الغابــة
هذي هي الأشجارْ
تروي حكاياها
والنهر منسابٌ
يصغي لأحلاها
في الغابة الحسناءْ
كنز من الخُضْرةْ
تبدو خلال الماءْ
لوحاتها النضِرةْ
عصفورة ملّتْ من الفراقْ
فأسرعت للدارْ
ها عشُّها
غُمْرٌ من الأوراقْ
ورزقها ثمارْ
في الصفّ قد تساءل الرفاقْ
نحبّ أنْ تصيرْ
غاباتنا تمتدّ في الآفاقْ
كعالم كبيرْ
يا أيها الأحبابْ
بغرسة صغيرةْ
تبتدئ المسيرةْ
هذا هو الجوابْ
فلنغرس الأشجارْ
حالاً على سفوحنا
ولنجعل الشعار
أشجارنا صروحنا
ولنسقها تعلُ بها هاماتنا
دوماً
وتزهُ روحنا
الصحراء
كانت لنا الصحراءْ
ينبوعَ كبرياءْ
كتابنا أنيقْ
نخطّ في أوراقهِ
تاريخنا العريقْ
كم سار في دروبها الفرسانْ
وكم زها في ربعها الإنسانْ
فكان يا ما كانْ
يحكي لنا الزمانْ
رمالها ذهبْ
وأهلها عربْ
نخلاتٌ خضراء الغرّةْ
لم تحنِ قامتها مرّة
هذي الصحراءْ
صدقٌ ووفاءْ
أشعارٌ كُتبتْ بالذهبِ
خطّتْ أحرفها في الكتبِ
أقلام الفنان العربي
والصبح أضاءْ
الفلاح
لمس الترابْ
فاخضرّتِ الأرض اليبابْ
وتدفّق الينبوع ثرّاً
كي يوزّع ماءه
والجوع غابْ
لمس الترابْ
فانساب رفٌّ من عصافير النهارْ
يلقي على الأفنانِ
ألحاناً وأزهاراً وغارْ
ما أجمل الوطن الحبيبْ
يصحو على لحن الفخارْ
هذي يد سمراء
تبني للوطنْ
أمجادَهُ رغمَ المحنْ
تروي حكايا الصيفِ والغلالْ
وتنشر الكرومُ
في سفوحنا ظلالْ
فيبسم الوطنْ
ترفرف الأعلامْ
وترحل المحنْ
ويبزغ السلامْ
طائرة الورق
طائرتي.. جميلةٌ والجسمُ من ورقْ
أَلوانُها... ظليلةٌ كأنها الشَّفَقْ
تَلوحُ في السماءْ "كنجمةٍ" حسناءْ
تُعانقُ الفَضاءْ وتعشقُ الهواءْ
وخُيْطَها الطويلْ ليس لهُ مثيلْ
تُحبُّهُ... لأنَّهُ القويُّ... والجميلْ
أَمُدُّهُ لها.. فَتَعْلو...دونما جَناحْ
وحينما أَشُدُّهُ تدنو.. لكيْ تَرتاحْ
طائرتي.. تَطيرُ فوقَ الزَّهْرِ والبُستانْ
حتَّى إذا ما تَعِبَتْ تَهْبِطُ في أمانْ
أُحبُّها.. تُحِبُّني طائرتي الجميلهْ
تَنامُ قُرْبَ غُرفَتي لأنَّها خليلهْ
سفينة الفضاء
تظلُّ في الفضاء
سفينةُ الفضاءْ تطيرُ في الهواءْ
وتعبرُ الغيوم تعانق السماءْ
تظلُّ في الفضاء بخفةٍ تدورْ
وحولها النجوم كأنها زهورْ
تقارب القمرْ لا ترهب الخطرْ
وحينما تصلْ تحطّ في حذرْ
وينزلُ الروّادْ كأنهم فرسانْ
ليجمعوا العلوم لخدمةِ الانسانْ
ياأيها الرّوّاد ياأيها الأبطالْ
بقلبنا أنتم زرعتم الآمالْ
أغنية الصباح
قد جئتكم بالنورْ
أرشّه على ذرا الجبالْ
وأفرش الدروب بالزهورْ
وأوقظ الشلالْ
فيهرب النعاسْ
من عين كل الناسْ
ليشرعوا على المدى الأبوابْ
