عـلـمـاء الـسـوء

بسم الله الرحمن الرحيم
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
((يؤتى
بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور
الحمار في الرحى, فيجتمع اليه اهل النار فيقولون:مالك يا فلان ؟ ألم تكن
تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول: بلى, كنت آمر بالمعرف ولا آتيه و
أنهى عن المنكر و آتيه ))
رواه مسالم
المعروف: كل ما يستحسنه الشرع وترضيه العقول السليمة من قول أو عمل
المنكـــر:
كل ما يستقبح الشرع ولا ترتضيه العقول السليمة من قول أو عمل و المعروف و
المنكر متلازمان غالبا فقلما يأتي لفظ الامر بالمعروف الا ويتبعه النهي عن
المنكر في الآيات و الأحاديث الشريفة قال تعالى
((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)) وقال تعالى;
((ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون))
**********************************
العلم حياة النفوس,وغداء القلوب,ونور العقول والأبصار,ولكن ما اتعس الانسان وما أشقاه حين يصبح العلم وبالا عليه
ويكون
سببا لهلاكه ودماره؟ فالرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام يخبر عن ذلك
العالم الذي اعطاه الله العلم ورزقه الفهم والادراك,فكان يعلم الناس
ويرشدهم,ويعظهم ويذكرهم,ويأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر,ولكنه ما كان يفعل
الخير ولا يجتنب السوء و الشر,فكان فعله غير قوله ومظهره غير مخبره, ولذلك
لم ينفعه علمه بل كان سببا لدخوله جهنم. أفليس عجيبا أن يكون العلم وبالا
على الانسان ؟! انه في جهنم المتهاججة بنيرانها الملتهبة بسعيرها
والناس قد اجتمعوا عليه يسألونه مستغربين عن سبب هذا العذاب ,وعن سبب ذلك المصير المشؤوم؟يقولون له:
ألست
انت فلان الذي كنت تأمر في الدنيا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟الست أنت
الذي كان يقضي أوقاته في الدعوة الى الخير والبر و الاصلاح؟
فيقول:نعم أنا فلان الذي كنت آمركم بالخير,ولكنني لا أفعله,وأنهاكم عن الشر وافعله
حقا...انها
النهاية الأليمة المفجعة التي تذهب القلب,وتلدع الفؤاد,فليس أوجع على
النفس,ولا أنكى على القلب من أن يضل الانسان ويشقى بسبب العلم,وفي أمثال
هؤلاء يقول القرآن الكريم
{أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ
وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً
فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23
فالعلم
الذي هو سبب السعادة و المنار و الهادي في سبيل الحياة اذا لم ترافقه تقوى
الله سبحانه كان سببا للشقاء و الهلاك ,وكان حجة على صحابه ووبالا عليه
يوم القيامة,
والله در القائل حيث يقول
لو كان في العلم من دزن التقى شرف لكان أشرف خلق لله ابليس
اللهم
احفظنا من السوء و البلاء ولا تجعلنا من الذين يقولون ما لا يفعلون ولا من
الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم انك سميع مجيب الدعاء