عبدالله ناجح عضو متّألق
الإسم الحقيقي : ABDALLAH NAJIH البلد : ROYAUME DU MAROC
عدد المساهمات : 12530 التنقيط : 79308 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 16/09/2010 الجنس :
| موضوع: العبادة.. حق الله على العباد الجمعة 24 ديسمبر 2010, 13:25 | |
| العبادة هي المبدأ الأوّل الذي أنزله الله في كتبه وبعث رسله لدعوة الناس إليه وتذكيرهم به. ولهذا جاءت كل رسالة (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل/ 36)، (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ) (الأعراف/ 65). بل وبيَّن – سبحانه وتعالى – أنّ الغاية من خلق المكلف هو العبادة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) (الذاريات/ 56-57). - فهم خاطئ: 1- يعتبر البعض أنّ العبادة وسيلة من وسائل تهذيب النفس وتربية الضمير، ولا يعتبرها الوسيلة الوحيدة ولا الوسيلة المثلى فيمكن الإستغناء عنها في نظره بأي وسيلة أخرى لتكوين المواطن الصالح، حتى قال لي أستاذ وأنا في الجامعة: إن مشاهدتي لرقص الباليه يوازي عندي نفس المتعة التي تشعر بها والأثر الذي يؤثره فيك قيامك لصلاة الفجر في المسجد!!! والحق.. إنّ العبادة وإن كانت الوسيلة المثلى لتهذيب النفس وتربية الضمير وتكوين الإنسان الصالح، فإنّها غاية تطلب لذاتها وتنفيذاً لأمر خالق الخلق الجبار المتعالِ تبارك أسماؤه. 2- والبعض يوجه العبادة لغير مستحقها وهو (رب العالمين) فيدعو غير الله ويستغيث بغير الله وينذر لغير الله ويذبح لغير الله.. أمّا المؤمنون فهم قائلون ومنفذون: (إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة/ 5). 3- والبعض لم يتقيد في العبادة بما جاء به الرسول (ص) عن ربه.. فأضاف إليها وأنقص منها.. فمنهم مَن شدد ومنهم مَن تهاون.. 4- ويحمل البعض ذلك الفهم الجزئي القاصر للعبادة بحيث يظن أنّها لا تتعدى الصلاة والزكاة والصوم والحج.. ويلحق بها الذكر والتلاوة والدعاء، أمّا باقي أوامر الإسلام ونواهيه وأحكامه ووصاياه التي تستوعب كل مجالات الحياة فلا ضرر من مخالفتها والتقصير فيها مادام الإنسان قد أدى العبادة بمفهومها الشعائري، أمّا الأخلاق والشرائع والمعاملات والأحكام فما دخل هذا بالعبادة؟! * معنى العبادة.. هي الطاعة: ويقال: طريق معبد أي مهيئ ومذلل ومنه أخذ (العبد) أي المتذلل لمولاه. ويضيف القرآن معنى جديداً للعبادة في قوله تعالى: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي) (الفجر/ 29)، أي في حزبي، فالعبادة هنا بمعنى الولاء والإنتماء. والفرق بين العبد والعابد أنّ العبد قد يكون لله وللبشر أمّا العابد فلا يكون إلا لرب البشر. ويرى "ابن تيمية" أن "الفرق بين عبادة الإنسان للبشر وعبادتهم لله، أنّ عبادة الله هي غاية الطاعة وغاية الخضوع وغاية التذلل، ويضاف إليها معنى وعنصر عاطفي وجداني وهو غاية الحب". ويرى د. "يوسف القرضاوي": أنّ العبادة المشروعة لابدّ لها من أمرين: - الأوّل: تمام الإلتزام بأوامر الله تعالى. - والثاني: أن يصدر هذا الإلتزام من قلب محب لربه. ويرصد فضيلته خطأ صنفين من الناس في فهم حقيقة العبادة: - الأوّل: الذي أسرف في دعوى المحبة حتى أخرجه ذلك إلى نوع من الرعونة التي تناقض العبودية. - الثاني: الذي رفض المحبة لظنه أنها تتنافى مع أدب العبودية". * مجالات العبادة: لأنّ الإسلام دين يشمل الحياة كلها فإنّ العبادة في الإسلام شاملة كل مجالات الحياة، فهي: - أوّلاً: شاملة للدِّين كله وللحياة كلها. - ثانياً: شاملة لكيان الإنسان كله ظاهره وباطنه. وقد عرف الإمام "ابن تيمية" العبادة تعريفاً يبيّن ذلك الشمول.. قال: [العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة]. فالدِّين كله عبادة... والحياة كلها عبادة. وبمراجعة قول الله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ) في القرآن، نجد أنّ جميع التكاليف التي كلفنا الله بها جاءت بهذه الصيغة التي تدل على وجوب الطاعة التي هي المعنى الأساسي للعبادة. فالمؤمن يقول: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة/ 285). ومقتضى عقد الإيمان: أن يسلم الإنسان زمام حياته إلى الله، ليقودها رسوله الصادق، ويهديه الوحي المعصوم. ومقتضى عقد الإيمان: أن يقول الرب: أمرت ونهيت. ويقول العبد: سمعت وأطعت. ومقتضى عقد الإيمان: أن يخرج الإنسان من الخضوع لهواه إلى الخضوع لشرع مولاه. (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) (الأحزاب/ 36). (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (النور/ 51). وعلى هذا فمن اتبع غير منهج الله في أي مجال من مجالات حياته فقد انحرف عن عبادته. - شمول العبادة لكيان الإنسان كله: فالعبادة تشمل العقل والقلب والجوارح، فالعقل يعبد الله بعبادة التفكر (وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) (الذاريات/ 20-22). والجوارح مثل اللسان تعبد الله بـ عبادة الذكر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الأنفال/ 45). والقلب يعبد الله بحضوره مع العقل في التفكر ومع اللسان في الذكر، وملك الأعضاء هو القلب الذي يقود الرعية (وهي الجوارح) إلى العبادة. 