الفلسفة في العصر الحديث : إن ربط الفلسفة ,بالتجربة الإنسانية, ذات الأبعاد المتعددة, يجعل منها ظاهرة حضارية متميزة , تؤثر وتتأثر, بكل أنشطة الإنسان .سواء كانت علمية, أو دينية, أو اجتماعية …ولها أزمات تطور, وتبدل , ناتجة عن علاقتها بأشكال التعبير الثقافة, كالأسطورة والدين والعلم والسياسة والإديولوجيا…وعلى هذا الأساس, كانت الفلسفة حاضرة في كل عصر بقوة. تصب كامل اهتمامها, على الإشكاليات, التي تشغل أهل العصر. ومن ثم, تعددت اهتماماتها وتنوعت مواضيعها, وتباينت مناهجها, الشيء الذي اكسبها خصوبة. إن النهضة التي عرفتها أوروبا, في القرن الخامس عشر, والسادس عشر, على الصعيد الاجتماعي, والاقتصادي, والسياسي, والثقافي… أدت إلى تجربة فلسفية جديدة. هي الفلسفة الحديثة. والتي نشأت في واقع الأمر. على يد كل من رونيه ديكارت, بشكه المنهجي وتأملاته عن الكوجيطو , و فرانسيس بيكون بدعوته إلى التخلي عن الميتافيزيقا باعتبارها دراسة عقيمة ,والحديث عن المنهج التجريبي .( الملاحظة, والتجربة). إن ما يميز الفلسفة الحديثة, هي أولا وقبل كل شيء, فلسفة نقدية, تعتمد على العقل وحده. وبذلك قطعت صلتها بالفكر الفلسفي السابق ذو الصبغة ألاهوتية, و الذي كان منشغلا أساسا بمشكلة الوجود والميتافيزيقا. وبدأت تهتم بمشكلة المعرفة وخدمة الإنسان,كما يقول ديكارت :{…ومعرفة مفيدة في الحياة… تجعل من أنفسنا سادة الطبيعة وملاكها…}(مدخل إلى الفلسفة ج.لويس ص118-119). لقد حاول ديكارت عبر تجربة( الشك المنهجي),أن يخلص العقل من الأفكار السائدة ,والآراء المسبقة, لكي يصل إلى الحقيقة. إن المهمة الجديدة للفلسفة الحديثة, عبر عنها ديكارت في تعريفه للفلسفة. إذ شبهها بشجرة جذورها الميتافيزيقا, أو ما بعد الطبيعة وجذعها,هو علم الطبيعة أو الفيزياء, وفروعها هي الطب والميكانيكا والأخلاق .فديكارت في تعريفه هذا ربط الفلسفة من جهة بالعلم, و من جهة أخرى جعل ثمارها هي الطب, والأخلاق ,والميكانيكا .وثم تكون فائدة الفلسفة: هي سعادة الإنسان, وتعزيز سلطة العقل ,والمعرفة العلمية . لقد اتجه الفكر, مع الفلسفة الحديثة ,نحو الاعتزاز بالعقل وبدأ يثير أسئلة, من نوع جديد ,مرتبطة بموضوع المعرفة مثل :هل بإمكان الإنسان الذي يدعي المعرفة أن يعرف؟ أي هل المعرفة ممكنة ؟ وإذا كانت كذلك ؟فما هي أداة, أو وسيلة المعرفة؟ هل هي العقل ؟ أم الحس؟ أم الحدس؟ أم التجربة ؟ وهل المعرفة مطلقة ؟أم نسبية؟(يتبع) قاموس المصطلحات : الإديولوجيا : هي علم الأفكار تباينت : اختلفت الكوجيطو : يقصد به عبارة (أنا أفكر إذن أنا موجود ) الميتافيزيقا : ما وراء الطبيعة (الروح الله البعث أصل الوجود ألاهوت ….) : الدين الشك المنهجي : شك مؤقت وهو طريقة في البحث استخدمها ديكار حتى يخلص العقل من الأحكام المسبقة والآراء السائدة الغير الصائبة. المعرفة المطلقة : هي المعرفة الصحيحة والصادقة والتي لا يختلف عليها اثنان وعكسها المعرفة النسبية المعرفة الحدسية: هي المعرفة الذوقية المباشرة التي تتم بدون واسطة الفلسفة في العصر المعاصر : سجل الفكر الفلسفي في القر18 ومابعده تحولا نوعيا على يد كل من إمانويل كانط