وتدخل الأنسام
تلقي على الأصحابْ
عبيرها سلامْ
هذا هو الفلاح
يغدو إلى الحقولْ
في جيبه مفتاح
للعالم الجميلْ
وذلك الصياد
سينشر الشراعْ
يودِّع الأولاد
ويبدأ الصراعْ
صديقنا الصباح
يفتتح النهارْ
ليبدأ الكفاحْ
ويفرح الصغارْ
اغنية الصيف
إنَّني الصيفُ الجميلْ كلُّ ما فِيَّ ظَليلْ
فأنا عُرْسُ الضحى والروض.. أَفراحُ الأَصيلْ
فِيَّ أَنسامُ المساءْ تَملأُ الدنيا سُرورْ
فِيَّ أزهارُ الضياءْ تَغمرُ الكونَ حُبورْ
فِيَّ تَلقى الأَنْجُما كالَّلآلي الحالمَه
فاذكُروني دائماً في الليالي الباسمَهْ
في عَشِيَّات المَصائفْ في الدَّوالي الضَّاحكاتْ
في "الحَكايا" والطَّرائفْ في "مَواويلِ" الرُّعاةْ
في صباحِ البحر.. والزُّرْقَةِ...والشَّطِّ الجميلْ
وصِغارٍ مَلَؤوا الشاطئَ في وقتِ الأَصيلْ
في أناشيدِ "الطَّلائِعْ في السَّواقي والحُقولْ
فأنا عيدُ المَزارعْ وأنا أحلى الفُصولْ
إنَّني الصيفُ الجميلْ إنَّني الصيفُ الجميلْ
إنني عرسُ الضحى والروض...أَفراحُ الأَصيلْ
اغنية الربيع
إنَّني فَصْلُ الربيعْ إنَّني فصلٌ بَديعْ
فأنا حُلْمُ الجميعْ وأنا عُرْسُ الجميعْ
انتي فصل الربيع
فِيَّ أَسرابُ الطيورْ تَصنعُ الأَعشاشَ صُبْحا
وتُغنِّي في سُرورْ تَملأُ الرَّوضَةَ صَدْحا
بَيَدي أَكسو البَساتينَ رِداءً أَخضرا
بِيَدي أَحملُ للرَّوض النَّسيمَ العَطِرا
يا لَرِحلاتي البَديعهْ بينَ أَحضانِ الطبيعهْ..
تُبهجُ الطفلَ.. فَيَشدو للعصافير الوَديعهْ
إنَّني عيدُ الفَراشات، وأَعراسُ الزُّهورْ
حيثُما سِرْتُ.. فإنَّ العطرَ يصحو.. ويدورْ
فأنا حُلْمُ الجميعْ وأَنا فَصْلٌ بَديعْ
انني فصل الربيع
أغنية النوم
تعالَ يا مساءْ
فالشمس لمت ضوءها
ألقت به في الماءْ
تعال فالأطفالْ
لا يرهبون الليل والظلامْ
سواده ظِلالْ
تحملنا لعالم الأحلامْ
أتعبنا النهارْ
بالجد والعملْ
لكننا في الدارْ
نعود للأملْ
فننفض الغبارْ
ونغسل التعبْ
وترحل الأحلامْ
بآخر الصخبْ.
فتبسم النجماتْ
حباً لكل الناسْ
وآخر الكلماتْ
يأكلها النعاسْ
حكاية القمر
سألتني مَها:
هل ينامُ القمرْ
بعد طولِ السهرْ؟
قلتُ: لا لا ينامْ
فوقَ سطحِ الظلامْ
كيف يحيا إذنْ
هادئاً في سلامْ
قلت: هذا القمر
في قديمِ الزمانْ طافَ كل البلادْ
مثلما السندبادْ
باحثاً عن عمل باحثاً عن أمانْ
هكذا ثم كانْ
أن رأى نجمةً عذبةً يا مها
تزدهي بالضياءْ
في دروبِ السماءْ
فمضى خلفها باسماً كالأملْ
وهناك اشتغلْ
إنه حارسٌ لنجوم السمَّا
لا يحبُّ الكسلْ
ليس يشكو الملَلْ
وهناك ابتنى
من ضِيا موطنا