oumaima khadrouf مشرف على ركن إباعات الأعضاء
الإسم الحقيقي : oumaima khadrouf البلد : maroc
عدد المساهمات : 4 التنقيط : 51712 العمر : 27 تاريخ التسجيل : 03/10/2010 الجنس :
| موضوع: الغش في الامتحان ظاهرة اجتماعية الجمعة 22 أكتوبر 2010, 22:15 | |
| إن توصيف هذه الآفة الاجتماعية بالظاهرة، يعني أن قاعدة الممارسين لها اتسعت إلى أن كسرت كل الاستثناءات في ظل نظام تربوي يعتمد على أداة وحيدة لتقويم التلاميذ، حيث يجعل من الامتحان محطة عزة أو مهانة، وغاية عوض أن يكون وسيلة، وبالتالي تصبح المخاطرة والمغامرة كيفما كان الثمن، هي السبيل الذي يمكن أن يؤدي إلى النجاح، فما هي أسباب الغش؟
يجمع العديد من التلاميذ على أن الأسباب المباشرة للغش بالنسبة لهم، مرتبطة أساسا بطبيعة المقررات الدراسية التي تعتمد على الكم عوض الكيف، الشيء الذي يربك حساباتهم ويجعلهم يقبلون بتشجيع بعضهم البعض على الغش، وهذا مرتبط حسب ما صرح به مجموعة من التلاميذ لـ "الصحراء المغربية"، ببيداغوجية الإملاء المتداولة حاليا في مؤسساتنا التعليمية والتي يكون فيها الدارس والمدرس في سباق مع الزمن من أجل إتمام المقررات، وأصبحت بذلك علاقة الأساتذة بالتلاميذ مختصرة في السرد والشروحات السريعة للدروس عوض مناقشتها وتحليلها، مما يجعل التلميذ يفقد خيط الربط، وإعقال المعلومة، ويصبح بالتالي أكثر استعدادا للنقل والتدوين بدل الاستنتاج والاستنباط والفهم والتحصيل.
وأمام هذا، لا يغدو التلميذ سوى آلة كاتبة يتعامل بالمثل مع الدروس المطروحة أمامه من خلال تركيزه على الاحتفاظ بـ "البضاعة" كما هي، لردها إلى أصحابها، وفي الغالب يكون ذلك بواسطة ما نطلق عليه في عاميتنا بـ "لحجابات"، التي أصبحت متار تنافس وإبداع بين التلاميذ، وأبرز عبد الرحيم (طالب جامعي)، أن "المسؤولية في ذلك يتحملها إلى جانب التلميذ الأستاذ والمنظومة التعليمية، باعتبار أن لجوء التلميذ إلى الغش، ماهو إلا نتيجة طبيعية لضبابية المناهج وعدم فعالية بعضها، بل ماذا عسى الطالب أن يفعل في ظل استعداد غير مبني على أسس تربوية وعلمية سليمة سوى ركوب موجة الغش، وكيف يمكن له (يقول محدثنا) أن يواجه الكم الهائل من المقررات والبرامج الدراسية، التي يجد صعوبة في استيعابها، بالنظر إلى الإضرابات التي يشهدها مشهدنا التعليمي، وعدم توفق العديد من الأساتذة في تلقين الدروس بشكل منهجي"، فهناك أساتذة، يقول مصطفى (طالب جامعي)، "يرفضون أي اجتهاد للطالب، ويتعاملون معه بمنطق "بضاعتنا ترد إلينا"، وهذا ما يزيد من تخوف الطلبة، الذين يجدون أنفسهم أمام ضغط الوقت، غير قادرين على هضم محتوى المقرر، بالإضافة إلى الخوف من الأسئلة ومن التنقيط ومن الأجواء غير المتوقعة التي ستمر منها الامتحانات" هذا ما ذهبت إليه أيضا سعاد (تلميذة)، اجتازت هذا الموسم امتحانات الباكلوريا.
وأكدت بالإضافة إلى ذلك أن "التلميذ يعيش في هذه الفترة حالة استنفار قصوى، التي يكون من نتائجها النسيان والارتباك، وهذا ما يضطر العديد من التلاميذ إلى اللجوء لتدوين بعض الدروس في أوراق صغيرة، ليس للغش ولكن للإحساس بالأمان والاطمئنان"، وفي رده على هذه الحالة، يقول عبد الحفيظ قدوري (إطار تربوي)، "إن المشكل ليس في كون المواد المعرضة كثيرا للغش هي المواد التي تعتمد على الحفظ، بل في سوء فهم وغياب التواصل بين المدرسين والتلاميذ، بحيث أن كل المواد مفروض أن تلقن بمنهجية هي في حد ذاتها "علمية"، والتنقيط عليها يعتمد على ضوابط علمية، أي أن التنقيط لا يهتم بالكم بل بالكيف"، وهذا ما ذهب إليه مفتش تربوي وأضاف "إن مسؤولية الغش، يتحمل نصيبها الأوفر بعض المدرسين، لكونهم لا ينبهون التلاميذ إلى أهمية التركيز على ما هو جدير في الجواب بالتنقيط، ولا يشتغلون مع تلامذتهم عن أجواء الامتحانات وظروفها، كما أن للمناهج التربوية نصيب من المسؤولية لكونها تفتقر إلى التجديد والابتكار في أسئلة الامتحان، بحيث تستقي مخزونها من الحفظ أكثر من التقويم والفهم وتشخيص قدرة التلميذ على التحليل والتركيز، وهذا ما يذكي جذوة التلميذ للغش باعتباره إثباتا للذات خوفا من الفشل، أي الغاية تبرر الوسيلة"، وهذا ما يفرض، يقول إسماعيل الفروخي (مدير)، "ضرورة إعادة النظر ومراجعة المناهج التربوية، وإضفاء مراجعة علمية دقيقة عليها تعتمد على نظريات سيكولوجية وبيداغوجية معاصرة، حتى يتم تدارك ما عرفه النظام التعليمي المغربي من تغيير في المقررات الدراسية والتأرجح بين التعريب وتجريب المناهج "المستوردة" التي أدت إلى المس بالمستوى التعليمي والزج بالناشئة إلى النفق المسدود الذي ينتج مثل ظواهر الغش والانحراف وغيرها".
