في يوم من الايام كان هناك غراب شرير يعيش فوق شجرة عالية جدا، وكان عشه
قبيحا وغريبا، وكان يحلم بأن سيصبح يومًا ملك الطيور، ولكن الطيور كانت
تكرهه ولا تريد أن تراه لأنه أصبح خطرًا يهددها ويريد أن يسيطر عليها بشره،
وفي يوم أشرقت شمس الحياه على هذه الغابة المظلمة عند قدوم اليمامة
البيضاء، وهي جميلة وطيبة وكانت تحب الخير وتكره الشر لأنها بيضاء صافية
كنقاء الثلج، فهي تساعد الطيور في حل مشكلاتها وتزرع الارض بالازهار فأصبحت
الغابة جميلة جدا، ولهذا قام الغراب الشرير بتدبير الخطط لطردها، ففشلت
الخطط كلها، ولكن في إحدى المرات قام هذا الغراب الشرير باختطاف صغار
العصفورة، فجاءت العصفورة الى اليمامة البيضاء فوجدتها تغني مع الطيور،
فأخذت العصفوره تصرخ وتصيح، فقالت لها اليمامة البيضاء: ماذا حدث؟
فقالت لها العصفورة: لقد خطف الغراب الشرير أطفالي الصغار.
فذهبت
اليمامة البيضاء الى ملك الطيور تحكي له ما حدث فغضب الملك غضبًا شديدًا،
وأمر بإحضار هذا الغراب الشرير، فلم يحضر، فأرسل إليه ثانية فلم يحضر
أيضًا، فأمر الملك باجتماع عاجل للطيور الجارحة، فلما علم الغراب بهذا
الاجتماع جاء، وقال في تكبر: ماذا تريد مني أيها الملك، فغضبت الطيور
الجارحة، وقال الصقر: دعني يا مولاي أقتله، فقال الملك: بل دعه يتكلم، فقال
الغراب: قد جاءت اليمامة البيضاء الى هنا دون دعوة، وهي لا تحمل بطاقة ولا
عنوانا، فهي إذن ليست من الغابة، فيجب ان تعود من حيث جاءت، وسوف أحضر
صغار العصفورة بعد رحيلها، وهذا كل ما عندي، ورحل الغراب، وعندما علمت
اليمامة البيضاء حزنت حزنًا عميقا لانها احست انها سبب في اختطاف الصغار،
فقال الملك: لا، أنتِ لست سببًا في اختطاف الصغار، بل هي حيلة لكي ترحلي من
هنا.. وفي المساء رحلت اليمامة البيضاء وهي تتألق في كبد السماء، بعد ان
تركت البسمة على شفاه الطيور، وفي الصباح حزنت الطيور لفراقها فأصبح كل شيء
بعدها في ظلام، وقام الغراب بإسقاط بيوت الطيور وحرقها، فغضب ملك الطيور
وطالب بإحضاره مقيدًا، فأخذت الطيور الحبال ليلًا وأمسكت به وهو نائم وألقت
به في سجنه، فصرخ الغراب وقال: انا مستعد أن أحمي المملكة بل أحافظ عليها
وأنظفها كل يوم صباحًا ومساء، فلم تصدقه الطيور، وظل في حبسه وهكذا ظلت
الغابة في أمن وسلام.