في يوم من الأيام , خرج قطقوط المسكين من بين الأشجار جائعاً , يموء ويموء ويموء منادياً لأي إنسان أن يرحم ضعفه , ويعطيه بعض الطعام ,
لكن لا حياة لمن تنادي , فطأطأ رأسه وعاد من حيث أتى , يحاول نسيان كم أن البشر قلوبهم قاسية متحجرة , ويفكر ملياً ما الذي يدفعهم للبخل ..؟
وهل أنا فيل مثلاً حتى لا يستطيعون إطعامي ..؟ ومرت الأيام وهو على حاله يأكل الحشرات من هنا وهناك , ذات يوم وصلت إلى أنفه رائحة يحبها كثيراً
ومن شدة فرحه أُغمي عليه , إستيقظ بعد فترة لكن الرائحة كانت قد إختفت , فحزن حزناً شديداً وبقي جالساً هناك لم يحرك ساكناً لإيجاد الطعام ,
إنما يريد الطعام أن يأتي إليه , وفجأة سمع صوتاً من خلفه يضحك عليه بسخرية .
إلتفت قطقوط إلى الخلف يسأله وهو غاضب : ما الذي يضحكك يا وجه النحس .
فأجابه القط الآخر : ألا ترى حالك كيف أصبح ( ويكمل ضحكته المستهزئه ) ..؟
فأجابه قطقوط بإزدراء : وكيف أصبح حالي هاا إبتعد من هنا وإلا عضضتك .
وزاد القط الآخر من ضحكهِ وقال : وهل تستطيع اللحاق بي فعلاً ...؟
أجابه قطقوط : ولِمَ لا هاا ما الذي ينقصني وحاول النهوض للحاق به لكن رجلاه خانتاه وسقط على الأرض والقهر والحسرة على نفسه يؤلمانه وبشدة .
فتوقف القط الآخر عن الضحك وقال : يا عزيزي قطقوط لو أنك تحاملت على نفسك قليلاً هاا.. قليلاً فقط وابتعد عن هذا المكان بعض المترات لوجدت
ما تأكله , فهناك خلف ذلك الحائط البعيد يلقون بمخلفات المطعم البحري ونحن نذهب كل يوم لنأكل منه قبل أن يأتي المنظفون ويقومون بإزالة كل الأوساخ
لهذا أنا والحمدلله جسدي قوي ورياضي وإن ركضت مئات الكيلومترات لن أتعب .
بُهِتَ قطقوط مما سمع وتعجب كثيراً كيف إنه بقي قابعاً هنا يريد من الناس الشفقة وهو الذي كان بإستطاعته الذهاب بضع مترات والأكل لحد الشبع
تأوه وحزن لللأيام التي مرت وهو جائع وعرف بعد هذا أن كسله هو سبب عذابه وقرر منذ اليوم أن يبحث ليجد , وأصبح هو والقط الآخر من أعز الأصدقاء .