصادرة اليوم السبت، أن المنتخب
المغربي خرج بطريقة "مذلة" من الدور الأول للنسخة الثامنة والعشرين لكأس
إفريقيا للأمم لكرة القدم بخسارته أمام نظيره الغابوني 3-2 مساء أمس الجمعة
بليبروفيل برسم الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة، وهي الثانية
له بعد الأولى أمام منتخب تونس (2-1) ، مؤكدة أن هذا الإقصاء أصاب الشارع
المغربي ب "صدمة".
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (المنتخب) الرياضية
تحت عنوان "خذلونا مرة أخرى" أن الفريق المغربي "دخل كأس إفريقيا حالما
وأخرج منها صاغرا" مضيفة أن الفريق "خرج مرة أخرى من الباب الضيق وغادر
حدثا كرويا في قارة لم تعد تسمع زئيرنا. ومرة أخرى نضع كبرياء صنعناه على
امتداد تاريخ طويل موضع الاستصغار".
وخلصت الصحيفة إلى أن إقصاء
الفريق الوطني المغربي من دون حاجة حتى لمباراته الثالثة الثلاثاء المقبل
أمام منتخب النيجر "أسقط أطروحة غريتس بأن الأسود ذاهبون للمنافسة على
اللقب الإفريقي، وليس هناك ما يدفع عنه المسؤولية".
وأكدت جريدة
(المساء) في تعليقها على إقصاء أسود الأطلس المبكر تحت عنوان "خروج مذل
للأسود وصدمة في الشارع المغربي" أن الاختيارات الخاطئة للمدرب البلجيكي
إيريك غريتس ساهمت في هذا الإقصاء مسجلة أن غريتس "أصر على إشراك عدد من
اللاعبين رغم عدم جاهزيتهم".
وعزت الصحيفة هذا الإقصاء إلى سبعة
أسباب أساسية من بينها كون الإعداد للدورة في ماربيا (إسبانيا) لم يكن
موفقا والاختيارات الخاطئة للمدرب وخطة لعبه غير الفعالة وتهميش اللاعبين
المحليين.
وفي سياق متصل نقلت الصحيفة عن وزير الشباب والرياضة محمد
أوزين قوله أنه "بات ضروريا القيام بتقييم حصيلة المشاركة المغربية وإعادة
النظر في الكثير من الأمور، من بينها الطاقم التقني إن اقتضى الحال" مؤكدا
أن "خيبة الأمل كانت كبيرة خصوصا وأن المنتخب الوطني رحل إلى الغابون
وآمال كبيرة موضوعة على عاتقه".
وأضاف الوزير "يجب أن نستخلص العبر،
فكرة القدم ليست مهارات ولعبا بالأقدام فقط ولكنها لعب بالقلب أيضا" مبرزا
أن التغيير إذا كان ضروريا فإنه "يجب ألا يغفل اللاعب المحلي".
من
جهتها، قالت صحيفة (لوماتان الصحراء والمغرب العربي)، "انتهى كل شيء وتوقف
مسار المنتخب المغربي في كأس إفريقيا للأمم بخسارته أمس 2-3 أمام منتخب
الغابون وسيعود خرجة والشماخ ورفاقهم من حيث أتوا ".
الأسباب الخمسة لسقوط "الأسود" في امتحان كأس إفريقيا السبت 28 يناير 2012 - 00:17
تعددت أسباب خروج المنتخب المغربي من الدور الأول لنهائيات كأس
إفريقيا للأمم 2012 بعد أن كان مرشحا قويا على الورق للذهاب بعيدا في هذه
المنافسات.
"هسبريس" ترصد الأسباب الرئيسية لهذا الإقصاء المبكر.
1 ضعف دفـاعي "قاتل" بدت تشكيلة المدرب الوطني إيريك غيريتس "غريبة" بالنسبة للعديد من
المحللين الرياضيين، خصوصا بعد أن أصر على إقحام أحمد القنطاري رسميا
والاحتفاظ بالكوثري في الاحتياط، وهو الذي شكل مع المهدي بنعطية ثنائي
الدفاع منذ مقابلة الإياب ضد المنتخب الجزائري أثناء الإقصائيات المؤهلة
للكأس الإفريقية.
القنطاري بدا مشتت التفكير وتائها في خط الدفاع وفي كثير من الأحيان
بدا في حالة شرود ظاهر من خلال تسهيله لمهمة المهاجمين سواء التونسيين في
المقابلة الأولى أو الغابونيين في المقابلة الثانية بعد أن لعب بـ"عشوائية"
ودون انسجام تام مع المدافع المهدي بنعطية.
نفس الملاحظة يمكن تسجيلها على المدافع كريستيان بصير الذي ظهر عليه
الإرهاق الكبير أثناء المقابلتين، وبدا عاجزا على مسايرة المقابلة في نفس
النسق السريع والاندفاع البدني للمهاجمين الأفارقة، وهو ما فتح ممرات كبيرة
بالنسبة للمنافسين خصوصا في مباراة الغابون مما دفع بالمدرب إلى تغييره
بجمال العليوي في الشوط الثاني من المباراة.
