حيثيات اتخاذ القرار:
أولا:
اتخاذالقرار لا يكتسب بالتعليم وإنما أكثر
بالممارسة والتجربة:
لن تكون صاحب
قرارات صائبة بمجرد
أن تقرأ كتابا، أو بمجرد ان تستمع لمحاضرة، ولكنها التجربة تنضجك شيئافشيئا، ولكنها الخبرة تكتسب مع الأيام
... ويمتلكها الإنسان بالممارسة بشكل تدريجي ومن هنا يتميز كبار السن وأصحاب التجربة
بالحنكة وصواب الرأي ودقة الاختيار أكثر منغيرهم، فالشاب الناشيء كثير ما لا توجد
لديه الأسباب والملكات لاتخاذ القرارالصحيح، هنا يحتاج إلى المشورة أو المعونة أو النصيحة.
ثانيا:
اتخاذ القرار أفضل من عدم اتخاذه وان كان في القرار أخطاء
خاصة في الأمور التي لا بد منها من اتخاذ قرار، لان عدم اتخاذ القرار يصيب الإنسان بالعجز والشلل في
مواجهة الأحداث وحلا لمشكلات.
بعض الناس دائما لا يبت في الأمور ولا
يتخذ قرار بل يبقيها معلقة فتجده حينئذ شخص غير منجز، ولا متخذ قرار، دائما يدور في حلقة
مفرغة، يمرّ الوقت دون
أن ينجز شيئا، لأنه لم يختر بعد، هل يدخل في كلية الطب أم يدرس في كلية
الهندسة؟يمر العام
والعامين وهو على غير استقرار فلا ينجز، والذي يتردد كثيرا فيدرس فصلا في الطب والثاني يختاره في الهندسة ثم
يقول ليس ذلك اختيارا صائبا فيمضي للعلوم،ثم يرى أنها لا تناسبه فتمر السنوات يتخرج
الطلاب وهو – كما يقولون – يتخرج بأقدمية يكون معها قد استحق أن يأخذ عدة شهادات بدل شهادة واحدة.
أيضا تضيع الفرص وتمرّ،فان لم تتخذ القرار وتغتنم الفرصة لان
الفرص لا تتكرر، وهذه مسألة أيضا مهمة،البديل لاتخاذ القرار هو لا شيء واتخاذ القرار يكسبك جرأة
ويعطيك الشجاعة، وأيضا يتيح لك الفرصة للتقويم بعد الخطأ فلا تكن أبدا مترددا في
اتخاذ القرارات، اعزم واعقلها
وتوكل، وامضي فان أخطأت فان الخطأ تجربة جديدة وعلما جديدا يفيدك في
مستقبلا لأيام بإذن
الله تعالى من المنطلق الإسلامي وجه أخر إن أخطأت فلك أجر واحد وان أصبت فلك أجران، فماذا تحجم إذا ؟ولماذا
تتردد ؟خذ الأسباب واجتهد وامضي ولا تخشىالخطأ فان الخطأ مع النية الصالحة
السليمة ومع العمل الذي بني على الاجتهاد الصحيح يكون مغفورا بإذن الله، بل ويثاب صاحبه
كمافي الحديث من
حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا اجتهد الحاكم فأخطأ له أجر واحد وإذا اجتهد فأصاب
له أجران)
ثالثا:
ليس اتخاذ القرار مبنيا على العلم الشرعي
فحسب:
بل لكثير من الأحوال يبنى على معارف الحياة العامة وعلى
طبيعة الظروف ومعرفة الأحوال وحاجات الناس ومصالحهم وهذه كلها تمثل أسسا لا بد من
معرفتها عند اتخاذ القرارات.
رابعا:
اتخاذ القرار
يحتاج إلى عقلية متفتحة مرنة:
بعيدا
عن الجمود وأحادية الرأي، فان الذي لا يفكر إلا من طريق واحد ولا ينظر إلا من منظار واحد تغلق
عليه أمور وتوصد في وجهها لأبواب ويظن ألا حل ويستسلم لليأس مع أنه لو نظر عن يمينه أو
عن يساره أو خلفه أوأمامه
لرأى أبوابا كثيرة مشرعة وطرق كثيرة ممهدة، إنما أعماه عنها أنه لم يتح
لعقله ان يسرح في
الآفاق وان يولد الأفكار حتى تكون هناك مخارج عدة بإذن الله.
