لكل انسان فى هذه المعمورة هدف -او مجموعة اهداف يريد ان يحققها فى حياته ويسعى بشتى الوسائل المشروعة للوصول الى ما يصبو اليه بحسب نوعية هذا الانسان 0 او يكون سعيه بكافة الوسائل الاخرى متى ما كان من النوع الاخر 0
وكل هذه الوسائل قد تحقق له شئ من هذه الاهداف أو بعض الشئ 0 واى ان كان هذه الاهداف صغيرة ام كبيرة 0 الا انها يجب الا تخرج عن تحقيق العباة لله سبحانه وتعالى 0 ولان تحقيق هذه الاهداف يجب ان تضع فى حسبان المحقق انها وسيلة ليستعين بها للعيش فى هذه الحياة الفانبة0 ونجعل جل تركيزنا فى تحقيق الوصول الى الهدف العالى والذى خلقنا من اجله --- وهو الفوز بالدار الاخرة ( ربنا يحقق لنا ذلك جميعا )--------
يقول الله سبحانه وتعالى ( وا خلقت الانس والجن الا ليعبدون ) 0 ويحكى عن نبى الله يحيى وهو طفل سأله أحدى الاطفال اللعب معه فقال نبى الله ( ما لهذا خلقنا ) ولان كثير من الناس هداهم الله يسعون فى هذه الدنيا وكأنها الدار المرجوة ولا سواها والمتصفح فى حروف اسم الدنيا وارجاعها الى اصل قرائتها وهو الادنى ------- والادنى هو الاسفل 0 ومعلوم ان الاسفل ليس كل اعلى 0 ويقال لها العاجلة
لهذا يجب ان يكون عملنا يسير فى اتجاهين متوازيين متلازمين لا ينفصلان 0 كما قال صلى الله عليه وسلم ( اعمل لدنياك كأنك لا تموت ابدا واعمل لاخرتك كأنك ميت غدا )
اولا- الاتجاه الاول هو العمل للدنيا والعيش فيها بكرامة والسعى لها كأنك ستمتلكها حتى تعيش فيها بسعادة وهى سنة الله فى خلقه 0 عندما قال ربنا جل جلاله للملائكة ( انى جاعل فى الارض خليفة ) --- وفى آية اخرى يقول الله تعالى ( هو الذى انشأكم من الارض واستعمركم فيه ) - اى لتعمروها - وفى آية اخرى يقول ربنا ( وسخر لكم ما فى الارض ) ولهذا وجب علينا السعى فى الارض وكسب الرزق الحلال دون اللجو لاعمال النصب والاحتيال فأن فعلت فهو عبادة ويتبع ذلك امور آخرى لا حاجة لنا الآن فى توضيحها
ثانيا - العمل للعبادة وافراد العبادة لله سبحانه وتعالى وتجنب الشرك فى كل صغيرة وكبيرة وتحقيق هذه العبادة فى التفانى بالطاعات بكل انواع العبادة من -- صلاة - وزكاة - وصيام - وصدقة - وحج البيت - والعمل بالمعروف والنهى عن المنكرما استطعت الى ذلك سبيلا 0وجعل محبة الله ورسوله فوق محبتك لنفسك واولادك واهلك 0 واخضاع نفسك لطاعتة الله وتحقيرها للعمل الذى تقوم به لله أنما هو عمل دون المستوى المطلوب للخالق واظاهر نعمة الله عليك مما قل او كثر 0 لان ذلك من العبادةو ( واما بنعمة ربك فحدث ) والحديث هنا ليس بالكلام وحده ومن خلال حمده وشكره فقط 0000 وانما ايضا اظهار نعمة المعبود على العبد ورؤية ذلك لعباد الله فيقولون هذا عبد الله اكرمه الله 0 وهذا من طاعة الله علينا
وفقنا الله جميعا لطاعته كما نحب ويرضاه --- امين -- امين -- امين------------------
-------------------- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته -----------------------------