ومن جانبه أبرز خالد الوعدودي (إطار تربوي)، "أن طبيعة هذا الخلل التربوي في المناهج يعرف انعكاسا سلبيا على العلاقات بين التلميذ والمدرس، حيث نجد أنها أصبحت مع هاجس التضخم، علاقة متأزمة زاد من حدتها، دخول الدروس الخصوصية "كشر لا بد منه"، في المنظومة التربوية، لدوافع يعرفها جميع الآباء، فأسقط بالتالي العملية التعليمية في نوع من الارتزاق التربوي، وتم بذلك استبدال القدرات العقلية بالقدرات المالية، مما أفضى إلى تدهور انعكاس هذا المعطى سلبا على مستوى تحصيل التلميذ، مما يضطره في غمرة الامتحانات إلى البحث عن أقرب السبل للنجاح.
ويبقى الغش بشتى الطرق الوسيلة السهلة لبلوغ الهدف"، مثلما حصل في مكناس، حيث كان "بعض المحسوبين على قطاع التربية والتكوين"، العنصر المساعد في تسريب مواد الاختبارات وطرفا في تفشي هذا السلوك الشاذ، ولا شك أن هذا التوجه هو نتيجة طبيعية، للإحباط واليأس الذي يضرب بأطنابه لدى عدد لا يستهان به من الأساتذة، والذي له تأثيره على أدائهم التربوي، ففي ظل نظام تعليمي بطيء في ترقي وتحفيز الموارد البشرية، فمن البديهي أن يشتغل أساتذة بلا روح وبدون فعالية، إلى درجة أن هذه النظرة الضيقة، تدفع بعض المدرسين المراقبين في الامتحانات، إلى تسهيل مأمورية التلاميذ على ممارسة عملية الغش، وهذا ما صرح به لنا عدد من التلاميذ، الذين أكدوا أن بعضا من المكلفين بالحراسة "ساعدوهم على الإجابة وتمرير الإجابات في ما بينهم بكل حرية"، واعتماد التلميذ على هذا الأسلوب، سيجعل شهيته مفتوحة أكثر، لدخول غمار هذه الظاهرة والاصطبار عليها.
ومن أجل القضاء على ظاهرة الغش، يرى جمال حكيم (أستاذ)، "أن أسلوب الزجر والردع والعقاب الذي تمارسه الإدارة التربوية لم ولن يكون حلا لتنامي ظاهرة الغش التي تطورت بشكل ملفت، لأن المعالجة يجب أن تكون مبنية بدءا بالتركيز على المهارات والمفاهيم المهيكلة للدروس والاهتمام بالمواضيع التي تتيح للتلاميذ إمكانية التفسير والتقويم وإشراكهم في بناء الدروس وذلك بتكليفهم بتجميع الوثائق والبحث عن المعلومات".
وحتى لا نتوه في بحث مضن عن إجابات محتملة يجب علينا الإشارة إلى ضرورة الانكباب على حل معضلة التعليم ببلادنا، فالتفشي المهول لظاهرة الغش والانقطاع الدراسي والتسرب والهدر، كل هذا لا يعتبر إلا انعكاسا مرا لواقع الأزمة التعليمية التي تستوجب تعبئة شاملة، ومهما اختلفت الردود، فإن إصلاح واقع التعليم يظل مطلبا رئيسا لوقف فصول هذه المهزلة، فتخليق الحياة العامة واجتثاث نماذج الفساد في قطاعاتنا الإنتاجية، هو الخيار الاستراتيجي الذي بإمكانه أن ينتشل قيمنا من الإفلاس. |
| |
|
abdelhalim berri المدير العام
الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI البلد : Royaume du Maroc
عدد المساهمات : 17537 التنقيط : 96882 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 11/08/2010 الجنس :
| موضوع: رد: الغش في الامتحان ظاهرة اجتماعية الأربعاء 03 نوفمبر 2010, 08:55 | |
| | |
|
عبدالله ناجح عضو متّألق
الإسم الحقيقي : ABDALLAH NAJIH البلد : ROYAUME DU MAROC
عدد المساهمات : 12530 التنقيط : 79458 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 16/09/2010 الجنس :
| موضوع: رد: الغش في الامتحان ظاهرة اجتماعية الجمعة 19 نوفمبر 2010, 16:42 | |
| | |
|