خامسا:
ليس اتخاذ القرار هو نهاية المطاف بل في الحقيقة هو بدايته:
لانبعد اتخاذ القرار يحتاج إلى التنفيذ والتنفيذ يحتاج إلى
المتابعة والتقويم والتقويم ربما يدخل كثير من التعديلات على تلك القرارات، فليس المهم هو
اتخاذ القرار وإنما أهم
من ذلك ما بعد اتخاذ القرار.
محاذير اتخاذ القرار:
لا للمجاملات في اتخاذ القرار:
إذا أتاك من يستشيرك على سبيل المثال
وترى أنه لا يصلح لهذا لكنك تجامله وتقول له:توكل على بركة الله تكون غششته ولم تنصح
له وتكون قد هيأت له سببا
أو أمرا يتضرر به وتقع به عليه مشكلة دون أن يكون لذلك فائدة ، دعه يعرف
الحق أو حتى كن صريحا
مع نفسك فلا تجامله يأتيك اللوم عندما تقول لا في البداية لكنه يأتيك مضاعف عندما تقول لا في النهاية.
لاللعواطف:
لان
العواطف عواصف ، وهذا نراه كثيرا بين الآباء والأبناء ، كم تغلبالعاطفة على الآباء والأمهات فيتخذون
لأبنائهم قرارات أو يساعدونهم على مسارات فيعين الضرر عليهم ، وأيضا كم تكون العاطفة
سببا في اتخاذ موقف لا يتفق مع المبدأ أويخالف العهد والميثاق أو يخالف ما ينبغي
أن يكون عليه الإنسان
لا للترددوالتراجع:
كثيرا ما يتردد الناس ولا يعزمون أمرا
ولا يتخذون قراراً، ولا ينشئونعملاً ولا يبدون ممارسة ، فتضيع الأوقات دونما شيء ، وأيضا
التراجع يبدأ ثم يرجعويأخذ
ثانية ثم يتقاعس هذا أيضا مبدد للجهد ومضيع للوقت ومؤثر في النفس ،
لا للإذاعة و النشر :
( استعينوا علىقضاء حوائجكم بالكتمان ):
بعض الناس إذا أراد أن يفعل أمراً أو
يتخذ قراراً أذاعه في
كل الصحف والإذاعات ، لذا استعن على قضاء حاجتك بالكتمان ، فان ذلك أوفق وأوصل إلى
الغاية وأن كثرة الكلام وإشاعة الأخبار لا يحصلمنها في غالب الأحوال فائدة.
لا للعجلة:
فان
العجلة كثيرا ما يصاحبهاالندامة ، وأيضا البطء الشديد غير مطلوب، لكن العجلة كثيرا ما
نرى أحوال الناس معطبيعة
الحياة اليوم يقولون نحن في زمن السرعة أو في عصر البرق والاتصالات
السريعة ،نعم نحتاج
إلى رفع الكفاءة في اتخاذ قراراتنا لكن العجلة المفرطة التي لا تعطيللزمن قدره كثيرا ما تأتي بعواقب وخيمة
وبأمور لا تحمد عقباها
*** العوامل المؤثرة
في اتخاذ القرار:
القيم والمعتقدات:
للقيموالمعتقدات تأثير كبير في اتخاذ القرار
ودون ذلك يتعارض مع حقائق وطبيعة النفسالبشرية وتفاعلها في الحياة.
المؤثرات
الشخصية:
لكل فرد شخصيته التي ترتبطبالأفكار والقناعات التي يحملها والتي تؤثر على القرار الذي
سيتخذه ، وبالتالي يكونالقرار متطابقا مع تلك الأفكار والتوجهات الشخصية للفرد.
الميول والطموحات:
لطموحات
الفرد وميوله دور مهم في اتخاذ القرار لذلك يتخذ الفردالقرار النابع من ميوله وطموحاته دون
النظر إلى النتائج المادية أو الحساباتالموضوعية المترتبة على ذلك.
العوامل النفسية:
تؤثر
العوامل النفسية علىاتخاذ
القرار وصوابيته ، فإزالة التوتر النفسي والاضطراب والحيرة لها تأثيركبير في إنجاز العمل وتحقيق الأهداف
والطموحات والآمال التي يسعى إليها الفرد.
و أخيراّ تذكر أن :
العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى
أين هو ذاهب ,,,