لماذا يفكر الإنسان ؟

نف[size=32]كر ونتأمل في ما يدور حولنا، كي نعرف أنفسنا ودورنا في هذه الحياة. نفكر لأننا نملك روحا ووجدانا نريده متوازنا مع العالم المادي الذي يكون ذواتنا والذي يطغى على عالمنا. لا يمكن أن ندعي أننا نفكر لأن لنا عقلا فقط، أو أن العقل هو المسؤول عن التفكير. ما حاجة الإنسان إلى العقل والفكر إذا لم يكن ذلك من أجل معرفة ذاته والتحكم في مشاعره وانفعالاته، والتفاهم مع الآخر والإحساس به والتعايش معه.
نود أن ننبه إلى مسألة في حياة الفرد ؛ إنها الهدف الذي خلق من أجله والذي يتجلى في تحمل المسؤولية التي تفرض علينا حتما توجيه وتوظيف فكرنا إلى ما فيه خير لنا ولغيرنا، من هذا المنطلق أرى أننا لا نفكر بعقلنا فقط بل بروحنا وقلبنا أيضا، فهما يساعدان المفكر على اختيار الوسائل الشرعية والأهداف النبيلة لتحقيق أفكاره وإثبات مدى ملاءمتها لحاجيات المجتمع الذي ينتمي إليه ويشكل عنصرا فعالا في التنمية البشرية.

تؤثر العوامل الخارجية على حالتنا الوجدانية، التي تؤثر بدورها على طريقة تفكيرنا ومبادئنا ؛ يقتضي المنطق أن نلم بحقيقة الأشياء في شموليتها وأثناء صيرورتها التي قد تتغير ؛ وبالتالي يتغير فهمنا وتحليلنا للوقائع المستجدة والمتطورة التي تجعل النظريات والحقائق العلمية تتغير، فمنها ما يحافظ على مكانته ومنها ما يتم تجاوزه أو إلغاؤه لأن التكنولوجيا الرقمية والمختبرات العلمية التي تعتمد على أحدث وسائل التجريب والملاحظة تكشف حقائق جديدة ؛ تجعل الأشياء موضع البحث تتغير، وهذا ما يجعلنا نتناول الموضوع الواحد بطرق مختلفة مع مرور الزمن، لأن ما عرفناه سابقا لم يبق على حاله لأن العلم الحديث يقدم لنا دلائل جديدة جعلت الحقيقة العلمية التي كنا نعرفها على شيء معين متجاوزة وخاطئة في بعض الأحيان[/size].