فطام
الطفل عن الرضاع يفضل فطام الأطفال عن الرضاع في فصل الشتاء وأوائل الربيع
والخريف لأن الأغذية تختمر صيفا وتصير غير صالحة للأطفال فتسبب إسهالا
وقيئا وأحيانا التهابات معوية قتالة ويجب في الشهر الثامن عشر إلى الرابع
والعشرين من الولادة.
زعم بعض العلماء أن الأفضل الفطم الباكر أي من
الشهر العاشر إلى الخامس عشر لأن المولود إذ ذاك يكون أقل عنادا وأسهل
مراسا، ولأن لبن المرضع يقل إذ ذاك ويصير غير كاف لإشباع الطفل وهذا خطأ
كما قرره جمهور العلماء مقررين أن اللبن يساعد الطفل على هضم الأغذية التي
تقدم إليه فكل والدة تستعين على تغذية طفلها ببعض الأغذية اللطيفة من الشهر
السابع فصاعدا وعليه فلا يجوز فطم الولد باكرا إلا في أحوال استثنائية
الاستمرار على الرضاعة إلى الشهر الثامن عشر وما بعده كالحبل ورجوع الحيض
ولا سيما إذا صاحَبه نقصان في اللبن أو مرض ويشهد بفضل مد الإرضاع إلى
سنتين حسن صحة أولاد الفلاحين فإنهم يرضعون إلى سنتين فما فوق.
¥
كيفية الفطام¥ هو على نوعين فجائي وتدريجي فالأول يكون بمنع الرضاع فجأة
وهو غير جائز لأنه يعرض الطفل لأَمراض كالإسهال والقيء والالتهاب المعوي
والحمى.
والثاني يكون بتقليل عدد الرضعات تدريجا وبزيادة مقدار الأغذية
الغريبة مدة شهر أو شهرين. فتقلل الرضعات أولا مرة في اليوم ثم مرتين حتى
تصل إلى رضعة واحدة في اليوم فيفطم الطفل بدون محذور. ومن فوائد هذا النوع
إمكان الرجوع إلى الإرضاع إن حدث ما يستدعيه. وإذا لم يحصل ما يستدعيه تبعد
المرضع عن الفطيم أو تدهن الحلمة بمادة مرة كالكينا أو الصبر حتى إذا ذاق
الطفل الثدي المرمجه.
بعد الفطام يجب أن لا يقدم إلى الطفل غير الأغذية
الخفيفة مدة طويلة حتى تتقوى معدته وتصبح قادرة على هضم الأغذية. فيعطى
اللبن والدقيق اللبني المسمى( فارين لاكتيه) والفوسفاتين والأروت والكريما
والبيض النيمرشت ثم يتدرج إلى إعطائه الشوربة والنباتات الخضراء المطبوخة
والفواكه الناضجة.
ننبه هنا إلى أن أكثر هلاك الأطفال في العالم
سببه سوء انتخاب أغذيتهم فترى أمهاتهم يرتحن إلى إعطائهم الأطعمة المختلفة
ويزداد ارتياحهن كلما رأينهم يتناولونها بشره عظيم ظانات أن ذلك يفيدهم
ويسمنهم والحقيقة أنه يضرهم ويسمهم فلا تمضي مدة حتى تعتريهم التلبكات
المعدية والمعوية وأنواع الإسهالات المنهكة لأجسامهم وتصبح بطونهم منتفخة
بأنواع الغازات فلا يقر لهم قرار لا بالليل ولا النهار من شدة ما هم فيه من
هول الرياح البطنية والالتهابات الحادة والمزمنة وهم في أثناء ذلك لا
يمنعون عن طلب الأغذية بشراهة زائدة حتى يبلغ الضعف منهم حدة فيموتون في
وسط آلام لا تطاق ولا سبب لذلك إلا إسراف أمهاتهم في تغذيتهم وسوء انتخابهن للأغذية.