رئيس مركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن: الحقيقة من الناحية العلمية لابد أن نقول إن هناك شيئين فقط نعرفهم تماماً، العلماء يجب أن يقولوا ما نعرفه فقط لا غير، الأول هو أن نسبة ثاني أكسيد الكربون تزداد في الجو منذ أن تم قياسها على التوالي من مرصد في جزيرة هوالي، أي بعيد عن المدن الكبيرة وهذا المرصد أثبت أن نسبة ثاني أكسيد الكربون ما زالت تتمرد في الزيادة من الأربعينيات حتى يومنا هذا، ثاني أكسيد الكربون عندما يزداد في الجو يصح أن يحبس أشعة الشمس التي تدخل إلى الأرض وهل هذا الانحباس يمكن أن يزيد من درجة الحرارة؟ شوفي أنا قلت لكِ ما نعرفه بالتفصيل أو بالتأكيد هو أن نسبة ثاني أكسيد الكربون تزداد ثم قلت إنه هذا يمكن أن يحبس الحرارة وهذا يمكن أن يكون سبباً في ازدياد الحرارة، ده من الناحية العلمية الصحيحة يجب أن نقول ذلك، من الناحية العلمية الأخرى أن التغيرات المناخية هي في حقيقة الأمر طبيعة الأرض فليس هناك أي وقت من الأوقات لا في العصور الجيولوجية القديمة ولا في العصور الحالية نرى أن مناخ الأرض متزن ويأتي كل سنة بنفس الصورة إما في البرودة أو الحرارة، فالتغيير في مناخ الأرض موضوع دائم منذ أن نشأت الأرض وهناك بعض التغييرات التي يمكن أن تكون طبيعية، هناك بعض التغييرات التي يكون بعضها سببه الإنسان
يعني التغييرات الطبيعية لا يمكن أن نلعب دورا فيها ولا يمكن أن نؤثر عليها، بالنسبة للعنصر الأول الذي ذكرته هو عنصر غاز ثاني أكسيد الكربون، يعني دكتور أنت في بلد أكثر بلد منتج لغاز ثاني أكسيد الكربون ورغم ذلك هناك نوع من التعتيم والتضليل للرأي العام في هذا الخصوص، لماذا إذا كان الأمر بهذه الخطورة ويمكن أن نلعب دورا في تقليل هذا الأثر؟
فاروق الباز: لا في الحقيقة ليس هناك تعتيم للأخبار ولكن هناك امتناع من الحكومة نتيجة لضغط من القطاع الخاص لعدم الإقلال بشكل واضح وفوري من نسبة ثاني أكسيد الكربون لأنهم لا يستطيعون أي بديل لذلك، معنى ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية تستهلك.. يعني تنتج تقريبا ربع غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم لأنها عندها أكبر نسبة من السيارات وأكبر نسبة من المصانع وأكبر نسبة.. وهكذا، فلذلك قالت الحكومة إن الاقتصاد القومي لا يسمح بأننا نتوقف عن إصدار ثاني أكسيد الكربون الآن ولذلك فهي سياسة الدولة وليست هناك تعتيم للأخبار لأن الناس في أميركا يعلمون هذا كثيرا وفيه نسبة كبيرة جدا من الأميركان تدعم الإقلال من إنتاج ثاني أكسيد الكربون.
ليلى الشيخلي: يعني ربما السبب اللي جعلني أطرح هذا أن هناك علماء تحدثوا عن أنهم مُنعوا من الحديث إلى الصحفيين بخصوص اكتشافاتهم العلمية، على العموم شكرا جزيلا دكتور فاروق الباز رئيس مركز أبحاث الفضاء من بوسطن، يعني استمعنا إلى ما قاله الدكتور، دكتور سيف بن علي عندما نتحدث عن تأثيرات ضارة يعني هناك جدل في النهاية حولها ممكن أن تكون بسبب تلوث بيئي وممكن أن يكون ظاهرة طبيعية لن.. يعني لا نستطيع أن نلعب دورا فيها ولكن على الأقل نعرف أن التلوث البيئي يسبب أضرارا نستطيع أن يعني نتحكم فيها، إذا استمرت الأمور على الوتيرة القائمة حاليا إلى أين يمكن أن نصل؟
سيف بن علي الحجري - أستاذ بجامعة قطر ورئيس مركز أصدقاء البيئة: طبعا مثلما ذكر الدكتور الباز هناك حقيقة علمية سُجلت في تاريخ الأرض من خلال الصخور والبيئة الصخرية إن درجات الحرارة في الكون تتغير وكانت في يوم من الأيام في الحقيقة قبل وجود الإنسان درجة الحرارة أعلى من الدرجات الموجودة حاليا ولكن لا شك أيضا في نفس الوقت إن الأبحاث الدقيقة التي جمعت البيانات لعقود من الدهور أثبتت تأثيرا بالغا لنشاط الإنسان في هذا المجال كون أن هذه الغازات أو الغلاف الغازي، سبحانه وتعالى خلق هذا الغلاف بالتوازن بنِسَب معينة من الغازات، بحكمة، لم تُخلق هباءً، يعني من سُنة الحياة هذا التوازن، فقدْ التوازن هو خلق المشكلة وهذا بالحقيقة ما نلاحظه اليوم حقيقة علمية هناك كمّ هائل جدا من الغازات الدفيئة أو الغازات المؤثرة التي خلَّت هذا الغلاف يفقد نوعا من توازنه وبالتالي هناك اضطرابات لا شك غير منطقية تلاحظها إن هي إما بكثرة الأمطار بشكل غير متوقع، أيضا قلة الأمطار بشكل غير متوقع في بعض المناطق أو ذوبان الثلوج بشكل غير مسجل في تاريخ الأرض في بعض الأحيان.