في ذات السياق، ظهر القادوري عاجزا عن مساندة الهجوم كما كان يفعل من
دائما، وارتكب العديد من الأخطاء المكررة التي أرهقت كثيرا الحسين خرجة
الذي كان يغطي على جهته اليسرى في الكثير من الأحيان من أجل كسر هجمات
المنافسين.
2 هجوم بدون فعالية ظهر مهاجمو المنتخب المغربي في هذه البطولة بدون فعالية تذكر، وبدا ضعف
التنافسية مؤثرا بشكل كبير على اللاعب مروان الشماخ في المقابلة الأولى ضد
المنتخب التونسي، بعد أن عوّض تهديده المفترض لمرمى المنافس إلى مشادات
كلامية في أكثر من مرة مع حكم المباراة، كما أن الشماخ بدا ضعفه كبيرا في
مداعبة الكرة بقدميه من خلال عدم قدرته على السيطرة على الكرة بين قدميه
أو خلق تمريرات بينية مع لاعبي المنتخب، خصوصا وانه يعتمد على الكرات
الرأسية التي تشكل مصدر قوته.
نفس الملاحظة يمكن تسجيلها بالنسبة ليوسف حجي الذي كان غائبا في كلتا
المقابلتين داخل رقعة الميدان، بل وساهم في تكسير العديد من الهجمات بفعل
تباطئه الغير مفهوم في مد زملائه بالكرات في الوقت المناسب كما هو الحال في
آخر أنفاس مقابلة الغابون التي ضيع فيها يوسف حجي فرصة مححقة للتهديف بعد
أن لف بالكرة أكثر من مرة عوض تمريرها لزملائه.
هذا في الوقت الذي لم يكن بوصوفة في أحسن أحواله، وهو الأمر نفسه الذي
يخص كارسيلا الذي بدا بعيدا عن مستواه الذي كان يظهر به في البطولة
البلجيكية قبل احترافه في الدوري الروسي.
3 وسط ميدان غير مترابط أظهر الحسين خرجة في مقابلة تونس والغابون على نضج كبير في لعب كل
الأدوار سواء الهجومية أو الدفاعية وقيادة الفريق بحنكة القائد الكبيرة،
غير أن تألق خرجة وكذا بلهندة لم يكن ليغطي على الضعف الكبير للاعبي وسط
الميدان في استرجاع الكرات وبناء عمليات هجومية سريعة، وكذا مد لاعبي
الهجوم بكرات في العمق، وهو ما جعل الخطوط الثلاث للمنتخب تبدو متباعدة
وغير منسجمة أو مترابطة فيما بينهما، مما أنعكس على اللعب الجماعي للفريق،
وجعل المنتخب يمر من فترات فراغ كبيرة أدى ثمنها غاليا كما هو الحال في
الشوط الثاني في مباراة تونس أو في آخر ربع ساعة من الشوط الثاني في مقابلة
الغابون.
4 عناد غيريتس الغير مفهوم لم يكن المدرب البلجيكي إريك غريتس موفقا في اختياراته التكتيكية وبدا
وكأن يفكر بعقلية هاوية، بعد أن أصر على الاعتماد على لاعبين عائدين من
الإصابة في التشكيلة الرسمية كما هو الحال مع أحمد القنطاري أو من خلال
اختياراته الهجومية التي بدت عقيمة بعد أن أقحم مروان الشماخ كرأس حربة
وحيد في مقابلة تونس، وهو ما جعله منعزلا تماما عن باقي اللاعبين. خطط
غريتس المرتجلة دفع ثمنها المنتخب الوطني غاليا بعد إقصائه المبكر من الدور
الأول لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، خصوصا وانه كان يصرح للإعلام قبل
البطولة أنه ذاهب للغابون من أجل اللقب الإفريقي قبل أن يصطدم بواقعية
الفرق الإفريقية التي كسرت عناده وأحيانا غروره في الاختيارات الفنية.
5 معسكر "ماربيا".. اختيار غير موفق بعد إقصاء المنتخب الوطني من الدور يمكن الآن استخلاص بعد العبر من
معسكر "ماربيا" الذي على ما يبدو لم يكن بالاختيار الموفق، خصوصا وأن جل
لاعبي المنتخب ظهر عليهم العياء الكبير وانهاروا بدنيا في العديد من لحظات
المقابلتين سواء ضد تونس أو ضد المنتخب الغابوني، وهو يؤشر على أن
الانتقادات التي وجهت لغيريتس لاختياره منتجع "ماربيا" الإسباني ليعسكر فيه
المنتخب ولإعداد خزان بدني للاعبين يستعينون به في الأدغال الإفريقية كانت
على صواب.
HESPRESS