1- تعلم منهجية النص بشكل تطبيقي عن طريق استقراء نموذج إجابةيناير 08تحليل نص حجاجي لروسو حول أساس الحق
تحليل نصوص الثانية باك أضف تعليقتحليل نص حجاجي لروسو حول أساس الحق
النص:
“إن أقوى الناس لا يكون قويا بالشكل الذي يمكنه من أن يكون دائما السيد ما لم يحول قوته إلى حق و طاعة(الآخرين) إلى واجب. من هنا كان حق القوة، هذا الحق الذي يبدو ظاهريا، و بسخرية، أنه مبتز في الوقت الذي هو في الواقع مؤسس على مبدأ.
لكن هل شرح لنا هذا المبدأ (بما فيه الكفاية)؟
إن القوة هي قدرة فزيائية، ولا أرى قط أي أخلاقية يمكن أن تترتب عن مفعولاتها، الانصياع إلى القوة حكم ضرورة لا إرادة، و في أحسن حال هو سلوك حذر. فبأي معنى يمكن أن يكون واجبا؟
لنتصور، و لو للحظة، هذا الحق المزعوم، أرى أن لا ينتج إلا هراءا غير قابل للتفسير، فبمجرد ما يقوم الحق على القوة تتغير النتيجة بتغير العلة، فكل قوة تتغلب على الأولى تخلف “حقها”.
فحالما أمكن العصيان بدون عقاب أمكن العصيان بكيفية مشروعة، و بما أن القوي له الحق دائما فلا يتعلق الأمر إلا بالعمل على أن نكون دائما الأقوى.
لكن ، ما هذا الحق الذي يزول بزوال القوة؟
إن كان من الواجب الامتثال بالقوة فلن تكون حاجة للامتثال بالواجب، إذن إن لفظ “الحق” لا يضيف شيئا للقوة، فهو لا يعني هاهنا شيئا بالمرة … لنتفق إذن على أن القوة لا تخلق الحق و أن لا لزوم للخضوع إلا للقوى المشروعة”.
روسو: العقد الاجتماعي
عن الكتاب المدرسي، السنة الثالثة الثانوية الأدبية،
الطبعة الأولى 1996، ص 183
الأسئلة:
أ ـ ما هو موضوع النص؟ ما هو مدار الحديث في النص؟
ب ـ ما هو إشكال النص؟ ما هو السؤال المركزي الذي يمكن طرحه و يكون النص
عبارة عن إجابة عليه؟
ج ـ ما هي الأطروحة التي يسعى النص إلى دحضها؟
د ـ استخرج الحجج الواردة في النص؟
ه ـ ارسم جدولا من خانتين؛ الأولى تضم المفاهيم الواردة في النص و التي تؤسس لأطروحة صاحبه، و الثانية تضم المفاهيم الواردة في النص والتي ترتكز على الأطروحة النقيض.
و ـ ما هي النتائج التي يصل إليها صاحب النص؟
ـ الجواب عن الأسئلة:
أ ـ موضوع النص:
يتناول النص بالتحليل و المناقشة مفهوم الحق في حالة الطبيعة من حيث تفاهته و استحالة العمل به ما دام مؤسسا على القوة الفيزيائية.
ب ـ إشكال النص :
هل يمكن اعتبار القوة (الفيزيائية) أساسا للحق؟ و ما هو أساس الحق؟
ج ـ الأطروحة النقيض: يسعى النص إلى دحض الأطروحة التي تؤسس الحق على القوة المتمثلة في القدرات المادية و الجسدية محاولا تبيان استحالة ذلك التأسيس.
د ـ البنية الحجاجية للنص:
ـ ينطلق النص من قياس مضمر(مقدمة: دوام سيادة طرف على آخر في النظام السياسي للمجتمع، متوقف على تحويل سيادته عليه إلى حق و تحويل طاعة الآخرين له إلى واجب)، يستنبط منه أن مالك القوة لا يمكن أن يديم سيادته على الآخرين إلا إذا حول قوته إلى حق
و طاعة الآخرين له إلى واجب. فلحق القوة مبدأ إذن ،و لكن هذا المبدأ يحمل، في نظر روسو، أسباب تقويضه: فالخضوع إلى القوة ضرورة وإكراه وليس إرادة وحرية، وذلك هو ما يؤسس عليه سؤاله الساخر: ما الذي يجعل هذا الخضوع واجبا؟
- بعد ذلك سيسعى روسو لتبيان استحالة تأسيس الحق على القوة، وذلك بتقديم حجتين:
* كل قوة تتغلب على قوة أخرى تخلف حقها( حق زائل).
* العصيان في ظل امتلاك القوة لا يعرض صاحبه للعقاب (شرعنة الظلم).
وهو يعني أن مجتمعا خاضعا لمبدأ حق القوة هو مجتمع يستحيل فيه قيام حياة اجتماعية خالية من الظلم والعنف والحرب…
- فيما بعد سيستخدم روسو حجة الاستنباط المنطقي لتقويض مفهوم حق القوة، ومفادها:
· الخضوع للحق يجب أن يستجيب لنداء الواجب.
· إذن فرض الامتثال بالقوة على الناس يلغي الامتثال بالواجب ويزيحه، وهو ما يجعل هؤلاء الناس غير ملزمين به.
ه- مفاهيم النص:
· المفاهيم المؤسسة لأطروحة النص:
- قوة الحق
- الواجب/ الأخلاقية
- الإرادة
- الحرية/ الالتزام
· المفاهيم المؤسسة للأطروحة النقيض:
- حق القوة
- غياب الأخلاقية
- القدرة الفيزيائية
- الضرورة
- الإجبار/الإلزام
و- نتائج النص:
من خلال ما قدمه روسو من حجج مفككة لمفهوم حق القوة ومحللة له، يصل بنا إلى ثلاث استنتاجات رئيسية:
الحق يفقد معناه حين يقترن بالقوة.
القوة لا تخلق الحق.
القوة المشروعة هي الأساس الصحيح للحق، ما دام أن الخضوع لها لا يتنافى مع
الحرية ونداء الواجب.