هل توجد حضارات ذكية تحت الماء؟
منذ أن اخترعت الغواصة - واستعملت بكثافة بعد الحرب العالمية الثانية - وهناك تقارير عن أضواء ومركبات غريبة تتحرك تحت الماء.
وأول
حادثة تم توثيقها (باستعمال أجهزة السونار) وقعت عام 1963ونبهت إلى احتمال
وجود حضارات متطورة في أعماق البحر. ففي ذلك العام كانت البحرية الأمريكية
تجري مناورات عسكرية بقرب بورتوريكو حين رصدت الغواصات جسماً معدنياً
ضخماً يصعد من القاع. وحينها تطوعت إحدى الغواصات لمواجهته ولكنه ابتعد
عنها بسرعة فاقت سرعة الغواصة بأربع مرات. ويقول الأدميرال جيرالد بيكس
(في كتاب أضواء في الأعماق) ان البحرية الأمريكية تملك 1230تقريراً عن
مركبات متحركة وأضواء عميقة تشير إلى وجود حضارات غريبة تحت البحر. وفي
الغالب يتم تجاهل هذه الظاهرة لأن البحرية الأمريكية جهة "عسكرية" ليس
لديها الاستعداد للتخلي عن مهامها التدريبية والقتالية لمتابعة هذه
الظواهر.. أما السبب الثاني (والأهم) فهو عجز الغواصات الحديثة عن النزول
لأعماق البحر السحيقة - بسبب ضغط المياه الهائل - وبالتالي جهلنا التام
بما يوجد تحت عمق معين!
وللوهلة الأولى يبدو غريباً افتراض
وجود حضارات متطورةتحت البحر، ولكن لو تأملنا الحقائق الموجودة لدينا
لوجدنا مساحة مقبولة لفرضية كهذه.. فمخلوقات البحر تفوق في تنوعها مخلوقات
البر بأضعاف (فكيف بغير المعروف منها!؟).. أما مساحة البحار فتزيد بثلاثة
أضعاف مساحة اليابسة (وهذا بدون حساب التعرجات والتضاريس الموجودة في
القاع!).. أما حجم الكتلة المائية ذاتها فيبلغ من الضخامة والعمق حد بقاء
أقوى الغواصات في ثلثها الأعلى (وسيرها لسنوات وسنوات بدون لقاء غواصة
مشابهة!؟)..
وفي المقابل، رغم أن البشر عرفوا البحر -
وأبحروا فوق سطحه منذ آلاف السنين - إلا أن أعماقه تكاد تكون مجهولة
بالنسبة لهم. فعلى عمق عشرة أمتار فقط يصبح ضغط الماء 3كلم على كل سنتمتر
مربع. وعلى عمق خمسين متراً يصبح 5كلم على السنتمتر المربع (وهو ما يشكل
ضغطاً يصل الى 100طن على كامل الجسم). أما على عمق 250متراً فيصل الضغط
الى 25كلم على السنتمتر المربع - وهو ما يشكل ضغطاً على كامل الجسم يصل
الى نصف مليون طن (وهي قوة كفيلة بسحق الإنسان إلى حجم الخيارة).. ورغم أن
الغواصات الحديثة تتجاوز هذه الأرقام إلا أنها بدورها تملك عمقاً محدوداً
لا تستطيع تجاوزه خشية التشقق والانهيار - وهو ما يفسر لماذا بقيت أعماق
البحار السحيقة مجهولة حتى يومنا هذا!!
على أي حال البعض يرى
عدم ضرورة الغوص للأعماق السحيقة لاكتشاف حضارات ذكية ومتطورة، ففي مناطق
عالمية كثيرة توجد آثار حقيقية لمدن وحضارات تغمرها المياه على مستوى
مناسب. والتفسير الرسمي لهذه الآثار انها مدن ساحلية ظهرت (أولاً) على
اليابسة ثم غرقت تحت البحر لأسباب جيولوجية عنيفة.. ولكن هناك من يفترض
أنها بقايا حضارات (تأسست أصلاً تحت البحر) وبنتها مخلوقات بشرية هجينة
تستطيع التنفس تحت الماء، فأمام شواطئ الاسكندرية مثلاً توجد بقايا مدينة
(يفترض) أنها جزء من الاسكندرية القديمة قبل أن تغرق بزلزال عنيف. وفي
البحر الجنوبي لليابان توجد مدينة حقيقية يعود عمرها الى عشرة آلاف عام
تدعى مغطس الآلهة , وتحت مياه الأطلسي تحدث أفلاطون - وما زال البعض يتحدث
- عن قارة الاطلنطس الغارقة التي سبقت العالم في الفنون والعلوم وصنع
مركبات معدنية طائرة!!!