عندما يكون الطفل في أشهره وسنواته الأولى يتعلم
القيام ببعض الأشياء التي قد يألفها وتصبح بالنسبة له عادة يصبح بعدها غير
قادر على التخلص منها، ومن بين أكثر العادات شيوعا التي نلاحظها بكثرة لدى
الأطفال هي عادة مص الإصبع…
بحيث نجد أن هذه العادة قد تظهر مع الطفل عند ولادته، إذ
أن هناك أطفال يمصون أصبعهم وهم لا زالوا في بطون أمهاتهم، وقد تتطور هذه
العادة بعد الولادة كما قد تنقص عند بعض الأطفال، ذلك كون الطفل، في أشهره
الأولى تدفعه غريزته لوضع أي شيء في فمه كيفما كان ، وقد يكون من أقرب
الأشياء إلى الطفل ليضعه في فمه هو إصبعه.
و هناك أطفال عديدون يستطيعون التخلص من هذه العادة، عندما يصبحون قادرين على الأكل لوحدهم، كما أن هناك أيضا أطفال يزيدون تعلقا بهذه العادة التي تلتصق بهم.
و المشكل الأكبر، أن عادة مص الأصبع من الممكن أن تؤدي إلى مشاكل أخرى أكثر صعوبة،ومن
بين أبرز المشاكل التي قد يؤدي لها مص الإصبع هو مشكل النطق بحيث قد يجد
الطفل صعوبة في نطق بعض الحروف، ويمكن أن يصاب الطفل كذلك بالتلعثم عند
الرغبة في الكلام،وقد يحتاج الطفل لعلاج مشكل النطق الى الترويض الطبي، حتى
يتمكن من التخاطب والنطق بطريقة سليمة.
ولا بد على الأبوين من البحث عن علاج للطفل، خصوصا عندما تشتد هذه العادة،
وعندما يتقدم الطفل في السن ، بحيث يصبح عمره أكثر من ست سنوات، وهو لا
يزال غير قادر على إبعاد أصبعه عن فمه، و أيضا عندما يتسبب مص الأصبع في
اعوجاج الأسنان، أو صغر حجم الإصبع، نتيجة لمصه بكثرة،وعندما يكبر الطفل في
السن، وهناك عادة أخرى لا يجب التغاضي عنها، هي عندما يبدأ الطفل في مص
أصبعه وفي نفس الوقت بجر شعره، فهذه من الأمور التي تستدعي التدخل الفوري
للطبيب النفسي.
ولإنجاح عملية التخلص من عادة مص الإصبع، يجب أن يكون هناك تعاون تام بين الوالدين،
والطفل معا،ويجب التحدث مع الطفل عن هذه العادة السيئة وعن أضرارها وخصوصا
إن كان الطفل كبيرا بعض الشيء ليستوعب ما يقال له، كما يمكن وضع بعض
المأكولات الحارة، على إبهام الطفل، لمنعه من إدخال أصبعه بفمه، ويمكن أيضا
للوالدين مكافأة الطفل لتشجيعه للتخلص من هذه العادة السيئة.