تمييز الوالدين بين الأبناء ...من طبيعة البشر
هل من أغلى؟المولود بعد
عقم مديد صاحب امتيازوصمة التفرقة
حين «تُستنسخ» من جيل الى جيل«معايير»
لتمييز الأبناء في اليمنسبب للأنانية
والغيرة والحقد!ماذا يقول
الفقه... ومن يذكي فكرة الانتقام؟انتفاضة امرأةالقـــطة تأكل جروها الذي تضـــعه ضــعيفاً مريضاً، إذا قـــالت
لها غريزتها إن موته محقق. هكذا، تزدرده بلـــقمة واحدة ثم تلـــحس
آثـــار «ارتكـــابها»، وتدور على بقية صغارها تتفقّدها وتنقلها من مكان
إلى آخر، وترضعها وتحميها...
لعل المراقب البشري يشمئز من منظر ازدراد «أم» لـ «وليدها»، مع أن
الفعلة هذه من طبيعة القطط، فهي تفعل ما تأمرها به الطبيعة، مثلما يشمئز
المراقب نفسه عندما يسمع عن أمهات قتلن أبناءهن، وبأساليب مختلفة: تغريقاً،
تسميماً، رمياً بالرصاص... وكلما حصلت حادثة مشابهة، يتساءل عمّا كانت
الأسباب، من دون أن يحصل على أجوبة وافية.
بعض الأمهات القاتلات حوكمن، ولكننا بقينا نجهل الدافع الحقيقي الفعلي
لمثل تلك الارتكابات. يغلب علينا دائماً الاشمئزاز واستهجان الفظاعة
والشعور بالمرارة. تلك الأمهات يعترفن بجرائمهن وظروف ارتكابها... وكأنهن
يتحدّثن عن قتل غرباء. وهذا ما لا نقبله: أن تكون الدوافع إلى قتل الضنا
وفلذة الكبد مثل قتل الغريب.
ولعل قتل الأبناء أو أحـــدهم ينــجــم من حالة تمييز حادة (ومميتة)،
تجعل الذي يقدم على الارتكاب (أكان الأب أم الأم) يفرّق صغيره ليس فقط عن
أخوته، بل عن المحيط والمجتمع، فيقرر «حذفه».
وفي الحالات «السليمة» الأخرى، يتّخذ تمييز الأبناء مناحي متنوعة، فمن
الصغار من يتعرّض للدلال، ومنهم للضرب أو الإقصاء (وهذا تمييز أيضاً).
والحق أن التــعامل مع الأبـــناء أمر محـــيّر للأهل ومربك، خصوصاً في
بداية حياة الطفل، فقد يصــاب أب بالذهول ويبتـــــعد قبل أن يدرك
واجـــباته تجاه ذلك الكـــائن الضعيف. ومن الآباء من يظــل بعــيداً.
وأما الأمهات فمقدّر لهن أن يبقين في «مواجهة» مع المولود لرعايته.
ومنهن، للأسف، من ترفض قدرها.
ويبدو أن السائد في التعامل مع الأبناء يبقى ضمن إطار «لكل ولد حقه في
الرعاية ومن كل ولد أسلوب معاملته»، أي أن المعاملة تكون بحسب شخصية الطفل
وطباعه، فذاك المريض يلزمه من الحنان والعطف ما لا يلزم الصحيح القوي، من
دون أن يُحرم منهما.
وأما عن تأثيرات تفضيل ولد على آخر، فقد حذرت دراسة أميركية، أخيراً، من
أن تأثير تفضيل الأم لأحد أطفالها في مرحلة الطفولة يفضي لاحقاً إلى إصابة
أبنائها جميعاً ومن بينهم ذلك المفضل بعوارض اكتئاب.
واستطلع باحثون أكاديميون آراء 671 شخصاً هم أولاد لأمهات في العقد
السادس والسابع من العمر. وخلصت النتائج إلى أن تفضيل الأم لأحد أطفالها
«يؤثر في صحة الأولاد النفسية، حتى بعد مضي سنوات على خروجهم من منزل
العائلة وتأسيسهم عائلات جديدة»، وأن اختلال المساواة في المعاملة يترك
تأثيراً ضاراً على كل الأبناء.