1- العبادة غذاء الروح: فالقلب مفتقر دائماً إلى حقيقة (إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة/ 5)، ولا شيء أحب إلى القلوب من خالقها ومولاها، والقلب لا يحب شيئاً لذاته إلا إلهه. ولذلك نجد أنّ علاج ضيق الصدر هو القرب من الله بالعبادة وبذلك ينصح الله نبيه. (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر/ 97-99). ولذلك يقول (ص): "حُبِّبَ إليَّ النِّساءُ والطِّيبُ وجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاة". 2- العبودية لله سبيل الحرِّية: فالعبودية لله تعتق القلب من عبودية المخلوقين ومن الذل والخضع لغير رب العالمين لأن في القلب حاجة ذاتية إلى رب يخضع له ويتوكل عليه ويسأل، فإذا لم يكن الله ذلك الرب فسيكون الطواغيت. ويضرب الله مثالاً لذلك فيقول عزّ من قائل: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا) (الزمر/ 29). فالعبد السالم لسيد واحد قد استراح إذ عرف ما يرضى سيده فأداه بإرتياح وإنشراح، أمّا العبد الذي يملكه شركاء متشاكسون يأمره أحدهم بعكس ما يأمره غيره، فما أتعسه وأشقاه. 3- العبادة حق الله على العباد: وهي حق الخالق على الخلق. (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى) (الأعلى/ 1-5). ومهما كانت فوائد العبادة إلا أنّ القصد الأساسي منها هو الله يقول تعالى: (وأقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (طه/ 14)، ويقول تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) (العنكبوت/ 45). 4- العبادة تدريب إلهي للإنسان: فمن أجل إبتلاء الإنسان خلقه الله وخلق له الكون كله (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) (هود/ 7). (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك/ 1-2). (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) (الكهف/ 7). إنّ هذه الحياة الدنيا لا تعطي حصادها إلا لمن يزرعون، ولا جناها إلا لمن يغرسون. ولا يطمع في إدراك المعالي وتحقيق الآمال الكبيرة إلا أولو العزم وأصحاب النفوس الكبيرة. إذا كان ذلك قانون الحياة القصيرة فما بال دار الخلود (وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت/ 64). والقانون الذي تعلمناه في الدنيا أنّ الأشياء النفيسة لا تدرك إلا بالجهد الكبير وهل أعظم وأنفس من الجنة حيث رضوان الله (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران/ 142). المصدر: كتاب في روضات العبادة. | |
|
abdelhalim berri المدير العام
الإسم الحقيقي : Abdelhalim BERRI البلد : Royaume du Maroc
عدد المساهمات : 17537 التنقيط : 96732 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 11/08/2010 الجنس :
| موضوع: رد: العبادة.. حق الله على العباد الجمعة 24 ديسمبر 2010, 19:01 | |
| | |
|
عبدالله ناجح عضو متّألق
الإسم الحقيقي : ABDALLAH NAJIH البلد : ROYAUME DU MAROC
عدد المساهمات : 12530 التنقيط : 79308 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 16/09/2010 الجنس :
| موضوع: رد: العبادة.. حق الله على العباد الإثنين 27 ديسمبر 2010, 17:12 | |
| | |
|
Ikram baji عضو متّألق
الإسم الحقيقي : ikram baji البلد : ROYAUME DU MAROC
عدد المساهمات : 669 التنقيط : 52694 العمر : 28 تاريخ التسجيل : 30/09/2010 الجنس :
| موضوع: رد: العبادة.. حق الله على العباد الأحد 20 فبراير 2011, 02:47 | |
| | |
|
عبدالله ناجح عضو متّألق
الإسم الحقيقي : ABDALLAH NAJIH البلد : ROYAUME DU MAROC
عدد المساهمات : 12530 التنقيط : 79308 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 16/09/2010 الجنس :
| موضوع: رد: العبادة.. حق الله على العباد الأحد 20 فبراير 2011, 05:22 | |
|
لا للشكر اختي اكرام هدا واجبي
| |
|