علم النفس المرضي [b] تحتاج الاختبارات وقياسات الشخصية
إلي دراسة الشخصية وتوجيه الأفراد. ولكي تكون قياسات الشخصية مفيدة فيجب
أن تكون صادقة ويمكن الاعتماد عليها. ويمكن التأكد من صدق القياسات
باختبار العلاقة بين قياس الشخصية ومستوي أو معيار محدد (صدق العيار) أو
بين قياس الشخصية ومجموعة متنوعة من السلوك الذي يرجع إلي سمات الشخصية(
صدق التكوين).
وهناك العديد من أنواع الإجراءات التي تستخدم لقياس
الشخصية مثل مقاييس التقدير والتي تكون قائمة علي حكم المُلاحظ. أما قوائم
الشخصية مثل (مقياس الشخصية متعدد الأوجه) فيستخدم إجابات الفرد الذاتية
علي استبيان وعلي العكس من قوائم الشخصية يكون المثير الغامض المستخدم في
الاختبارات الموضوعية مثل اختبار بُقع الحبر "رور شاخ" واختبار التقدير
الموضوعي والذي يستنبط استجابات من المفترض لها أن تُظهر دوافع واسلوب
الفرد. ثم يتم قراءة إجراءات مقاسه ومستخدمة كمقاييس للشخصية حيث تتراوح
من عينات السلوك إلي قياس الاستجابات الفسيولوجية.
يعتبر المرض العقلي
مشكلة خطيرة معاصرة ولكنها ليست جديدة، فلقد تغيرت الاتجاهات نحو المشاكل
العقلية ببطء عبر القرون: بدأ بالاندفاع والاعتقاد أنه مملوك للأشرار ثم
انتقل ببطء إلي الاعتقاد بأن المشاكل العقلية هي انعكاس لمرض أساسي ويجب
أن تعامل علي هذا الأساس ومازالت المفاهيم حول الأمراض العقلية متغيرة حتى
الآن فالبعض من واضعي النظريات ينظرون الي المرض النفسي علي أنه انعكاس
لمشاكل الحياة أو عادات سوء التوافق وليس كمرض.
وتختلف الاضطرابات
العقلية في الدرجة والأعراض فالأكثر شدة هو الذهان والأكثر شيوعاََ هو
الانفصام. ويتضمن هذا التشخيص (الانفصام) سلسلة كبيرة من السلوكيات تشمل
اضطرابات التفكير العميق والانسحاب الاجتماعي. ولم تُعرف مسببات الانفصام
حتى الآن ولكن هناك دليل علي أن المحددات الجينية والبيئة الأسرية الغير
صالحة والعوامل الاجتماعية لهما دور في تطور المرض. ولقد أدي العلاج
الكيميائي إلي تقليل ملحوظ للوقت الذي يقضيه المريض داخل المستشفيات
العقلية وأيضاََ أدي تطبيق مبادئ التكيف الفعال في عنابر المستشفي إلي
تعديلات مؤثرة في سلوك المريض وكذلك أعراض الانفصام. فقد أوضحت النتائج
الحديثة ظهور مواد كيميائية في دم المريض بالانفصام وأدي ذلك إلي علاج
المريض بإزالة هذه المادة من الدم خلال عملية معروفة بالغشاء الكلوي.
إن
الاضطرابات المؤثرة مثل اضطراب الانقباض العقلي هي عبارة عن تقلبات مزاجية
حادة فالفرح الشديد أو الاكتئاب الشديد يتحكمان في اتجاهات وأفكار المريض
حيث يتعطل الحكم والدافعية بطريقة خطيرة. وتساهم النزاعات الجينية إلي
المشاركة في ردود فعل هذا المرض ويصبح الناس ممن لديهم سمات شخصية معينة
أكثر عُرضة لهذا الاضطراب. ويتم شفاء الكثير من المرضي الذين يعانون من
الأمراض العقلية المؤثرة تلقائياََ بينما يستجيب آخرون بالعلاج عن طريق
العقاقير أو الصدمات.
تُميَز الاضطرابات العصبية بقلق عاطفي شديد
وتُعرَف عن طريق الفرد صاحب المشكلة ومن أمثلة الأنواع العديدة لأعراض
الاضطراب العصبي فقدان الذاكرة، فقدان الوظائف الحسية والحركية (بدون أي
أساس عضوي)، الفوبيا (مخاوف مرضية)، أفكار مرتدة مستحوذة، أحداث متكررة
ملزمة. والأفراد الذين لا يعانون من أعراض الاضطراب العصبي من الممكن أن
يكون لديهم اضطرابات في الشخصية حيث يعكس اسلوب الشخصية وبنائها اضطراب
عاطفي. ويظهر ذلك في الشخصيات غير الاجتماعية حيث ينقصهم الإحساس
بالمسئولية أو الأخلاقية، مدمني المخدرات والكحوليات.
هناك مداخل
علاجية تستخدم لعلاج الاضطرابات العصبية والشخصية منها (العلاج بالتحليل
النفسي) وهو محاولة إظهار الصراعات الطفولية الأولية حيث يقوم المعالج
بمساعدة المريض علي تفسير مقاوماته ومن ثم تحقيق التبصر داخل الدوافع
اللاشعورية المسئولة عن الأعراض. بينما يصبح المريض مساهم فعال في (العلاج
المتمركز حول العميل) ولا يعرض المعالج أي تفسيرات وبدل من ذلك يكون
المعالج موافقاََ ومتقمساََ أثناء محاولته تفسير أحاسيس العميل. أما عن
أساليب (العلاج السلوكي) فهي قائمة علي نظرية التعلم وتعتمد علي أنواع
مختلفة من الإجراءات الشرطية والتي تكون فاعلة في القضاء علي أعراض عصبية
معينة أو سلوك غير متكيف. بينما يوفر (العلاج الجماعي التقليدي) إعداد
اجتماعي مُسَهل والذي يُمكن المريض من اكتساب التبصر علي مشكلاته. وأصبحت
مدجلات (العلاج الجماعي) مثل مجموعات الحساسية والمصادمة شهيرة لأنها تهدف
إلي تعزيز تحقيق الذات بين المساهمين بالحث علي التعرف والتعبير المفتوح
للإحساس.