كثيراً ما يطلق على الجبال تسمية المستودعات الطبيعية للمياه. وتعترض التكوينات الجبلية حركة الهواء حول الكرة الأرضية وتجبره على الصعود الى أعلى حيث يتكثف كغيومٍ، تسقط على هيئة أمطارٍ وثلوج.
كما تختزن الجبال المياه، على شكل ثلوجٍ وجليد، لتنطلق كمياهٍ ذائبة خلال فترات الدفء- التي غالباً ما لا تسقط فيها إلا كمياتٍ ضئيلة من الأمطار.
وهكذا فليس من الغريب أن يأتي 70 الى 90 في المائة من كميات المياه الجارية في الأنهار، بالأقاليم الجافة وشبه الجافة، من الجبال. بل وحتى في المناطق المعتدلة، يمكن لنحو 30 الى 60 في المائة من المياه العذبة أن تصدر من مساقط المياه الواقعة في المرتفعات. ففي حوض نهر الراين مثلاً، توفر جبال الألب 31 في المائة - وترتفع هذه النسبة في الصيف الى أكثر من 50 في المائة - من المياه المتدفقة فيه سنوياً، رغم أن هذه الجبال لا تشكل سوى 11 في المائة من مساحة أراضي هذا الحوض.