لم تتعرض دولة الإسلام
لأوقات عصيبة وعواصف منذرة ورياح مرعب مثلما تعرضت له في القرن السابع
الهجري حيث دمرت جيوش التتار بقيادة " جنكيز خان " حواضر الإسلام الكبرى في
المشرق الإسلامي وسفكت دماء المسلمين وأتت علي معالم الحضارة والمدنية ولم
تستطع قوة إسلامية أن توقف الزحف الكاسح للجيوش التترية وانهارت الجيوش
الإسلامية وتوات هزائمها وتتابع سقوط الدول والمدن الإسلامية كأوراق الشجر
في موسم الخريف وأطمع ضعف المسلمين وخور عزائمهم المغول في أن يتطلعوا إلي
مواصلة الزحف تجاه الغرب وإسقاط الخلافة العباسية وتقويض دعائمها ؛ ولم تكن
الخلافة العباسية في وقت من الأوقات أضعف مما كانت عليه وقت الغزو المغولي
؛ فخرج " هولاكو " القائد التتري الهمجي علي رأس جيش عرمرم وأجتاح بغداد
وقتل الخليفة " المستعصم " وأستباح بغداد أربعين يوما فقضي فيها علي الأخضر
واليابس فقتل من بغداد وحدها مليوني فرد مسلم من رجال وأطفال ونساء وشيوخ ؛
ثم تجاوزوها إلي ما بعدها فاجتاحوا الشام بجميع مدنها وفعلوا فيها مثلما
فعلوا في غيرها إلي أن وصلوا إلي حدود
مصر وكان
الله قد وكل عليها عبدا من عبيدة يأتمر بأمره وينهى بنهيه فجمع المسلمين
علي كلمة التوحيد والجهاد وخرجوا لملاقاة التتار في الموقعة المشهورة " عين
جالوت " فطحنوا التتار طحنا وركبوا أكتافهم وأخذوا يطاردون الفلول
المنهزمة فحرروا الشام وبغداد ؛ وانحسرت بعدها إمبراطورية التتار ولم يقم
لهم بعدها قائمة .......................
وانتهت بذلك هذه الدولة التي قامت علي جماجم المسلمين ودمائهم .
ونحن هنا نسرد قصة التتار منذ بدايتهم إلي معركة عين جالوت