كعب بن مالك الأنصاري السلمي، شاعر الإسلام أسلم قديماً
وشهد العقبة ولم يشهد بدرا، وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم بعد تخلفهم
عن غزوة تبوك. وتوفي سنة 50 هجرية.
وهو ابن أبي كعب، عمرو بن القين
بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، الخزرجي العقبي الأحدي.
شاعر النبي محمد وصاحبهُ، وأحد الثلاثة الذين خُلِّفُوا، فتاب الله عليهم .
شهد العقبة، وله عدة أحاديث تبلغ الثلاثين. أتفق على ثلاثة منها، وأنفرد
البخاري بحديث، ومسلم بحديثين . روى عنه بنوه: عبد الله، وعبيد الله، وعبد
الرحمن، ومحمد، ومعبد، وروى عنهُ بنو كعب; وجابر، وابن عباس، وأبو أمامة،
وعمر بن الحكم، وعمر بن كثير بن أفلح ; وآخرون ; وحفيدهُ عبد الرحمن بن عبد
الله . وقيل : كانت كنيته في الجاهلية : أبا بشير . وقال ابن أبي حاتم :
كان كعب من أهل الصفة . وذهب بصرهُ في خلافة معاوية . وقد ذكره عروة في
السبعين الذين شهدوا العقبة . وروى صدقة بن سابق ، عن ابن إسحاق ، قال :
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة بن عبيد الله ، وكعب بن مالك .
وقيل : بل آخى بين كعب والزبير . وعن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن
أبيه : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخى بين الزبير وكعب بن مالك ،
فارتث كعب يوم أحد، فجاء به الزبير، يقودهُ، ولو مات يومئذ، لورثهُ الزبير ;
فأنزل الله : وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي
كِتَابِ اللَّهِ . وعن كعب : لما انكشفنا يوم أحد ، كنت أول من عرف رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- ، وبشرت به المؤمنين حياً سوياً ، وأنا في الشعب
. فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم كعباً بلأمته -وكانت صفراء- فلبسها
كعب ، وقاتل يومئذ قتالاً شديداً ، حتى جرح سبعة عشر جرحاً . قال ابن سيرين
: كان شعراء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : حسان بن ثابت ، وعبد
الله بن رواحة ، وكعب بن مالك . قال عبد الرحمن بن كعب ، عن أبيه : أنه قال
: يا رسول الله ، قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل . قال : إن المجاهد ،
مجاهد بسيفهِ ولسانهِ ; والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل . قال
ابن سيرين : أما كعب ، فكان يذكر الحرب ، يقول : فعلنا ونفعل ، ويتهددهم .
وأما حسان ، فكان يذكر عيوبهم وأيامهم . وأما ابن رواحة ، فكان يعيرهم
بالكفر . وقد أسلمت دوس فرقاً (خوفاً) من بيت قاله كعب :
نخيـرهـا
ولـو نطـقـت لقـالـت قـواطعهن دوسـا أو ثقيفـا
عن ابن المنكدر ،
عن جابر : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لكعب بن مالك : ما نسي
ربك لك - وَمَـا كَـانَ رَبُّـكَ نَسِيًّا - بيتًا قلته . قال : ما هو ؟
قال : أنشده يا أبا بكر ، فقال:
زعمـت سخينتة أن ستغلـب ربـها
وليغلبــن مغـالب الـغلاب
عن الهيثم ، والمدائني : أن كعباً مات
سنة أربعين. . وروى الواقدي : أنه مات سنة خمسين . وعن الهيثم بن عدي أيضا :
أنه توفي سنة إحدى وخمسين . وقصة توبة الثلاثة في صحيح البخاري ومسلم
وشعرهُ منه في السيرة . الواقدي : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ،
عن أبيه ، قال : آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الزبير وبين كعب
بن مالك . قال الزبير : فلقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد ، فقلت : لو
مات ، فانقلع عن الدنيا ، لورثته ; حتى نزلت : وَأُولُو الْأَرْحَامِ
بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ فصارت المواريث بعد
للأرحام والقرابات ، وانقطعت حين نزلت وَأُولُو الْأَرْحَامِ تلك المواريث
بالمواخاة . وفي رواية ابن إسحاق : آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين كعب
وطلحة . وقد أنشد كعب علياً قوله في عثمان - :
فكـف يديـه
ثـم أغلـق بابــه وأيقن أن الله ليس بغــافل
وقـال لمـن فـي داره لا
تقـاتلوا عفـا اللـه عـن كل امرى لـم يقاتـل
فكيف رأيت الله صب عليهم
العداوة والبغضاء بعد التــواصـل
وكيف رأيـت الخـير أدبـر عنهم
وولــى كـإدبـار النعـام الجـوافـل