أوضح ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتور هاشم الزين أن المنظمة لا تتدخل في سياسات الدول فيما يتعلق بشفافية إعلانها عن مدى انتشار مرض إنفلونزا الخنازير الذي عاد للظهور في عدد من دول العالم وأدى إلى وفاة 76 في مصر وأربعة في الأردن خلال الشهر الماضي.
وقال للجزيرة نت خلال ندوة نظمتها لجنة حماية المستهلك في النقابات المهنية الأردنية بعنوان "إنفلونزا الخنازير.. ما العمل؟", إن من صلاحيات المنظمة أن تعلن عن تحول المرض إلى وباء حتى لو لم تعلن ذلك الدولة التي ينتشر فيها المرض.
وأضاف "حتى الآن المرض لم يتحول إلى وباء، ولم تسجل أي حالة وفاة لأي مريض تلقى مطعوم إنفلونزا الخنازير من قبل".
وأفاد بأن مصر هي الدولة الوحيدة التي تعلن بشكل دائم عن حالات الوفاة بالمرض في منطقة الشرق الأوسط.
الزين: مصر هي الوحيدة التي تعلن عن حالات الوفاة بالمرض في الشرق الأوسط (الجزيرة نت)
وفسر الزين أسباب إعلام منظمة الصحة انتهاء مرحلة وباء إنفلونزا الخنازير مطلع أغسطس/آب الماضي، مشيرا إلى أن تأخر إعلان انتهاء حالة الوباء التي انتهت عمليا في فبراير/شباط 2010 يعود إلى رغبة المنظمة في محاصرة المرض ورصده في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية التي يحضر الشتاء فيها من مارس/آذار إلى أغسطس/آب.
ولفت إلى تحذير المنظمة السلطات الصحية في عدد من دول العالم من "الفتور" في التعامل مع المرض والذي اعتبرته ضعيفا، مضيفا "قلنا مرارا إنه لا يمكن التحكم في سلوكيات فيروس الإنفلونزا".
وحذر من التراخي في التعامل مع المرض، مشيرا إلى أن جائحة الإنفلونزا التي أصابت العالم عام 1968 تشير إلى أن الإصابات في السنة الثانية كانت أكبر من السنة الأولى.
وشارك في الندوة كل من الأمين العام لوزارة الصحة الأردنية الدكتور ضيف الله اللوزي والأستاذ الجامعي وعضو اللجنة العليا الدكتور وائل الهياجنة.
وقال اللوزي إنه منذ تاريخ 11/12/2010 سجل الأردن 60 حالة إصابة بمرض إنفلونزا الخنازير، وسجلت أربع حالات وفاة حتى يوم أمس.
اللوزي: 80 ألف أردني فقط أخذوا
المطعوم المضاد لإنفلونزا الخنازير (الجزيرة نت)
وبين وجود 23 حالة ما زالت تعالج بالمستشفيات منها ثلاث حالات حرجة، وأنه لم تسجل أي حالة إصابة في المدارس، فيما سجلت حالتا إصابة لطفلين بعمر الخامسة والسادسة.
وتحدث اللوزي أن سبب عدم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بحالات المرض أو الوفاة مرده إلى أن العالم يمر في فترة "ما بعد الجائحة".
ودافع عن شراء الأردن مطاعيم مضادة للإنفلونزا العام الماضي (تاميفلو) بقيمة عشرة ملايين دينار (14 مليون دولار) لتوفير أكثر من مليون مطعوم مضاد، مرجعا السبب إلى تقديرات التعامل مع المرض الذي صنف كوباء في العام الماضي، مشيرا إلى أن 80 ألف أردني أخذوا المطعوم المضاد فقط.
وعندما أثار حضور مسألة رفض مسؤولين صحيين أخذ المطعوم لتشجيع الناس على أخذه، قال اللوزي إن الصحة لا تملك إجبار الناس على أخذ المطعوم، ودعا الحاضرين -وغالبيتهم من الأطباء- إلى أخذه وعرض إحضار سيارة لتطعيم الحاضرين دون أن يجيبه أحد.
وكشف الدكتور الهياجنة أن وزارة الصحة قررت وضع خطة وطنية للإنفلونزا العام المقبل بغض النظر عن نوعها.
وبين أن مطعوم الإنفلونزا العادي المتوفر في الأسواق والمستشفيات يحتوي على تركيب مطعوم إنفلونزا الخنازير "إتش1أن1"، وقال إن هناك فزعا لدى الناس من تناول المطعوم بسبب الفزع الذي تشكل جراء تركيز الإعلام على المرض وانتشاره السريع في العالم.